يُعدّ بنك الوفاق الدّولي من أهمّ البنوك الّتي تُمارس عمليّات الصّيرفة الإسلاميّة في تونس رغم حداثه نشاطه الّذي انطلق فعليّا بتاريخ 28 أفريل 2017 بعد أن نجح في التّحوّل من مؤسّسة إيجار مالي إلى بنك شمولي مقيم. يضمّ البنك اثنان وثلاثون (32) فرعا موزّعة على مختلف جهات الجمهوريّة يُؤمّن نشاطها فريق عمل متكامل هدفه الأساسي تحقيق المرافقة الدّائمة للحرفاء والمحافظة على جودة الخدمات لا سيما في ظلّ ما تشهده البلاد من أوضاع استثنائيّة جرّاء جائحة كورونا. تطوّر المؤشّرات الماليّة لبنك الوفاق الدّولي استطاع بنك الوفاق، رغم حداثة تجربته، أن يُحقّق نتائج هامّة على مستوى مؤشّراته الماليّة مكّنته من دعم موقِعة في القطاع المالي وذلك بفضل ما يقدّمه من حلول تمويليّة وخدمات ماليّة تستجيب لحاجيات حرفائه المتزايدة بالرّغم من هذا الظّرف الاقتصادي الصّعب الّذي تمرّ بها البلاد فضلا عن القيود القانونيّة الّتي تعترضه أثناء ممارسة نشاطه. فعلى مستوى الموارد، شهدت ودائع الحرفاء تطوّرا ملحوظا حيث بلغت 547,95 مليون دينار في موفّى شهر جوان 2021 مقابل 450,5 مليون دينار في موفّى شهر جوان 2020 أي زيادة بنسبة 21,63٪ (97,45 مليون دينار)، كما سجّل إجمالي التمويلات نموّا بنسبة 36,85٪ (152,4 مليون دينار) خلال نفس الفترة ليبلغ بذلك 565,9 مليون دينار مقابل 413,5 مليون دينار في موفّى شهر جوان 2020. وبفضل السّمعة الّتي يتمتّع بها، نجح البنك في تطوير نشاطه تدريجيّا ليُغطّي جميع الخدمات الّتي يطلبها الحرفاء كلّ بحسب حاجته وطبيعة نشاطه وهو ما مكّن من تعزيز الثّقة في البنك وتدعيم علاقات الشّراكة بينه وبين المؤسّسات الكبرى. وقد مكّن هذا النّشاط من تحقيق زيادة هامّة تقدّر ب 79٪ في النّاتج البنكي الصّافي (PNB) خلال السّداسي الأوّل من السّنة الماليّة الجارية 2021 مقارنة بالفترة ذاتها من سنة 2020 ليبلغ بذلك 23,6 مليون دينار مقابل 13,2 مليون دينار في نفس الفترة من السّنة المنقضية. تُمثّل هذه المؤشّرات حافزا، للبنك، لمواصلة نشاطه والعمل على توسيع مجالات استثماراته والقرب أكثر من حرفائه من خلال فتح فروع جديدة وتنويع منتجاته التّمويليّة وتطوير خدماته الماليّة. وهي في الآن نفسه تحدّيا جديدا يَنضاف إلى جملة التحدّيات الّتي تُواجهها البنوك في السّاحة الماليّة، وهو ما من شأنه أن يَخلق مناخا تنافسيّا بين مختلف البنوك مما يعود، ضرورة، بالنفع على الحرفاء المستفيدين من خدمات هذه المؤسسات. مزايا التّعامل مع بنك الوفاق الدّولي استطاع بنك الوفاق أن يستقطب عددا هامّا من الحرفاء بفضل ما يقدّمه من مزايا لعلّ أبرزها: تحديد كلفة التّمويل والأقساط الواجب دفعها بصفة نهائيّة بمجرّد إبرام العقد بحيث لا تتأثّر عمليّات التّمويل، الّتي يقع تنفيذها، بالتّقلّبات الّتي قد تحصل على مستوى نسبة الفائدة في السّوق النقديّة (TMM) على عكس ما هو معمول به في قروض البنوك التقليديّة الّتي يقع ربطها غالبا بهذه النّسبة بحيث تزيد قيمة القرض بحسب الزّيادة الحاصلة فيها. تزامن تاريخ القيمة للعمليّات الماليّة (la date de valeur) مع تاريخ إجرائها (La date d'opération) بحيث يقع تقييد العمليّات المتعلّقة بالسّحب /أو بالتّنزيل واعتبار قيمتها بمجرّد تنفيذها ونتيجة لذلك يُعفى حرفاء بنك الوفاق من تحمّل أيّ أعباء ماليّة في مقابل إسداء هذه العمليّات. وقد مكّن هذا الامتيازُ الحرفاءَ من التّحكّم في التّكاليف الماليّة لمختلف عمليّاتهم البنكيّة ومن تحقيق أرباح هامّة حفّزت العديد من المؤسّسات والمهنيّين على التّعامل مع البنك وتدعيم رقم معاملاتهم معه. تطويع المنتجات والخدمات المقدّمة مع طبيعة حاجيات الحرفاء بحيث يوفّر البنك حلولا ماليّة تتماشى وطبيعة أنشطة الحرفاء من حيث الملاءة الماليّة، وطريقة التّعامل مع مزوّديهم وحرفائهم وبصفة عامّة مراعاة الإطار العام لعملهم. تطوير خدمات إلكترونيّة سهّلت على الحرفاء القيام بمختلف العمليّات الماليّة بالسّرعة المطلوبة وبالأريحيّة التّامّة. إيلاء الحريف الأهمّية الكبرى من خلال مرافقته الدّائمة والعمل على تقديم الحلول التّمويليّة المستجيبة لحاجياته المناسبة لوضعيّته الماليّة. تكفّل فريق البنك بالقيام بمعظم الإجراءات المتعلّقة بتنفيذ عمليّات التّمويل ممّا يُوفّر على الحريف وقته وراحته. الوقوف إلى جانب الشّركات والمهنيّين الّذين يمرّون بأوضاع ماليّة صعبة من خلال منحهم تمويلات بالمرابحة يُمكن أن تُغطّي جميع التّكاليف بما في ذلك مصاريف النّقل والتّركيب ممّا يخفّف عليهم العبء المالي ويمكّنهم من استئناف نشاطهم بأكثر أريحيّة. بنك الوفاق يُراعي خصوصيّة الحرفاء يتعامل بنك الوفاق مع فئات متنوّعة من الحرفاء تشمل الشّركات والمهنيّين والأفراد. ولكلّ فئة حاجياتها الخاصّة الّتي تتلاءم مع طبيعة نشاطها وتتناسب مع وضعيّتها الماليّة. لهذا الغرض، يُعامل البنك كلّ حريف معاملة خاصّة به من خلال التّواصل معه ابتداءً لفهم وضعيّته وتحديد حاجته ومن ثَمَّ يعرض عليه المنتج المناسب له. فالبنك بهذا المعنى لا يُقدّم منتجات مسقطة لا تراعي أحوال الحرفاء ورغباتهم، وإنّما يعرض حلولا تمويليّة تستجيب لحاجياتهم وتتماشى وطبيعة أنشطتهم. وفي هذا الصّدد، يعرض البنك على حرفائه مجموعة من المنتجات الّتي جُعلت خصّيصا لتلبية حاجيات محدّدة تُفهم مباشرة من التّسمية الّتي تمّ إطلاقها على المنتج على غرار منتج " تمويل مخزون" و"تمويل صادرات ما قبل الشّحن" و " تمويل سيّارة الوفاق" و " تمويل صيدلي" و " إجارة تجهيزات مهنيّة " و" إجارة تجهيزات طبّيّة" و " إجارة تجهيزات تكنولوجيّة" إلخ. وقصد مساعدة الحرفاء على تكوين مدّخرات بالنّسق الّذي يُناسبهم، يعرض بنك الوفاق مجموعة من برامج الادّخار يتمّ من خلالها إيداع مبالغ ماليّة بشكل منتظم وتمكّن صاحبها من الاستفادة من التّمويلات المرتبطة بها مع التمتّع بامتيازات خاصّة لا سيما فيما يتعلّق بهامش الرّبح الموظّف عليها. ومن هذه البرامج نذكر " ادّخار مسكن الوفاق" الّذي يتيح للحريف إمكانيّة الحصول على تمويل عقّارات معدّة للسّكن، ومنتج " ادّخار حاجيات" الّذي يهدف إلى تكوين مدّخرات قصد الحصول على تمويل حاجيات من شراء الأثاث وغيرها. وفي ذات السّياق، أصدر البنك مؤخّرا منتجا جديدا " ادّخار صغار" مخصّص للأطفال لمساعدتهم على إدراك مفهوم المال وتطوير ثقافة الادّخار لديهم. ترتبط هذه المنتجات بحساب ادّخار وتُدار على أساس تقنية "المضاربة" بحيث تتيح لصاحبها الحصول على عوائد هامّة خلال كلّ فترة. الخدمات الذّكيّة يسعى بنك الوفاق إلى تطوير خدماته والعمل على ابتكار منتجات جديدة تلبية لرغبات حرفائه وذلك من خلال الاعتماد على تقنيات التّكنولوجيا الحديثة تطبيقا لاستراتيجيّته في تحقيق التّحوّل الرّقمي الذّي يُعدّ من أبرز أوّلويّاته في السّنوات القليلة القادمة، وهو ما يزدادُ تأكيدا في ظلّ ما يعيشه العالم اليوم من ثورة رقميّة شملت جميع مناحي الحياة وسهّلت على النّاس القيام بأعمالهم اليوميّة. حيث استطاع البنك، خلال فترة وجيزة، أن يُطوّر خدماته المصرفيّة عبر طرح منتجات جديدة سهّلت على الحرفاء القيام بمختلف العمليّات الماليّة بطريقة آمنة وفعّالة، ومن هذه المنتجات نذكر بطاقة carte salaire + المخصّصة لفائدة الشّركات، الّتي تشغّل عددا هامّا من الموظّفين، قصد تمكينها من خلاص رواتب العاملين بها عبر إجراء تحويلات آمنة للبطاقة دون حاجة إلى دفع هذه الرّواتب نقدا. وفي مجال الخدمات الإلكترونيّة، نجح البنك مؤخّرا في طرح منتجين جديدين: وفاق باي (WIFAK PAY) المخصّصة لفائدة حرفاء بنك الوفاق وحرفاء البنوك الأخرى من أجل تمكينهم من القيام بعمليّات الدّفع عبر الهاتف الذّكي، ووفاق باي برو (WIFAK PAY PRO) المخصّصة لفائدة التّجّار قصد تمكينهم من تحصيل المدفوعات عبر الهاتف الذّكي. وهي منتجات تهدف كُلّها إلى تيسير التّعاملات الماليّة وضمان تنفيذها بسرعة كافية وجودة عالية وبتكلفة بسيطة مقارنة مع الآليات المستعملة حاليّا. وفي هذا الصّدد، أبرم البنك عدّة اتّفاقيات مع كبرى المحلاّت التّجاريّة لتمكينها من تقديم خدمة وفاق باي برو ممّا فتح أمام حرفاء هذه المحلاّت إمكانيّة خلاص مشترياتهم عبر الهاتف دون الاضطرار للوقوف أمام زحمة الصّفوف وهي فرصة لدعوة المؤسّسات التّجارية لاعتماد هذه التّقنية لا سيما في ظلّ هذا الوباء الذّي فرض علينا التّباعد وتجنّب الاكتظاظ حفاظا على صحّتنا وصحّة أبنائنا. كما يسعى البنك إلى إيجاد حلول تمويليّة تستجيب لحاجيات الحرفاء من جهة، وتُراعي مبادئ الصّيرفة الإسلاميّة من جهة أخرى. وفي هذا السياق، يعرض البنك على مختلف حرفائه، من الشّركات والمهنيّين والأفراد، مجموعة من المنتجات المتنوّعة تعتمد بالأساس على صِيغَتي المرابحة للآمر بالشّراء والإجارة المنتهية بالتّمليك. وبفضل ما يقدّمه من حلول تمويليّة لفائدة الشّركات على وجه الخصوص، تحصّل بنك الوفاق على جائزة "أفضل بنك إسلامي للشّركات في تونس لسنتي 2020 و2021 على التّوالي (Best Islamic Corporate Bank Tunisia) الّتي تمنحها المجلّة العالميّة "جلوبال بانكنغ آند فاينانس" (Global Banking & Finance). كما تحصّل البنك على جائزة " GIFA Power Award (Islamic Banking) 2020" للصّيرفة الإسلامية خلال الدّورة العاشرة ل Global Islamic Finance Awards الّتي انتظمت بتاريخ 14 سبتمبر 2020 بالباكستان. يُعدّ هذا التّتويج اعترافا صريحا للبنك بجودة خدماته الماليّة ونجاعة منتجاته التمويليّة، وهي في الآن نفسه حافزا له على مواصلة دعم الشّركات وابتكار الحلول التمويليّة المناسبة لهم. ورغم ما حقّقه البنك من نجاحات كبيرة فإنّه يطمح إلى مزيد العمل على تطوير خدماته لا سيما في مجال الرّقمنة ليكون قادرا على مواكبة التّطوّرات التّكنولوجيّة استجابة لتطلّعات حرفائه. الدّور الاجتماعي لبنك الوفاق الدّولي تَكتسب المؤسّسات الماليّة مكانتها في المجتمع بقدر مساهمتها في النّهوض بأوضاعه الاجتماعيّة والصّحّيّة والتّعليميّة. وفي هذا الجانب، يتبوّأ بنك الوفاق مكانة هامّة بفضل مجهوداته الكبيرة في دعم هذه المجالات من خلال تفعيله لصندوق النّفع العام الخاصّ به. يُمثّل هذا الصّندوق حسابا منفصلا عن حسابات البنك الخاصّة تُودع فيه الأموال المجنّبة الّتي لا يمكن للبنك الاستفادة منها بحكم عمله في القطاع المصرفي الإسلامي بحيث لا يمكن له الانتفاع بالأموال الّتي لم تكن نتيجة لعمليّات تجاريّة مرتبطة بصفة مباشرة بالاقتصاد الحقيقي أو نتيجة لعمليّات استثماريّة متوافقة مع مبادئ الماليّة الإسلاميّة أو لقاء تقديم خدمات مصرفيّة للحرفاء. وفي هذا الصّدد، يُقدّم صندوق النّفع العام بصفة دوريّة العديد من المساعدات لفائدة الجمعيّات والمؤسّسات التّربويّة فضلا عن المستشفيات الصّحّيّة وغيرها من الجهات المستحقّة في مختلف مناطق الجمهوريّة. فعلى سبيل الذكر، قدّم البنك مساعدات لفائدة العائلات المعوزة وذلك بالتّنسيق مع المعتمديات التّابعة لهم. كما وقع دعم العديد من الجمعيّات الّتي تُعنى بالنّهوض بالمعوقين بتطاوين وسيدي ثابت. وفي إطار دعم مجهودات الدّولة في الحدّ من تداعيات كورونا، خصّص البنك جزءا من أموال صندوق النّفع العام لدعم صندوق 18-18 الذّي تمّ بعثه لهذا الغرض، كما خصّص جزءا آخَرَ لدعم ميزانيّة الدّولة في النّهوض بالأوضاع الحرجة الّتي تمرّ بها البلاد. وفي المجال التّربوي، تكفّل الصندوق بشراء مستلزمات العودة المدرسيّة للعديد من التّلاميذ وهو ما تمّ تسجيله مؤخّرا بالتّعاون مع المندوبيّة الجهويّة للتّربية بمدنين، والمندوبيّة الجهويّة للتّربية بسيدي بوزيد. وفي الجانب الصّحّي وقعت المصادقة مؤخرا على التّكفّل ببناء وحدة مخصّصة لمرضى كوفيد-19باحدى الولايات. كلّ هذه المساعدات، وغيرها كثير، يتنزّل في إطار الدّور الاجتماعي للبنك وهي دعوة له لمواصلة هذا العمل من خلال التّفعيل المستمر لصندوق النّفع العام. إنّ ما تمرّ به البلاد من أوضاع حرجة جرّاء جائحة كورونا يفرض على مختلف المؤسّسات الماليّة، من منطلق الشّعور بالمسؤوليّة، مضاعفة دعمها للجهد الوطني في النّهوض بالفئات الهشّة ومساندة المتضرّرين بشكل مباشر من تداعيات هذا الوباء. وهي فرصة لدعوة هذه المؤسّسات لتقديم تمويلات بشروط وامتيازات خاصّة لفائدة المهنيّين والشّركات الذّين تعطّل نشاطهم بسبب الجائحة وذلك قصد مساعدتهم على استئناف عملهم وإدماجهم في السّوق مرة أخرى. وتحقيقا لهذا الغرض، أصدر بنك الوفاق منتجه الجديد " تمويل إسلامي استثنائي كوفيد-19" الّذي مَكّن هذه الفئة من الحرفاء من تمويل دورة الاستغلال المتعلّقة بشراء السّلع من السّوق المحلّية و/أو الأجنبيّة.
