مناضل، رمز، قدوة، رئيس عظيم، الرجل الحكيم...توصيفات حاولت اختزال رجل استثنائي، أصبح رسميّا يُنعت «بالراحل « ،لكنه باق في مخيال كل التونسيين الذين شيعوه الى مثواه الأخير، وفي مخيّلة كل الزعماء الذين أبّنوه في موكب مهيب. تونس الشروق: قال محمد الناصر القائم بمهام رئيس الجمهورية، إن الباجي فارقنا يوم عيد الجمهورية التي قضى حياته في خدمتها وصياغة مكاسبها والدفاع عن قيمها، وبعد أن قضى عمرا في خدمة الشعب وخدمة الوطن وخدمة الدولة. مسؤوليات كبرى وأضاف محمد الناصر في كلمة تأبين الباجي قائد السبسي، «ناضلت وأنت في عنفوان الشباب صلب الحركة الوطنية الدستورية بقيادة زعيمها الراحل الحبيب بورقيبة ونجحت في مختلف المسؤوليات التي تقلدتها ،وزيرا للداخلية ووزيرا للخارجية ووزيرا الدفاع ثم رئيسا لمجلس النواب». محمد الناصر أشار أيضا الى ان الراحل الباجي قائد السبسي تحمل مسؤوليات كبرى في بلادنا ليترك فيها أثرا لا يمحى وبصمات لا تنسى ونضالا لا ينسى لترسيخ علوية القانون وهيبة الدولة، مشددا على أن السبسي كان رجل دولة بامتياز ومنحازا لمبادئ الدولة ونجح في تأمين الانتقال الديمقراطي واستقرار البلاد وتنظيم أول انتخابات حرة وديمقراطية في تونس سنة 2011». رمز وقدوة ومثال الناصر أضاف أيضا ان الراحل كان حريصا على إنجاح الخيار الديمقراطي وأنّ يكون الوفاق الوطني محركا لهذا الخيار ونجح في خلق التوازن السياسي في بلادنا وأحدث تعديلا ايجابيا للمشهد السياسي ورسخ أسس الديمقراطية والتناوب السلمي على السلطة. الناصر قال في خطاب تأبينه للراحل السبسي «ها هي الأقدار تقول لي هذا رئيسك قد ترجل فأكمل مشواره ومشوارك في خدمة الوطن والشعب»، وأضاف قائلا:» يا رفيق دربي سوف نواصل ما شرعنا فيه معا لبناء دولة وطنية ديمقراطية ...يا رفيق دربي غيابك ألم وخسارة للوطن .. سوف تبقى معنا وبيننا ما حيينا رمزا وقدوة ومثالا». وأبّن عدد من الرؤساء ، الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي في موكب انتظم بقصر قرطاج ، وعبّر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن احترامه الشديد للسبسي ومساندة الشعب الفرنسي للتونسيين في هذا المصاب الجلل مشيرا إلى اعجابه بمناخ الطمانينة الذي يسود تونس رغم الحزن على رحيل السبسي. رئيس عظيم ايمانويل ماكرون أكّد أنه تعلّم الكثير من الباجي قائد السبسي مشيرا الى ان الراحل كان «رئيسا عظيما ولديه قدرة كبيرة في الإقناع» ، مشيرا الى ان رحيل السبسي يوم عيد الجمهورية إشارة الى ان قدره مرتبط بتونس وبالشعب التونسي «. ماكرون شدد على انه حرص على أن يكون حاضرا في الجنازة، ليعبر عن مشاعر الاحترام والصداقة للشعب التونسي وليشاركه حزنه ، وأعرب ماكرون عن تقديره لمسيرة رئيس الجمهورية الراحل، مشيرا الى ان الباجي كان « رجلا مناضلا وحكيما وانه كان رئيسا عظيما». وأضاف ماكرون قائلا «سيدي الرئيس الشعب التونسي سيرافقك جنبا الى جنب، لمثواك الأخير، وسيعترف بما خضته من معارك وسيعمل على أن تكون تونس منفتحة متسامحة مثلما اردت». مناصرة القضية الجزائرية أما الرئيس الجزائري عبد القادر بن صالح، فاكد أنّ رحيل الباجي قايد السبسي هو ‹›خسارة للجزائر وللعرب والمسلمين وجميع محبّي السلام عبر العالم›› ،وأضاف بن صالح خلال موكب التأبين أن الباجي قايد السبسي كان مناصرا للجزائر قبل وبعد الاستقلال. عبد القادر بن صالح أشار أيضا إلى ان الراحل الباجي قائد السبسي كان مهتما بأدق التفاصيل والمسائل التي تهم مصلحة الدولتين، مشيرا الى ان السبسي كان من المدافعين بقوة عن الحق والعدالة في العالم. الرجل الرمز أما رئيس وزراء حكومة الوفاق الليبية فائز السراج فقال إنه يتوجّه بأصدق عبارات المواساة باسمه وباسم كافة الليبيين لتونس شعبا وحكومة إثر وفاة فقيد الأمة العربية والإسلامية الباجي قايد السبسي، وأضاف السراج «نتذكر كلمات الراحل أنّنا شعب واحد في بلدين... لقد عمل ليلا نهارا لخدمة بلاده». وأشار السراج الى ان الامة العربية والإسلامية فقدت أحد العظماء الذي أنجبته تونس ،مشيرا إلى ان الباجي رجل ورمز لكلّ من لا يعرفه ويعرف مسيرته ونجاحاته في كل الميادين. معتبرا ان السبسي ترك بصماته في كل مكان وترك أثرا كبيرا في كل المناصب التي تقلدها. السرّاج قال في خاتمة كلمته انه من الصعب تقبّل فقدان قامة كبرى مثل الراحل الذي أفنى حياته لإعلاء راية وطنه وأمته وهو من الرجال العظماء، معتبرا أن تونس فقدت رجلا من أعظم رموز العصر الحديث. رجل وقائد عظيم أما الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فقال إن الرئيس التونسي الراحل، الباجي قائد السبسي سار بتونس الى الاستقرار والديمقراطية. وأضاف محمود عباس أن الأمة العربية والإسلامية فقدت رجلا وقائدا عظيما. محمود عباس أضاف أنه على ثقة بأن الشعب التونسي الشقيق والعظيم سيحمل هذا الإرث، وسيؤدي الأمانة، في الحفاظ على تونس. تكريس الديمقراطية أما رئيس البرتغال مارسيلو ريبيلو دي سوزا فقال في كلمة إن الفقيد الباجي قائد السبسي،نجح في تغيير التاريخ بفضل سعيه المتواصل لتكريس الديمقراطية في تونس والمحافظة على مكاسب الجمهورية. وفي السياق ذاته، أكد ملك إسبانيا فيليب السادس أن العالم فقد زعيما كبيرا برحيل الباجي قايد السبسي.وقال فيليب السادس، في كلمة تأبينية، للراحل الباجي قائد السبسي أنه « كان نموذجا للديمقراطية والحرية وعبر بتونس إلى مرحلة الأمان».