هو الوليّ الصالح سيدي عامر بن سالم المزوغي نسبة الى بلدة مزوغة بالمغرب الأقصى التي استقرّ بها جدّه ابراهيم القادم من مكة المكرّمة وينحدر نسبه الى الإمام علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء. ولد حوالي 920ه الموافق ل 1514م بقرية الساحلين بعد أن توفي والدهسالم وترك زوجته حاملا، فنشأ في كفالة خاله علي. تعلّم القرآن الكريم بزاوية جدّه ثم انتقل الى سوسة واتصل هناك بالعالم والمفتي الشيخ محمد الريي ولازمه طيلة 3 سنوات ثم رحل الى العاصمة وقصد أحد شيوخ التصوّف الولي الصالح أبا الغيث القشتالي وتتلمذ عليه لمدة 10 أعوام. واشتهر بالتقوى والفلاح. وساح في أرجاء البلاد التونسية من الوطن القبلي الى قابس وجربة قبل أن يستقرّ بمسقط رأسه التي كانت تعرف بهنشير الوحيشي والتي حملت في ما بعد إسمه.. وقد تولى أحد أمراء الدولة الحفصية تشييد زاوية له. وانخرط سيدي عامر المزوغي في المقاومة ضد الغزاة الاسبان وشاع خبر نشاطه وخاصة عند الملوك العثمانيين الذين جددوا زاويته فصارت تحفة رائعة وأوقفوا عليها أوقافا كثيرة ومنذ ذلك التاريخ تحولت زاوية سيدي عامر الى وجهة للزيارة من صفاقس والمكنين والقيروان والقلعة الخصبة وخاصة مساء كل يوم خميس. تزوج الولي الصالح سيدي عامر من أم دلال إبنة الشيخ أحمد بن محمد الرحامي شهر بوزعبية فأنجبت له ولدا إسمه نصر وبنتين حليمة وخديجة. ومن أحفاده تكوّنت قرية سيدي عامر من معتمدية الساحلين ولاية المنستير. ونظرا لاتّساع رقعة مؤيدي هذا الولي فقد انتشرت الزوايا التي تحمل إسم سيدي عامر من ذلك وجودها بكل من سوسة والمكنين والقلعة الخصبة و5 بصفاقس. تقاليد اندثرت من التقاليد التي كانت تميز الحياة بزاوية سيدي عامر الزيارات الأسبوعية خلال فصل الربيع والتي كانت تؤديها الأسر الصفاقسية التي كانت تأتي محملة من صفاقس بالهدايا وتمر قبل اقامتها بالزاوية على امتداد 3 أيام بزوايا سيدي بوسحاق بجبنيانة وسيدي علي محجوب بقصور الساف وللّه أم الزين بجمال وسيدي نصر بالساحلين حيث ينطلق «حزب» صفاس (فرقة شعبية) على وقع «يا خيل سيرو بالعادة لشيخ عامر وأولاده». ولما تلتقي هذه الفرقة بنظيرتها من سيدي عامر تنشد : «جيناكم جيناكم قاصدين حماكم لولا فضل اللّه لما جينا زرناكم فتجيب الفرقة المضيفة بقولها : أهلا وسهلا بأحباب قلبي جاوا لينا وبعد التحية والسلام يدخل الجميع الزاوية وتنطلق الحضرة التي يحضرها أعيان من المدن والقرى المجاورة.