عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع (ونسبته اليه) بن مظهر ابن رياح بن عبد شمس بن أعيا بن سعد بن عبد بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر، وكان الأصمعي يقول: «لست من باهلة، لأن قتيبة بن معن لم تلده باهلة قط». كان يكنى أبا سعيد، وكان عبد الملك صاحب نحو ولغة وغريب وأخبار. ولد سنة 122 ه بالبصرة، وكان كثير التطواف في البوادي يقتبس علومها ويتلقى أخبارها ويتحف بها الخلفاء، فيكافأ عليها بالعطايا الوافرة، وكان الرشيد يسميه شيطان الشعر. قال الأخفش: ما رأينا أحدا أعلم بالشعر من الأصمعي. وقال أبو الطيب اللغوي، كان أتقن القوم للغة، وأعلمهم بالشعر، وأحضرهم حفظا. قال أبو العباس محمد بن يزيد المبرّد: كان أبو زيد صاحب لغة وغريب ونحو، وكان أكثر من الأصمعي في النحو، وكان أبو عبيدة أعلم من أبي زيد والأصمعي بالأنساب والأيام الأخيرة والأخبار، وكان للأصمعي يد غرّاء في اللغة لا يعرف فيها مثله، وفي كثرة الرواية، وكان دون أبي زيد في النحو. وحكى محمد بن هبيرة، قال: قال الأصمعي للكسائي وهما عند الرشيد، ما معنى قول الشاعر: قتلوا ابن عفان الخليفة محرما ودعا فلم أر مثله مقتولا قال الكسائي: كان محرما بالحج، قال الأصمعي: فقوله: قتلوا كسرى بليل محرما فتولّى لم يمتّع بكفن فهل كان محرما بالحج؟ فقال هارون للكسائي: يا علي، اذا جاء الشعر فإياك والأصمعي. قال الأصمعي: قوله «محرما» أي في حرمة الاسلام، ومن ثم قيل: مسلم محرم أي لم يحلّ من نفسه شيئا يوجب القتل. وقوله «محرما» في كسرى يعني حرمة العهد الذي كان له في عنق أصحابه. قال أبو عبد الله بن الأعرابي: شهدت الأصمعي وقد أنشد نحوا من مائتي بيت، ما فيها بيت عرفناه. وكان الأصمعي صدوقا في الحديث، أخذ عن عبد الله بن عون وشعبة بن الحجاج وحمّاد بن سلمة وحمّاد بن زيد والخليل بن أحمد، ويحكى أنه أراد أن يقرأ عليه العروض وشرع في تعلّمه فتعذّر ذلك عليه، فيئس الخليل منه، فسأله عن معصوب الوافر، فقال له: يا أبا سعيد، كيف تقطّع قول الشاعر: إذا لم تستطع شيئا فدعه وجاوزه الى ما تستطيع. فعلم الأصمعي أن الخليل قد تأذّى ببعده عن علم العروض، فلم يعاوده فيه. مصنفاته كتاب خلق الانسان كتاب الأجناس كتاب الأنواء كتاب الهمز كتاب المقصور والممدود كتاب الفرق (بين أسماء الأعضاء من الانسان والحيوان) كتاب الصفات كتاب الأثواب كتاب الميسر والقداح كتاب خلق الفرس