يواصل محمد عبد الوهاب تعداد مزايا النوم في الفندق عوضا عن المنزل قائلا: «...عندما انام في الفندق « النزل» اشعر بالراحة لان تحتي هذا التجمع البشري المختلط الداخل والخارج، والذين يدخنون والذين يشربون والذين يأكلون... والذين يرقصون... والذين يلعبون القمار ... الضجيج.. الصراخ.. الصخب...كل هذا انا فيه ...نائم على انفاس ...على حياة... على ضجيج ...اشعر بطمأنينة غريبة ...اشعر بالأمان ... اشعر بان هذه الانفاس ...هذه الحياة تحميني من السقوط ...اشعر انها أعمدة تتكا عليها غرفتي يتكئ عليها سريري ..يتكئ عليها جسدي ...» والإقامة بالفندق بالنسبة لمحمد عبدالوهاب تحقق له شيئا لا يجده في المنزل – حسب رايه- وهو عنصر المفاجأة المستمرة ...فما يكاد ينزل من غرفته ويخرج من المصعد الا ويفاجئه صديق لم يره من سنين طويلة و يفاجئه اخر ويتذكر بنهما اجتمعا في بلد ما وعاشا معا فترة ..و يفاجئه ثالث بانه كان ينزل معه في نفس الفندق في نفس البلد .. والناس مختلفون هؤلاء انقليز... وهؤلاء المان... وهؤلاء من الخليج... والسويد... والنرويج والهند ...اشكال مختلفة ... اخلاق مختلفة ...عادات مختلفة ومفاجئات مستمرة يقول محمد عبد الوهاب: «...عندما اجلس في بهو فندق يشدني منظر الناس واحاسيسهم المتناقضة ... أناس سعداء فيهم من يستقبل عزيزا عليه ... وفيهم من يستقبل زوجته ... وفيهم من يستقبل عائلته.. وفيهم من يستقبل أولاده ... كلهم سعداء.. وبجانب هذا فريق حزين هذا يودع صديقا ... وهذا يودع زوجته ... وهذا يودع عائلته ... كل في جوه وكل في مناخه رغم انهم مختلطون ... كل منهم داخل نفسه...» ومحد عبد الوهاب من الذين يخافون ركوب الطائرة وهو يقول في هذا الصدد «...ربما كان من أسباب مخاوفي من ركوب الطائرة ان الله سبحانه وتعالى لم يخلق الانسان معدا للطير.. خلقه وطبيعته المشي.. والجري ولكنه لم يخلق جهاز طيران.. انه حيوان برمائي.. وليس حيوان سمائيا» ويضيف محمد عبد الوهاب «...عندما ركبت الطائرة أخيرا اجبرتني زوجتي، وهي بجانبي ان انظر من الشباك على الأرض واستمتع بجمالها الفتان، نظرت و كأنني امر على سجاجيد متلاصقة ومن كل الأنواع وفي كل لحظة تسحب من تحتي سجادة تختلف عن سابقتها ثم تسحب ويجيء غيرها وهكذا طوال طيران الطائرة ... على الأرض أرى هذه الرقع من البيوت والعمارات والسيارات و الشوارع وعربات القطارات وسيارت ضئيلة الحجم. .. ما أعظم هذه الأرض فالله سبحانه وتعالى هو خالقها.» يتبع