تداولت العديد من المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي عشية أمس الأول الأربعاء 2 أكتوبر مقاطع فيديو حفل حضره عدد من الفنانين إلى جانب قيادات من حركة النهضة يترأسهم راشد الغنوشي. تونس (الشروق) وأثار الفيديو جدلا ونقاشا واسعين بين رواد المواقع وداخل الساحة الثقافية والفنية ذاتها التي وصفت العملية باللامقبولة والمرفوضة. وظهر في الفيديو الذي تم تصويره في منزل، الى جانب قيادات من حركة النهضة على غرار راشد الغنوشي وعجمي الوريمي وسعاد عبدالرحيم رئيسة بلدية تونس، المغنية نوال غشام وهي تؤدي بعض الأغاني، والمغنية وردة الغضبان … «الشروق» بحثت في حقيقة الفيديو الذي اضطرت حركة النهضة الى إصدار توضيح خاص بخصوصه على صفحتها على فيسبوك وقالت ان الحفل هو أمسية حوارية دعى اليها رجل اعمال في منزله. ولئن تم تداول صور من الحفل مصحوبة بتعاليق من نوع أن المنزل الذي احتضن اللقاء على ملك زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، فإن هذه التعليقات بعيدة كل البعد عن الحقيقة، لأن المنزل، لسيدة الأعمال، درة بوشماوي، وهوما أكده عدد من الفنانين الذين تمت دعوتهم واعتذروا، على غرار الفنان مقداد السهيلي. بيد أن ما يثير الشك والحيرة، هو تضارب المعلومات حول الدعوات، فهناك من الفنانين المدعوين والذين لم يحضروا اللقاء، من أكد أنه تلقى اتصالا هاتفيا من فتاة قالت إنها كاتبة رئيسة بلدية تونس سعاد عبد الرحيم، وثمة من أكد أنه تلقى اتصالا من فتاة قالت له إن الدعوة من السيدة درة بوشماوي، وأن من بين الحضور الشيخ راشد الغنوشي وشيخة المدينة سعاد عبد الرحيم، وأن وسائل الإعلام لن تحضر اللقاء... وأما الكاتب العام للنقابة التونسية لقطاع الموسيقى، مقداد السهيلي، الذي وجهت له الدعوة هو الآخر لكنه لم يحضر هذه المرة، فنفى الروايتين السابقتين لطريقة الدعوة، وشدد على أن الدعوة كانت مباشرة من حركة النهضة، وأكّد أنه تثبت عبر وسائله من مضمون اللقاء، فتبين أنه (اللقاء) مجرد «قعدة مجاملة» على حد قوله، معلقا: «وأنا لست ثعبانا لأذهب من أجل بطني». وتابع مقداد السهيلي: «اللقاء منظم من قبل حركة النهضة، وليس من قبل بلدية تونس، والسيدة سعاد عبد الرحيم أرادت أن تحضر اللقاء لا غير، وبالنسبة لنا حضرنا في السابق لقاء مع النهضة ولقاء مع نداء تونس، كهيكل نقابي يبحث عن مد جسور التعامل مع الطبقة السياسية، وعيا منا بأن الأمم لا تتقدم إلا بالثقافة والفنون، لكن لم نلمس منهم أي مشروع ثقافي باحث عن التغيير، فكلهم يلهثون وراء مآربهم ووراء الكراسي، لذلك لم نحضر هذه المرة». تسريب ذكي وردود فعل سريعة ولسائل أن يتساءل عن مسرب الفيديوهات من اللقاء الذي التأم بمنزل درة بوشماوي تحت عنوان تدارس الوضع الثقافي، الإجابة في الواقع غير متوفرة، لكن التصوير غير ممنوع، وثمة من يذهب إلى التساؤل أين الإشكال في ذلك؟ سؤال رد عليه المسرحي عبد العزيز المحرزي، بسؤال وما الجدوى من اللقاء، إذا استثنينا أننا في فترة انتخابية؟ المحرزي الذي لم توجه له دعوة لهذا اللقاء، قال إنه لا يمكن دعوته لأن إجابته الرفض مسبقا مع سبق الإصرار والترصد، متسائلا: «لماذا حضر الفنانون هذا اللقاء من أصله؟، «هل هناك إنجازات؟، هل ثمة حدث يقتضي الاجتماع كسن قانون الفنان مثلا؟..» وبالتالي والقول لمحدثنا، «موش وقتو»، وكان على الفنانين أن يعيدوا قراءة المشهد السياسي الصعب والمتأزم، لا أن يكونوا «فترينة» في لقاءات حزبية. وفي هذا الصدد نشرت الفنانة نوال غشام توضيحا، على صفحتها الخاصة بموقع «فايسبوك»، أن اللقاء لم يكن بمنزل رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وإنما بمنزل أصدقاء تربطهم بها صداقة منذ زمن، معتبرة في تدوينتها أنها ليست متحزبة وأنها كانت ستعلن بصوت عال انتماءها للنهضة لوكان الأمر كذلك وعلقت في هذ السياق:»انا نوال غشام لا أريد أن أكون مناصرة لأي حزب سياسي. انا أحب الفن وفقط (...) وعلى كل حال انا غنيت «باكتب اسمك يا بلادي» يعني ما يهمني هو الخير لتونس..». أما التدوينة التي لاقت أكثر رواجا على مواقع التواصل الاجتماعي فهي للفنانة الشعبية وردة الغضبان، واعتبرت الحكمة من اللقاء ومن الأقوال المأثورة، بطريقة ساخرة، حين دونت وردة الغضبان «من لا يعرف راشد الغنوشي عن قرب يجهل طيبته وانسانيته»، ولاقت التدوينة استحسانا على صفحة أصدقاء حركة النهضة. النهضة توضح من جهتها أوضحت حركت النهضة على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك أنه «بدعوة من أحد رجال الأعمال، انتظمت بمنزله أمسية حوارية مساء الثلاثاء لعدد من المثقفين والفنانين من مختلف المجالات، جمعتهم بالأستاذ راشد الغنوشي وذلك بحضور كل من الأخ عجمي الوريمي رئيس المكتب الثقافي المركزي بحركة النهضة والأخت عايدية فريحة شطيبة الكاتبة العامة الجهوية لحركة النهضة بأريانة والسيدة سعاد عبد الرحيم رئيسة بلدية تونس شيخة المدينة». وجاء في نفس التدوينة المرفوقة بصور تذكارية: «تناولت الأمسية الحوارية مختلف القضايا المتصلة بالوضع العام في البلاد ومن بينها إنجاح الاستحقاقات الانتخابية في تونس والدور المأمول من حركة النهضة في النهوض بقطاع الثقافة والفنون وإدخال التشريعات القانونية الكفيلة بتنظيم القطاع الثقافي وحماية حقوق الفنانين المادية والأدبية والاجتماعية، والحاجة إلى تحقيق نقلة نوعية فنية ترتقي بالذوق العام بما يتماشى مع أهداف الثورة وتطلعات الشعب التونسي نحوالإصلاح والتغيير نحو الأحسن».