تلقت الكتابة العامة للنادي الإفريقي صباح يوم أمس مراسلة من لجنة التأديب التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» مضمونها تهديد جديد بالمنع من الانتداب لفترتي انتقالات بسبب عدم خلاص مستحقات المهاجم السابق للفريق يوهان توزغار الذي كان قد استصدر قرارا من قبل المحكمة الدولية للتحكيم الرياضي «التاس» يقضي بحصوله على تعويض بقيمة 1.462 مليون دينار عن القطع التعسفي للعقد. ومنحت «التاس» مهلة لنادي باب الجديد تنتهي يوم 12 أوت الجاري لخلاص مستحقات لاعبه السابق قبل عرض الملف على أنظار لجنة التأديب بالفيفا فلم يستجب لها الفريق فجاء القرار الذي صدر يوم أمس والقاضي بإمهال النادي 30 يوما للسداد أو المنع من الانتداب لسوقي انتقالات. ملف مفتوح بالتوازي مع القرار الصادر يوم أمس بخصوص المهاجم يوهان توزغار لا يزال أمام النادي الإفريقي مهلة محدودة تنتهي بعد يومين لخلاص مستحقات المهاجم الزيمبابوي ماتيو روزيكي المقدرة ب292 ألف يورو أي ما يعادل مليون دينار تونسي وإلا فإن الفريق سيكون مهددا بالمنع من الانتداب لسوقي انتقالات. ولا تزال المفاوضات جارية مع اللاعب الزيمبابوي ومحاميه فيما لم يتوصل الفريق بعد إلى اتفاق مكتوب يقضي بتقسيط المبلغ فالأخبار التي تم تداولها في الساعات الماضية عبر بعض المواقع ليست إلا تناقلا لما يتم تداوله من أخبار وهمية ب»صفحات الأحباء» على مواقع التواصل الاجتماعي. الثابت أن الاتصالات قائمة لكن إلى حدود ظهر يوم أمس لم يتوصل النادي الإفريقي إلى أيّة تسوية مع اللاعب أو محاميه فما بالك بالتأكيد على أن روزيكي سيعزز الصفوف في الميركاتو الشتوي. تطور خطير بالنظر إلى قضيتي المهاجمين يوهان توزغار وماتيو روزيكي يتّضح أن ملفات نزاعات النادي الإفريقي لدى الهياكل الدولية قد اتخذت منحى خطيرا فقد استعاضت لجنة التأديب التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» عن تهديدات خصم النقاط التي كانت عنصرا يرافق القرارات التأديبية الصادرة ضد الأحمر والأبيض في الملفات السابقة بتهديدات جديدة تتمثل في المنع من الانتداب. التطور الخطير الذي رافق ملفي روزيكي وتوزغار لا يتوقف فقط على نوعية القرارات التي من شأنها أن تهدد استمرار النادي بل أنها تحمل في طياتها تقديرا سلبيا للفريق الذي بات يصنّف ك»مارق» عن القانون والذي لا يحترم الهياكل. ولعل قصر المدة بين المهلة التي حددتها «التاس» (12 أوت) لخلاص روزيكي ثم عرض الملف واتخاذ قرار تأديبي (في غضون 48 ساعة فقط) والإبلاغ به في اليوم الثالث بعد نهاية المهلة يعكس بوضوح أن سمعة الإفريقي كفريق لا يحترم تعهداته التعاقدية قد باتت عنصرا مهما في سير الملفات بما قد ينعكس على النزاعات المتبقية ويؤدي إلى تسريعها بشكل قد يضر ويهدد استمرار الأحمر والأبيض. البحث عن التحييث من المنتظر أن يقوم النادي الإفريقي بانتظار اقتراب مهلة الشهر في قضية يوهان توزغار ليراسل لجنة التأديب التابعة للفيفا لطلب تحييث القرار سعيا لكسب بعض الوقت وهو إجراء كان يمكن أن يفيد سابقا لكن قضية الهولندي رود كرول أثبتت أن الهيكل الدولي قد بات على اطلاع بأن الفريق لا يبحث سوى عن كسب الوقت وبالتالي فإن طلب التحييث سيكلف النادي خسائر مالية إضافية لكنه لن يمنحه وقتا طويلا فملف كرول وصل تحييثه في أقل من أسبوعين (13 يوما) وهي فترة كلفت الفريق خسائر مالية دون طائل. ويمكن التأكيد أن هيئة عبد السلام اليونسي مطالبة بالبحث عن حلول ودية في هذه الملفات والتحرك استباقيا للملفات القادمة وإلا فقد يأتي قرار نهائي وبات بالمنع من الانتداب في أي من الملفات القادمة. مسؤولية الرياحي لم تتمكن الهيئة التسييرية في الأيام الأولى لقيادتها للفريق من توفير أجور اللاعب الزيمبابوي ماتيو روزيكي ليغادر اللاعب تونس مستغلا ملحق العقد الذي أبرم في نهاية حقبة سليم الرياحي ويقاضي الفريق. ملف روزيكي كان سيكسبه الإفريقي لكن إصابة فابريس أونداما استدعت إعادة اللاعب الذي فرض إجراء ملحق عقد بشروط ورطت الهيئة التسييرية التي وجدت نفسها عاجزة عن خلاصه ففرّ عائدا إلى بلاده ورفع قضية لدى «الفيفا». أما توزغار فالأمر على غاية السهولة حيث لم يحصل على مستحقاته لفترة كانت كافية ليكسب نزاعه وبالتالي تورط الفريق في قضيتين قد تحرمه من الانتداب لأربع فترات انتقال أي لنحو موسمين. ويتحمل سليم الرياحي وهيئته المسؤولية كاملة في ملفي اللاعبين غير أن التبعات ستتكفل بها الهيئة الحالية التي لا بد من التذكير بأنها تعهدت بخلاص الديون في إطار حملتها الانتخابية.