«هريسة وسردينة» في إناء بلاستيكي (بانو) هكذا توزع لمجة على150 تلميذا في مدرسة هنشير البقر بالقصرين ,صورة فاجأت المسؤولين عن قطاعي التربية والطفولة لكنها لم تفاجأ اولياء التلاميذ ولا سكان الارياف، فهذا واقعم بل هو أعمق وأكثر تعاسة وقتامة. فتلك الصورة هي مألوفة وعادية بالنسبة لتلميذ تلك المدارس الذي يغادر المنزل مند ساعات الصباح الاولى وارجله الصغيرة تتحسس الطريق في ظلام دامس وظهره الضعيف لايقوى على حمل اكداس من كتب تحدثه عن حب الوطن، وقدماه غارقة في الاوحال وجسده النحيف يرتعش بردا وخوفا من ان أي مفاجاة تهدد حياته ولا يقوى على مقاومتها... أطفال في الاعمار ولكنهم كبار في تحدي المعاناة... معاناة قد تبدو خفية لكنها عن أعين المسؤولين فقط، وليس عمّن خبروا كل فصولها. توجد بالقصرين 310 مدرسة منها 260 مدرسة ريفية حسب ما أفاد به للشروق صلاح الدين نصرلّي رئيس مصلحة التدريس والتكوين بالإدارة الفرعية للتعليم الإبتدائي التابعة للمندوبية الجهوية للتربية بالقصرين. وتعتبر وضعيات المجموعات الصحية من أبرز المشاكل التي تعاني منها المدارس الريفية نظرا الى تآكل البنية التحتية في هذه المؤسسات التربوية التي تم تشييدها منذ الإستقلال، فقد تم غلق مدرستين آيلتين للسقوط خلال سنتي 2018 و2019 وإقتناء قاعات مسبقة الصنع تتوفر بها الشروط اللازمة حتى يستكمل فيها التلاميذ دراستهم الى حين بناء قاعات جديدة مبرمجة على ميزانية 2020. كما تعاني أغلب المدارس الريفية من مشكلة الماء الصالح للشرب رغم التنسيق مع السلط الجهوية على غرار المعتمدين لتوفير الماء والإستعانة بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية لبناء خزانات المياه وتكون عملية التزويد عادة من قبل السلطات المحلية أو من تبرّعات الأولياء لكنها تبقى مجهودات غير كافية. من جهته قال مراد رحيمي المدير المساعد للتدريس والتقييم بالمرحلة الإبتدائية بالمندوبية الجهوية للتربية انه على إثر الصورة المتداولة بمدرسة هنشير البقر بمعتمدية العيون والتي تحتوي على توزيع لمجة مدرسية في ظروف غير لائقة صحيا ولا إنسانيا فإنه تم إرسال لجنة كلفها المندوب الجهوي للتربية بالقصرين متكونة من إطارات المندوبية وديوان الخدمات المدرسية ومعاينة كل الإخلالات. كما تم استجواب مدير المدرسة من قبل الإدارة المالية والإدارة الفرعية التابعة للمندوبية وسيتم رفع نتائج البحث بعد استكماله الى الإدارة العامة بوزارة التربية لإتخاذ الإجراءات اللازمة في شأنه.