في الوقت الذي كانت فيه قناة «تونس 7» تبث احدى حلقات المسلسل الرمضاني «حسابات وعقابات» والذي أبدت فيه نعيمة الجاني وفتحي المسلماني وجها مشرفا، كان رواد مهرجان المدينة بصفاقس يسهر مع هذا الثنائي رفقة عايدة فرح في مسرحية «الطالبات». «الطالبات» قدمت بمهرجان المدينة بصفاقس في عرضها عدد 50، وهي المسرحية التي عرضت صيفا في 45 مناسبة مما رشحها لتكون من أكثر الأعمال المسرحية انتشارا خلال هذه الفترة، وهو الانتشار الذي يفسر نجاح هذا العمل بداية من النص الذي تناول بأسلوب هزلي مشاغل السكن الجامعي، وصولا الى تقمص الأدوار التي خرج فيها فتحي المسلماني عن الصورة النمطية التي علقت به والتي لا تخرج تلفزيا عن الرسميات و»الكرافات» أو ربطة العنق. وبين هذا وذاك، جاء الاخراج للمنجي بن حفصية عميقا في تصوراته، وكان الأداء للممثلين متناغما مع جوهر النص وبعيدا عن التكلف و»التمثيل» الواضح وسط ديكور عول على البساطة وتوظيب ركحي موفق للهادي المرضي. والواقع أن الثلاثي نعيمة وفتحي وعايدة، وجدوا في الحضور الجماهيري المكثف بمهرجان المدينة بصفاقس فضاء خصبا لمزيد الابداع، حتى أن فتحي المسلماني وجد في تناغم الجمهور ما جعله يخرج عن النص بحركات خفيفة وتعاليق أكثر خفة اضطرت نعيمة الجاني للضحك بشكل واضح وهي العفوية التي استحسنها الجمهور الذي غص به المسرح البلدي بصفاقس. الجمهور الحاضر وان لم يكن كله من الطلبة، إلا أنهم تناغموا مع الموضوع، الذي ولئن انطلق من مشاغل السكن الجامعي إلا أنه طال العديد من المشاغل من أهمها الالتزام بالدراسة والسهرات الليلية والمصروف اليومي والعلاقات الأسرية وغيرها من الوضعيات والحالات التي تكشف عن التمزق الذي يعيشه الفرد كل ذلك في أسلوب خفيف ظريف، لكنه عميق وهو ما يفسر نجاح هذا العمل المسرحي الذي أبدت العديد من الهياكل والجمعيات رغبتها في برمجته في عروض أخرى بصفاقس.