انطلقت حركة النهضة في خوض ماراطون المشاورات الرسمية لتشكيل الحكومة القادمة بلقاء انعقد اول امس بمقرها بمنبليزير مع حزب التيار الديمقراطي اشرف عليه رئيس النهضة راشد الغنوشي بحضور نائب الرئيس علي العريض ورئيس المكتب السياسي نورالدين العرباوي . اللقاء حضره من جانب التيار الرئيس محمد عبو والقيادي غازي الشواشي ، وقد وصفه نورالدين العرباوي بالايجابي باعتبار الاستجابة السلسة التي تؤكد الاستعداد للتعاون والجدية في التعامل مع المقترحات المطروحة. وقد تم الانطلاق من وثيقة شاملة تتضمن برنامج الحركة بكل التفاصيل والازمنة المقترحة لتنفيذه كما تتعلق بالاولويات الواجب الاتفاق حولها وتعتزم حركة النهضة الانطلاق في مشاورات حولها مع الأطراف السياسية التي ستكون معنية بمشاورات تشكيل الحكومة. وسجل العرباوي بارتياح تسلم وفد التيار للوثيقة وطلبهم مهلة بأسبوع لدراستها والرد على محتواها وابداء وجهة نظرهم للمحتوى الثري الذي تضمنته. وأكّد رئيس المكتب السياسي للنهضة ان اللقاء تناول أيضا بعض الملامح العامة لرؤية حزب التيار والتي تتشبث باسناد رئاسة الحكومة لشخصية غير حزبية على أساس صعوبة المرحلة وموقف التونسيين من الأحزاب الذي بدا عليه بعض القلق من الوجوه الحزبية عموما. لكن حركة النهضة تمسّكت بخيارها في ترؤس الحكومة باعتبار انها حركة مسؤولة تقبل بمهمّتها مهما كانت التحديات والصعوبات لذلك حرصت خلال اللقاء على ضرورة الاهتمام بالاتفاق حول البرنامج كأساس أولي. تعاقد الوثيقة النهائية للبرنامج يمكن ادخال بعض الإضافات حول محتواها لتتحول حسب تعبير العرباوي الى وثيقة حكم يتم التعاقد على أساسها لتكون خلال الفترة القادمة محددا للمهام والمسؤوليات منذ البداية وبكل وضوح. وترتكز على خمسة محاور أساسية أولها استكمال المسار التأسيسي ووضع مؤسسات الدولة وتركيز الحكم المحلي والمحور الثاني هو مكافحة الفساد وتعزيز الأمن وتطوير الحوكمة والمحور الثالث هو مقاومة الفقر ودعم الفئات المهمشة ومتوسطة الدخل والمحور الرابع هو استحثاث نسق الاصلاحات الكبرى وعلى رأسها الصناديق الاجتماعية وإصلاح المؤسسات العمومية وصندوق الدعم أما المحور الخامس فيتعلق بتطوير التعليم وقطاع الصحة والمرافق العمومية. وكل محور خصص له مجموعة من الاجراءات التنفيذية، المرتبطة بآليات التنفيذ ومصادر التمويل وغيرها من المسائل. البرنامج ارتكز على إجراءات واضحة وعملية تتعلق بكل محور من هذه المحاور لتنفيذها على أرض الواقع، والهدف من هذه الوثيقة اعتمادها من قبل حكومة تتميز بالنجاعة والقدرة على الانجاز واختيار اعضاء الحكومة على اساس مبادئها وفقا لقاعدة الكفاءة والتخصص ونظافة اليد. العرباوي شدد على ان الهدف في طرح برنامج للحكم يتم التوافق حوله يتعلق بتوفير فرص النجاح للحكومة القادمة اذ ليس الهدف إجازتها والتصويت لفائدتها بل في دعمها ونجاحها في ما هو موكول اليها واسنادها فيما بعد في خيارتها خاصة انها تطرح كثيرا من العمل والانجاز. وان النهضة على هذا الأساس توفر النجاح للمرحلة القادمة حتى لا يتسرب الفشل من بعض التفاصيل الصغيرة التي قد يقفز البعض على مناقشتها منذ البداية. وشدد على ان النهضة تخير اخذ الوقت الكافي للنقاش وإتاحة الفرصة لصهر الأفكار حتى لا تفشل كل المنظومة في الحوار الدائر بما يفرض إعادة الانتخابات وما يعنيه ذلك من انتظار مدة قد تصل الى سنة لاجراء انتخابات ثانية في وضع تمر فيه البلاد بصعوبات لا تحتمل مزيدا من الارباك. البرنامج التفصيلي كما بين ذلك القيادي في النهضة خليل العميري سيتم طرحه للعموم في ندوة صحفية تعقدها حركة النهضة بإشراف رئيسها راشد الغنوشي حتى يتم اطلاع كل التونسيين على تفاصيله وإتاحة الفرصة للخبراء لإعطاء بعض النصائح والتوجيهات الضرورية حوله.