الدولة الفرنسية اتخذت قرارا لمنح الجنسية الفرنسية لكل أجنبي يشتغل في قطاع الصحة ومقيم في فرنسا منذ عامين فقط ... فرنسا غيرت قانون الجنسية اعترافا بفضل وجهد المهاجرين الذين يشتغلون في المستشفيات والمصحات زمن وباء كورونا فقوانينهم كانت دائما في خدمة الدولة والمصلحة العامة .... في تونس اليوم ونحن نعاني من الانتشار الواسع لوباء الكورونا لايزال أعوان الصحة يحتجّون من أجل الحصول على كمامات ومواد التعقيم. ولايزالون يطالبون بحقهم في التحليل لمعرفة إصابتهم بالوباء .... مع بداية انتشار الوباء تم الإعلان عن عزم وجود أماكن في المستشفيات وعن عزم توفر أسرّة إنعاش مما جعل التونسيين يشعرون بإحباط كبير ويدركون أنهم في النهاية سيواجهون مصيرهم بمفردهم وان ما ينشر ويقال عن خطط لمواجهة الوباء وتطويقه والاحاطة بالمصابين هو مجرّد حديث يسوّق في وسائل الإعلام ... لا أحد اليوم له ثقة في ما تقوله الدولة. فالحقيقة ظهرت وهي ان الحكومة عاجزة عن مواجهة الكارثة. وإنها ستترك الشعب يواجه الوباء وحده .... تحتاج المستشفيات الى أعوان وأطباء وممرضين في الوقت الذي يعاني فيه الآلاف من التونسيين المتخرّجين من الجامعات والمدارس من البطالة . ففي تونس اليوم أكثر من ألف طبيب عاطل عن العمل وآلاف التقنيين السامين في الصحة ينتظرون منذ سنوات تشغيلهم ..... في تونس اليوم مستشفيات وأقسام طبية قادرة على استيعاب كل أعداد المرضى. لكنها غير مجهّزة .... في بداية ظهور الوباء كذبوا على الشعب وأوهموه بأنهم استعدوا للموجة الثانية. وجمعوا التبرعات. وأحدثوا كالعادة صندوقا للكورونا ثم لم نجد شيئا . فحال المستشفيات لم يتغير وحال أعوان الصحة ازداد تدهورا. بل صار كارثيا والحديث عن توفير أسرّة الإنعاش وأجهزة التنفس والمستشفيات الميدانية كان مجرد كلام يتم إطلاقه وتداوله في مجالس الوزراء .... اليوم الحكومة عليها أن تدرك أنه لا مجال الى أن يواجه التونسيون وحدهم الوباء ويتركون للمجهول ... ومن غير المعقول أن يكتشف المصاب بالكورونا أن لا مكان له في المستشفى وأن مصيره الموت في منزله ... الدولة المغربية نجحت في تركيز مصنع لصنع أجهزة التنفس وتقديمها للمستشفيات. ونحن لازلنا عاجزين عن توفير الكمامات ومواد التعقيم في مستشفياتنا .... الأمر خطير. ويقتضي التدخل العاجل لإنقاذ المستشفيات قبل حلول الكارثة .... سفيان الاسود