أحيت أمس ولاية بنزرت الذكرى ال56 لعيد الجلاء المجيد، في موكب رسمي، تولى رئيس الجمهورية محمد الناصر الإشراف على فعاليّاته بروضة الشهداء وذلك بحضور كل من رئيس الحكومة يوسف الشاهد ورئيس مجلس نواب الشعب بالنيابة عبد الفتاح مورو ووالي بنزرت محمد قويدر. مكتب بنزرت(الشروق) موكب وطني مهيب وخاشع، تمت فيه تحية العلم المفدى على أنغام النشيد الوطني قبل وضع اكليل من الزهور أمام النصب التذكاري لشهداء تونس الابطال وتلاوة فاتحة الكتاب ترحما على أرواحهم الطاهرة، وذلك عقب استعراض تشكيلة من الجيوش الثلاثة أدت له التحية. ويشار الى أن الموكب الرسمي للذكرى ال56 لعيد الجلاء بروضة الشهداء ببنزرت، حضره كذلك ثلة من أعضاء الحكومة ورؤساء وممثلي الأحزاب السياسية وعدد من أعضاء مجلس نواب الشعب الحاليين، وأيضا من نالوا ثقة الناخبين في الانتخابات التشريعية الأخيرة ورؤساء وممثلو النسيج المجتمعي والمنظماتي وطنيا وجهويا، بالاضافة الى شيخ المدينة رئيس بلدية بنزرت كمال بن عمارة وممثلي مكونات منظومة الحكم المحلي من البلديات والمعتمدين وعدد من قدماء المناضلين والعسكريين والحقوقيين وممثلي الأجهزة الأمنية والعسكرية من كبار الضباط وغيرهم الى جانب عدد من ممثلي وسائل الاعلام الجهوية والوطنية. بنزرت... تحتفل وفي مبادرة أولى من نوعها، نسقت فقراتها السلط الجهوية ببنزرت وعلى رأسها والي الجهة محمد قويدر وأنجزتها، بالتعاون الكامل مع كل من مركز التوثيق الوطني وإدارة التوثيق بوزارة الدفاع الوطني، عرفت احتفالات ولاية بنزرت بجلاء آخر جندي اجنبي عن التراب الوطني في 15 أكتوبر 1963 إضافة نوعية وكمية ذات ابعاد حضارية ووطنية كبيرتين، تمثلت في تنظيم معرض وثائقي خاص خلد معركة بنزرت، التي دارت رحاها في بنزرت ذات أيام 19 و20 و21 و22 جويلية 1961 وتوجت بذكرى " طرد" آخر جندي مستعمل لتونس الابية في 15 أكتوبر 1963. حيث تولى بالمناسبة رئيس الجمهورية محمد الناصر بحضور كل من رئيس الحكومة ورئيس مجلس نواب الشعب بالنيابة ووزير الدفاع الوطني ووالي الجهة، وشيخ المدينة رئيس بلدية بنزرت وثلة من ممثلي الهياكل المنظمة والمتداخلة، الاشراف على افتتاحه وتدشينه، معربا عن إعجابه بالمبادرة وبتفاصيل خبايا وخفايا التاريخ النضالي والوطني الكبيرين المعروفين عن أبناء الشعب التونسي . وتضمن المعرض الذي تولى تقديمه كل من الزميل الإعلامي القدير رشيد البكاي وممثل مركز التوثيق الوطني المولدي العارم بيانات دقيقة وممنهجة حول المعركة فضلا على الظروف والملابسات السياسية والعسكرية والشعبية والديبلوماسية التي حفت بها من خلال عرض حوالي مائة وثيقة منتقاة من الرصيد الوثائقي لمركز التوثيق الوطني، من صور فوتوغرافية ونسخ لمقالات صحفية من الجرائد التونسية والأجنبية الصادرة في تلك الحقبة الزمنية المزدحمة بالأحداث. تنظيم تاريخي ومن خصائص المعرض فطنة وذكاء لجنة التنظيم في ضبط محتوياته بطريقة سلسة ترغب الجميع في " التهام" محتوياته فكريا. حيث راعى المنظمون في تقديمهم وبنائه تسلسل الأحداث زمنيا وأيضا مكانيا. وصنفوها على مراحل الى 06 محاور اساسية ذات دلالات تاريخية ووطنية عالية وغالية ان صح التعبير مثل أسرار التعبئة ومراحل المعركة وصور ومعلومات عن الشهداء وأيضا ما خفي من مرحلة الثبات قبل تمكين المتابع من بعض المعطيات عن مرحلة تدويل قضية التحرر التونسية والتي ختمت بفرحة ومكسب الجلاء . حيث اعتمد المشرفون على المعرض بالدرجة الأولى على الصورة أولا ثم الجمل الراشقة والنص القصير المعبر ثانيا لإيصال المعلومة الى المتلقي بكل سلاسة وسهولة. وكأنه يعيش المعركة في تلك اللحظة على طريقة الأفلام والصور ذات الأبعاد الثلاثة مع شعور أكيد بالنخوة والاعتزاز والعبرة أيضا بمآثر السابقين من الوطنيين الاشاوس. مآثر وعبر والمتابع للأحداث والمتأمل فيها يستوعب دون عناء حقائق كانت غائبة عنه وعن الكثيرين من الشعب التونسي ذكورا واناثا، شيبا وبالأخص شبابا عن معركة بنزرت ( 19 – 22 جويلية 1961 ) التي جاءت ردا على تعنّت فرنسا الاستعمارية وإصرارها على استدامة الاحتلال والعدوان وحقق من خلالها الشعب التونسي بقيادة الزعيم الحبيب بورقيبة ارادته في التحرر والانعتاق واستكمال السيادة الوطنية بتحقيق الجلاء عن بنزرت كآخر شبر محتل من أرض الوطن يوم 15 أكتوبر 1963. وأكد والي بنزرت محمد قويدر انه سيتم التنسيق مع بقية المصالح من اجل تعميم نشر المعرض والتعريف به وبمآثر مناضلينا وكل المقاومين جهويا ولم لا وطنيا ؟ ومن جهة أخرى، بمناسبة اشرافه على موكب الذكرى ال56 لعيد الجلاء المجيد ببنزرت، امس أدى رئيس الجمهورية محمد الناصر زيارة خاصة الى منزل البطل الشهيد العقيد فوزي الهويملي الذي اغتالته يد الغدر الارهابية الجبانة مؤخرا بمدينة بنزرت. وتولى خلالها رئيس الجمهورية بحضور والي الجهة محمد قويدر ورئيس البلدية كمال بن عمارة تقديم واجب العزاء والعرفان لأسرة الشهيد البطل ومن خلاله كل اشاوس وشهداء البلاد في تأكيد صريح ان تونس دولة وشعبا أبدا لم ولن تنسى ابناءها وكل من نذر نفسه فداء لعزتها ومناعتها من المناضلين والمقاومين الذين حققوا الاستقلال والجلاء وأيضا من اسهم في بناء الدولة وما كان بعدها من مراحل في كل الأوقات والمناسبات وحتى ثورة الحرية والكرامة .