أصبح محمد الناصر رئيسا «مؤقتا» لتونس بعد وفاة الباجي قائد السبسي وتأدية اليمين الدستورية، ويقود الناصر تونس في أجل أقصاه تسعون يوما يتم خلالها إنجاز الانتخابات الرئاسية . تونس الشروق: أدى رئيس البرلمان محمد الناصر اليمين الدستورية ليصبح رئيسا مؤقتا للجمهورية التونسية، بعد وفاة الرئيس الباجي قائد السبسي، وقام الناصر بتأدية اليمين في اجتماع مكتب المجلس بحضور رؤساء الكتل النيابية وأعضاء المكتب، تماهيا مع ما يفرضه القانون . الناصر والشاهد تأدية اليمين كانت خطوة مسبوقة بخطوات أخرى ،أولها لقاء مشترك جمع محمد الناصر برئيس الحكومة يوسف الشاهد ،بعد ما يقارب الساعة من اعلان وفاة الباجي قائد السبسي ،لقاء لم يدم طويلا وتم خلاله الحديث عن الترتيبات الضرورية ارتباطا بحدث الوفاة . بعد اللقاء الذي جمع الرئيسين ،قدّم الناصر تصريحا تم بثه على القناة الوطنية ،قال فيها إن الدولة مستمرة ،مشيرا الى ان الدستور التونسي يمكّن رئيس البرلمان من رئاسة الجمهورية بشكل مؤقت، وثمّن الناصر إنجازات الباجي قائد السبسي سواء في بناء الدولة الوطنية او في رئاسة البلاد. معاينة الشغور أخذ الناصر الامر بيده وأعلن أنه يتولى رسميّا رئاسة البلاد، في انتظار حسم ملف الخلافات حول من سيعوض المحكمة الدستورية ،التي يمكّنها الدستور التونسي بشكل حصري من معاينة الشغور في منصب رئيس الجمهورية، فبالرغم من إجماع أغلب أعضاء مكتب مجلس النواب على أن مكتب البرلمان بامكانه معاينة الشغور بعد ان يتم تمكينه من تقرير طبي يُفيد الوفاة ، فإن هذا الملف بقي محل نقاش . في الأثناء التقى محمد الناصر برئيس الهيئة الوقتية لمراقبة دستورية مشاريع القوانين، الطيب راشد في جلسة امتدت على أكثر من ساعة ،ثم بقي البرلمان في حالة انتظار لما يقارب الثلاث ساعات قبل ان تُرسل الهيئة الوقتية،تقريرها المتعلق بمعاينة الشغور النهائي، وهو ما جعل رئيس البرلمان محمد الناصر يطلب من أعضاء مكتب المجلس ورؤساء الكتل النيابية الدخول الى قاعة «العرش». أداء اليمين افتتح الناصر الجلسة بالقول إنه عملا باحكام الفصلين 84 و 85 من الدستور التونسي،وتبعا لتلقي المجلس شهادة وفاة المغفور له محمد الباجي قائد السبسي، تلقى البرلمان أيضا اعلاما من قبل رئيس الهيئة الوقتية لمراقبة دستورية مشاريع القوانين ،يُقر بالشغور النهائي في منصب رئيس الجمهورية. وأضاف الناصر أنه اعتمادا على ما سبق فانه يتولى أداء اليمين بصفته القائم مقام رئيس الجمهورية . الناصر يؤدي اليمين باكيا لم يستطع محمد الناصر حبس دموعه اثناء أداء اليمين الدستورية، وأقسم على المحافظة على استقلال تونس ومناعتها باكيا. الشغور الدائم تم الاعتماد على الفصل 84 من الدستوري في ما يتعلق بتولي محمد الناصر مهام رئيس الجمهورية وينص الفصل على ان"..إذا تجاوز الشغور الوقتي مدة الستين يوما، أو في حالة تقديم رئيس الجمهورية استقالته كتابة إلى رئيس المحكمة الدستورية، أوفي حالة الوفاة، أو العجز الدائم، أو لأي سبب آخر من أسباب الشغور النهائي، تجتمع المحكمة الدستورية فورا، وتقرّ الشغور النهائي، وتبلّغ ذلك إلى رئيس مجلس نواب الشعب الذي يتولى فورا مهام رئيس الجمهورية بصفة مؤقتة لأجل أدناه خمسة وأربعون يوما وأقصاه تسعون يوما.» اليمين في مكتب البرلمان اعتمد البرلمان على الفصل 85 في ما يتعلق بأداء اليمين أمام مكتب البرلمان ، وينص الفصل على انه «في حالة الشغور النهائي يؤدي القائم بمهام رئيس الجمهورية اليمين الدستورية أمام مجلس نواب الشعب وعند الاقتضاء أمام مكتبه، أو أمام المحكمة الدستورية في حالة حل المجلس.» من هو محمد الناصر؟ الناصر هو واحد من السياسيين المخضرمين الذي عاصر عهد الرئيس الأول للجمهورية التونسية الحبيب بورقيبة واشتغل في حكومته وزيرا للشؤون الاجتماعية وفي فترة حكم بن علي، كان يشتغل خبيرا دوليا لدى عدة منظمات، قبل أن يعود إلى الواجهة بعد 2011 وينضم إلى حزب «نداء تونس» ويترشح للانتخابات التشريعية في 2014 . انتخب محمد الناصر في4 ديسمبر 2014 رئيسا لمجلس نوّاب الشعب بعد أن تحصّل على 176 صوتا من مجمل 214 صوتا.ومحمد الناصر، من مواليد 21 مارس 1934، تخرج سنة 1956 من معهد الدراسات العليا في القانون بتونس، ثم تحصل على شهادة الدكتوراه في القانون الاجتماعي من جامعة باريس سنة 1976 وشغل منصب وزير العمل والشؤون الاجتماعية في مناسبتين الأولى في حكومة الهادي نويرة قبل أن يستقيل (1974 /1977) والثانية في حكومة محمد مزالي (1979 /1985). وعُيّن الناصر منذ سنة 2005 كمنسق للميثاق العالمي للأمم المتحدةبتونس ومُدّقق اجتماعي وهو مُستشار دوْلي منذ 2000 و خلال الفترة الممتدة بين 1991 و1996، كما شغل محمد الناصر منصب رئيس البعثة الدائمة لتونس لدى الأممالمتحدة والهيئات الدولية المختصة بجنيف، وعُيّن مندوبا عاما لديوان العمالة التونسية بالخارج (1973 1974).