أكد مسؤول أمريكي كبير ان الرئيس العراقي صدام حسين «رجل حذر جدا» ووصفه بأنه يمتلك «حسا عاليا لاستخدام السلطة» منوها بذلك إلى قوة شخصية صدام وإصراره على أنه لا يزال رئيس العراق الشرعي. ورأى المسؤول الأمريكي الذي رفض الافصاح عن اسمه أن صدام سيكون بالتأكيد مقنعا خلال محاكمته المرتقبة. وقال المسؤول الأمريكي الذي كان يتحدث أمام الصحافيين في واشنطن إن مكتب التحقيقات الفدرالي (اف.بي.أي) كلف عنصرا واحدا باستجواب صدام على أمل أن يؤدي اختيار شخص واحد إلى «التقرب» من الرئيس العراقي و»ترويضه» حتى يكشف عن معلوماته بخصوص أسلحة الدمار الشامل. لكن المسؤول ذاته أكد أن «خطة» ال»أف.بي.أي» لم تجد نفعا حيث بدا صدام خلال استجوابه في السجن «رجلا حذرا جدا» ويتصرف ب»حكمة». وأضاف «ان أي وعد لم يقطع لصدام حسين لقاء تعاونه مع المفتشين الأمريكيين المكلفين بالبحث عن برامج التسلح العراقية». وتابع قائلا: «إن كل ما كان بوسعنا تقديمه إليه كان يتمثل في تأكيد ناله بأن ذلك قد يشكل فرصة لمساعدته على إعادة رسم صورته حيث قلنا له: «هل تريد أن يتذكرك الناس وفقا للصفات التي تنقل عنك حاليا أم تريد المساهمة في إعادة رسمها شخصيا»؟ وأوضح المسؤول الأمريكي أن صدام لم «يستفض» مع ذلك في برنامج الأسلحة الكيمياوية والبيولوجية أو النووية مضيفا: «إنه رجل يمتلك حسا عاليا لاستخدام السلطة». ورأى المسؤول ذاته ان الرئيس العراقي سيكون بالتأكيد مقنعا خلال محاكمته التي يفترض أن تبدأ في الأسابيع القليلة القادمة، وفق ما كان قد صرّح به مسؤولون في الحكومة العراقية المعينة. وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن صدام تحدث خلال استجوابه بالخصوص عن التهديدات التي كانت تحدق بالعراق كما كان يراها هو شخصيا معتبرا أنه بالنسبة إليه عموما فإن ايران هي التي تشكل «خطرا فعليا» في الوقت الحالي. وأضاف ان الرئيس العراقي كان يعتبر في المقابل اسرائيل تشكل تهديدا ثانويا. وتابع المسؤول ذاته «إن ما قاله صدام هو أنه كان واعيا جدا للبرنامج الايراني وأنه كان ينوي القيام بالمثل لمعادلته». وحسب المحققين الأمريكيين فإن صدام حسين وشركاءه كانوا على قناعة بأن أسلحة الدمار الشامل تشكل عنصرا أساسيا للاستمرار بالنسبة إلى العراق بعد الحرب مع ايران (1980 1988). لكن هذه الاتهامات ثبت زيفها إلى حدّ الآن حيث لم يتم العثور على أسلحة الدمار الشامل التي كانت من أبرز الذرائع التي «تبجحت» بها أمريكا لغزو العراق وهو الأمر الذي أكده تقرير أمريكي صدر مؤخرا.