كل الظروف كانت ملائمة في غانا لفريق جوهرة الساحل لتحقيق نتيجة أفضل ونتحدث هنا عن الظروف المناخية (حرارة متوسطة نسبيا ورطوبة مقبولة) وكذلك أرضية الميدان الممتازة لملعب «يابابارو» بمدينة كوماسي بالاضافة إلى ظروف التنقل (طائرة خاصة) والاقامة الممتازة التي تم توفيرها. النجم وإن لم يصل إلى مبتغاه المتمثل أساسا في احراز هدف في شباك أشانتي كوتوكو إلا أنه يبقى قادرا على تجاوز الثنائية التي قبلها إلا أن مهمته تبقى صعبة للغاية بالنظر إلى قوة المنافس الذي فرض سيطرة مطلقة وكان واضحا أن غياب بعض العناصر عطل نجاح الفريق في هذا اللقاء. سيناريو غير منتظر اعتمد فوزي البنزرتي في مباراة الأمس على تشكيلة تغلب عليها النزعة الدفاعية إلا أن فريق أشانتي كوتوكو الغاني فاجأ ضيفه عندما تمكن من بلوغ الشباك منذ الدقيقة الثالثة عن طريق مخالفة مباشرة لم يتمكن الحارس مكرم البديري عن صدها (1 0) وهو ما يتعارض مع ما خطط له فريق جوهرة الساحل الذي كان ينوي امتصاص ضغط أشانتي في مرحلة أولى ثم العمل على مباغتة مضيفه في وقت لاحق وقد حاول النجم الرد على هذا الهدف من خلال بعض المحاولات الهجومية المرتدة إلا أنها كانت تفتقد في مجملها إلى التركيز والفاعلية ومع ذلك فقد تحصل زملاء صدام بن عزيزة على بعض المخالفات والركنيات غير أنه لم يقع استغلالها على الوجه الأكمل. سيطرة شبه مطلقة الهدف المبكر زاد في حماس أشانتي الذي نزل بكل ثقله للهجوم ونجح في فرض سيطرة شبه المطلقة بواسطة خط هجومه السريع ومهاجمه السريع باكويا الذي أزعج كثيرا دفاع النجم بفضل تحركاته ومراوغاته وقد توفرت له العديد من الفرص غير أن يقظة زملاء الحارس البديري كانت حاسمة. غصرات ليست ككل الغصرات رغم اعتماده على مهاجم واحد مقابل تعبئة وسط الميدان فقد قبل النجم اللعب وكان بالإمكان أن تهتز شباكه في أكثر من مرة لولا قلة تركيز لاعبيه من جهة والمجهود الاستثنائي لمالك بعيو الذي تحمل بمفرده أوزار اللقاء.. أشانتي كان يدرك أن لقاء الذهاب حاسم فنزل بكل ثقله للهجوم ليمر دفاع النجم بغصرات ليست ككل الغصرات. بداية عاصفة في الشوط الثاني دخل أشانتي بنفس النوايا الهجومية التي اعتمدها في الفترة الأولى وهو ما أحرج دفاع النجم في أكثر من مرة نتيجة الصعوبات الجمة لزملاء مالك بعيو في الخروج بالكرة وبالتالي تخفيف الضغط على الخط الخلفي. تراجع وأخطاء بالجملة رغم أن النجم وجهازه الفني يدركان أن المنافس من الحجم الثقيل إلا أنه لم تقع قراءة حساب لمهاجميه السريعين الذين اخترقوا الدفاع في أكثر من مرة نتيجة أخطاء في التمركز بالجملة لزملاء زياد بوغطاس وكذلك التراجع المبالغ فيه في الخلف. وجاء الهدف الثاني كان من الطبيعي أن يزيد أشانتي في ضغطه بغاية تدعيم أسبقية الشوط الأول حيث تضاعفت درجة ضغطه بتعدد المحاولات وتنوعها والتي أثمرت الهدف الثاني (2 0) في الدقيقة 56. غياب رد الفعل مع مرور الوقت واصل النجم قبول اللعب دون القيام بردة فعل من شأنها أن تحدّ من خطورة خط هجوم أشانتي الذي واصل اختراقه لمناطق النجم حيث كانت كل محاولة تنبّئ باهتزاز شباك مكرم البديري حيث كانت تحركات زملاء فراس بلعربي ثقيلة للغاية نتيجة تراجع اللياقة البدنية لجل اللاعبين. تغيّرات بلا جدوى من أجل إعطاء روح جديدة لفريقه قام فوزي البنزرتي بثلاث تغييرات وقد أقحم كل من تافر مكان داروين غونزالاز وعمار الجمل مكان فراس بلعربي وحازم الحاج حسن مكان كريم الغريبي لتظهر هذه العناصر بمردود أقل ما يقال عنه أنه متواضع للغاية، في المقابل واصل لاعبو أشانتي هيجانهم الذي كاد أن يأتي بالهدف الثالث. إنذارات بالجملة لئن لاح النجم بعيدا عن مستواه المعهود وخذل مرة أخرى جماهيره في مواجهة عشية أمس أمام أشانتي كوتوكو فإن الحكم الليبيري كان منحازا بشكل مفضوح للفريق المحلي من خلال الاعلان عن المخالفات في اتجاه واحد الى جانب اشهار البطاقة الصفراء في وجوه كل من مكرم البديري وزياد بوغطاس ويانيس تافر وعمار الجمل الشيء الذي أثر على هذه العناصر مخافة من الحصول على الانذار الثاني وبالتالي الإقصاء. انهيار بدني ومهزلة تحكيمية وحتى يؤكد الحكم الليبيري انحيازه فقد عمد الى الاعلان عن عدة أخطاء قريبة من مرمى مكرم البديري مقابل التغاضي عن مخالفات لفائدة النجم الساحلي ليكشف عن نيته المبيّتة والخبيثة لمجاملة الفريق المحلي، في المقابل يمكن القول إن الانهيار البني والذهني الذي كان عليه أبناء فوزي البنزرتي سهّل مهمة الفريق الغاني للإطاحة بالنجم الساحلي وتعقيد مهمته في مباراة الإياب يوم 28 سبتمبر بملعب مصطفى بن جنات بالمنستير. تشكيلة النجم مكرم البديري ماهر الحناشي مرتضى بن وناس صدام بن عزيزة زياد بوغطاس سليم بوخنتوش مالك بعيو حمزة لحمر داروين غونزالاز (يانيس تافر) فراس بلعربي (عمار الجمل) كريم بالعربي (حازم الحاج حسن).