دون مبالغة هو أول عيد يمر بصفاقس في هذه الظروف... انقطاع في الماء في يوم عيد إضحى وما يستوجبه من المياه للقيام بشؤون المنزل في مثل هذه المناسبة ..انقطاع الماء تزامن مع ارتفاع شديد للحرارة..«الشروق» مكتب صفاقس اتسم يوم عيد الأضحى بصفاقس بارتفاع شديد في الحرارة تزامنت مع انقطاع الماء الصالح للشرب في عديد المناطق السكنية بالجهة، وقد استنجد المتساكنون بالإذاعات الجهوية ووسائل الاتصال الاجتماعي لإبلاغ صوتهم والتعبيرعن معاناتهم واستنكارهم لما آلت إليه الأمور، حتى ان بعض الأصوات « سيَست « الموضوع وانتقدت الأحزاب الحاكمة محذرة الناخبين من التجديد لهم في الاستحقاقات المقبلة .. وقد التقط فرع صفاقس الجنوبية للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان هذه المعاناة ليعبر من خلال بيان صادر عنه عن استيائه مما وصفه بالوضع الكارثي الذي آلت إليه وضعية توزيع المياه الصالحة للشرب بأغلب مناطق الجهة مضيفا أنه كان من المتوقع أن تتفادى الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه الأمر في أسرع الأوقات خاصة بعد البيان الصادر عنها بتاريخ 8أوت 2019 وما تضمنه من وعود وتطمينات. وذكر البيان أن الحق في الماء هو حق دستوري ومن واجب الدولة بمختلف مؤسساتها توفير الضمانات اللازمة للتمتع به، محملا الدولة وخاصة الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه المسؤولية مطالبا هذه الأخيرة بالتحرّك سريعا من أجل وضع حدّ لهذه الانقطاعات باعتبار تعهداتها التعاقدية مع منخرطيها معربا عن مساندته لأهالي الجهة في تحركاتهم الاحتجاجية السلمية من أجل الدفاع عن حقهم الدستوري المشروع وباعتباره شرطا من شروط الحياة الكريمة. كما عبر الفرع عن استغرابه من صمت السلط الجهوية وعدم اتخاذها لأي إجراء استثنائي لمعالجة الوضع والتخفيف من معاناة الأهالي مضيفا أنه سيتم تكوين فريق عمل قانوني بالتنسيق مع شركائه من المجتمع المدني للنظر في الإمكانيات المتاحة لمقاضاة الجهات المسؤولة عن هذا الاعتداء الذي وصفه بالصارخ وانتهاك أحد الحقوق الأساسية للإنسان. ومن ناحيته أوضح المدير الجهوي للشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه المكلف بالجنوب أحمد صولة إن عدم تزويد عدد من المناطق والأحياء في صفاقس يعود أساسا إلى محدودية الموارد المائية بالخزانات التي تزود عادة تلك المناطق بالماء بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء بمحطات التزويد في المدة الأخيرة وارتفاع منسوب استهلاك الماء في أوقات الذروة. وأضاف المدير الجهوي أن أعوان الصيانة التابعين للشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه يعملون على قدم وساق لإصلاح الأعطاب الكهربائية بمحطات تزويد المناطق التي تشكو من انقطاع متكرر للماء الصالح للشراب. ومن ناحيته عبر الرئيس المدير العام للشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه مصباح الهلالي في تصريح إعلامي عن أسفه للمواطنين على انقطاع الماء يوم العيد، مضيفا أن الأسباب الطبيعية الناجمة عن ذروة الاستهلاك والطلب وارتفاع درجات الحرارة وارتفاع الطلب على المياه خلال الساعات الأولى يوم عيد الأضحى أدى لانقطاع الماء الصالح للشرب. هذا، ويشار إلى أن ولاية صفاقس باتت تشكو من نقص كبير من المياه الصالحة للشرب لأسباب طبيعية، وعلى هذا الأساس اتخذت الجهات المعنية قرارها في انجاز محطتي تحلية مياه البحر بكل من قرقنةوصفاقس لسنتي 2012 و2022، لكن يبدو أن الوضع لم يحتمل الإجراءات الإدارية المعقدة مما يستوجب اتخاذ قرارات استثنائية للتعجيل بتنفيذ انجاز المحطتين قبل هذه التواريخ.