عاجل/ مقتل طفلين وإصابة 17 في إطلاق نار بمدرسة أمريكية..    عاجل/ أعلى درجات الحرارة المسجلة اليوم بهذه الولايات..    بلدية تونس تدعو الى تسوية وضعيات    'ألماد' يتقدم بثبات: وزارة الصناعة تُعلن الانتهاء من أولى مراحل فرز العروض    تُجرى يومي 12 و 13 سبتمبر: أجواء مشحونة في انتخابات عمادة المحامين    مع الشروق : مصر «الجائزة الكبرى»... مصر الصخرة الكبرى!    17 مؤسسة تربوية جديدة    من بينها أنواع متعلقة بالسكري والقلب وضغط الدم والأعصاب: شبكات دولية متورّطة في تهريب أطنان من الدواء    المنظمة التونسية لارشاد المستهلك تدعو الى تحديد الكلفة الحقيقية لانتاج اللحوم الحمراء    تونس ضيف شرف معرض بلغراد الدولي للكتاب 2026    الرياح تؤجج جيوب النيران: حرائق جديدة تندلع بجبل الفروحة وتمتد لبلّوطة والعمارسية    بورصة تونس: "توننداكس" يقفل معاملات الاربعاء مرتفعا بنسبة 5ر0 بالمائة    عاجل/ أسطول الصمود: 127 تونسيا يبحرون نحو غزة    عاجل/ موعد انطلاق الحملة الوطنية للتلقيح ضد داء الكلب    الصخيرة: مشروع اعادة تهيئة ميناء الصيد البحري واصلاحه من شأنه تطوير النشاط الاقتصادي للجهة    وزير الاقتصاد "نتوقع نسبة نمو ب2 % لصادرات النسيج في موفى سنة 2025 "    بلاغ مروري بمناسبة مقابلة النجم الساحلي و مستقبل قابس    عائلة تتهم ''شات جي بي تي'' بتشجيع ابنها على الانتحار    الكاف: العثور على جثة مدير الحي الجامعي ''سيكافينيريا'' في ظروف غامضة    الجمعية التونسية لقرى الأطفال "س و س" تدعو إلى تفديم الدعم والتبرع لتأمين عودة دراسية وجامعية ناجحة لنحو 5270 طالب علم من منظوريها    سليانة: تجميع مليون و577 ألف قنطار من الحبوب    بطاقة إيداع بالسجن ضد امرأة انتحلت صفة مرشدة اجتماعية للاحتيال على مواطنين    إنتقالات: ثنائي النادي الإفريقي يخوض تجربة إحترافية جديدة    突尼斯对中国游客吸引力显著 直航航线成可持续发展关键    عاجل/ تم توثيق جريمتها بالفيديو: الاطاحة بامرأة تحرق القطط    مونديال الكرة الطائرة تحت 21 عاما (الدور الترتيبي): هزيمة المنتخب التونسي أمام نظيره الكندي 0 - 3    وكالة الطاقة الذرية تعلن عودة مفتشيها إلى إيران    كاتب الدّولة المكلّف بالموارد المائية يدعو الى مزيد التّنسيق لاستكمال التّقريرالوطني للمياه لسنة 2024 خلال الشهر القادم    عاجل/ الكنام: هذه آخر اجال إيداع مطالب تغيير المنظومة العلاجية وطبيب العائلة    مشاهد مذهلة لمركبة الفضاء "ستارشيب" تهبط في المحيط الهندي    أبطال أوروبا: "اليويفا" يكشف عن الكرة الرسمية للمنافسة 2025    جولة سياحية للفنانة أحلام للتعريف بالوجهة التونسية في المنطقة العربية    مقام الولي الصالح سيدي مهذب بالصخيرة ... منارة تاريخية تستحق العناية والصيانة والمحافظة عليها من غياهب النسيان.    مفتي الجمهورية يروي سيرة الاحتفاء بالمولد النبوي بأسلوب عصري    الجامعة التونسية لكرة السلة تعلن فسخ عقد مدرب منتخب الاكابر مهدي ماري    مرصد الشفافية والحوكمة الرشيدة يندد بتصريحات السيناتور الأمريكي جو ويلسون    عاجل: نشرة إنذارية خاصة...تحذير من رياح قوية تهب على شمال تونس وخليج الحمامات    الرابطة الأولى: تشكيلة الإتحاد المنستيري في مواجهة مستقبل المرسى    قليبية: سقوط إمرأة وطفلين من لعبة طائرة بفضاء ترفيهي    عاجل: وزارة الصحة توضّح: ترشيد الأدوية لا يعني حرمان المرضى    مهرجانات قرطاج والحمامات وأوذنة محور اللقاء الإعلامي الاول لعدد من المديرين العامين بوزارة الشؤون الثقافية ومديري المهرجانات    عاجل/ تأجيل الإعلان عن قائمة المنتخب الوطني إلى هذا الموعد..    السيجومي: الإطاحة بمجرم خطير محل 17 منشور تفتيش    عاجل/ غزّة: 10 شهداء بسبب المجاعة خلال ال24 ساعة الأخيرة    عاجل/ بالفيديو: رئيس الجمهورية في زيارة فجئية إلى حلق الوادي    الاتحاد الأوروبي يحظر جل الأظافر بعد تحذيرات صحية خطيرة    تونس الأعماق ... سطح القمر بالصمار (تطاوين) .. وجهة لحياة الصخور والطبيعة الخلابة    أمطار رعدية بعد ظهر اليوم بهذه المناطق.. #خبر_عاجل    أمراض قد تسببها لدغات البعوض    المهرجان الثقافي بسيدي احمد زروق ..ندوات فكرية،مسابقات ترفيهية، وعروض فنية    تاريخ الخيانات السياسية (59) ..الشطار والعيّارون لصوص وثوار 8    ما بقي من الدورة 66 لمهرجان سوسة الدولي...برمجة قياسية برؤية إصلاحية    سهرة فلكية بمدينة العلوم لمواكبة الخسوف الكلي للقمر    عاجل/ سريعة الانتشار: خبير يكشف أعراض السلالة الجديدة من فيروس كورونا..    عاجل/ الوكالة اليابانية للتصنيف تعلن عن مراجعة ترقيم تونس من سلبي إلى مستقر..    أحلام: ''رجّعوني على تونس...توحشتكم''    تاريخ الخيانات السياسية (57) .. .الخليفة الطائع من القصر إلى الحجر    بعد جراحة دقيقة في ألمانيا... الفنانة أنغام تعود إلى مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مع الشروق : سقوط «إسرائيل»... سقوط الغرب
نشر في الشروق يوم 26 - 08 - 2025

في حرب الابادة الجماعية المستمرة في غزة منذ قرابة السنتين لم تسقط «إسرائيل» فقط، بل سقط معها الغرب المنافق... فهل ما زالت تنطلي بعدما جرى ويجري أكذوبة أن «اسرائيل» زهرة نبتت في رمال الشرق الأوسط وان جيشها هو الجيش الأكثر تمسكا بالقيم الأخلاقية؟ وهل ما يزال هناك من يصدق أكذوبة انحياز الغرب للقيم الكونية من حقوق انسان وديمقراطية وحرية تعبير وفي القلب منها حرية الصحافة.
فمنذ قرابة السنتين وآلة الحرب الصهيونية تمارس القتل الجماعي والتدمير الممنهج لكل مناحي الحياة في قطاع يضم أكثر من مليوني بشر. ومنذ أكثر من سنتين وهذا الكيان المتوحش يمعن في ممارسة الابادة الجماعية دون كلل أو ملل. ومنذ قرابة السنتين وهذا الغرب المنافق وحكوماته المتواطئة يواصلون دعم هذا الكيان الشرس بالمال والسلاح ويوفرون له الغطاء السياسي اللازم ليواصل حرب الابادة التي يشنها على شعب أعزل إلا من ايمانه بعدالة قضيته وبحقه المشروع في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف كما تنص عليه كل المواثيق وفي طليعتها قرارات الشرعية الدولية.
ولقد مضت عقود طويلة والشعب الفلسطيني يصرخ ويؤكد للعالم أنه يقع تحت احتلال عنصري يهدف إلى اقتلاعه من أرضه وزرع غرباء استقدموا من كل أصقاع الدنيا مكانه.. وعبثا حاول الفلسطينيون ومعهم كل الخيّرين في العالم بما فيه نشطاء ومثقفون وسياسيون وإعلاميون ومفكرون من الغرب ذاته انزال القناع وكشف الوجه الحقيقي لهذا الكيان المفترس الذي يمضي منذ أزيد من 70 سنة في إبادة البشر وفي تهويد الأرض وفي السعي الدؤوب لتهجير الفلسطينيين والقذف بهم خارج أرضهم لينشئ «اسرائيل الكبرى».. فقد كانت الالة الاعلامية الغربية واقعة بالكامل تحت سطوة وسيطرة اللوبيات الصهيونية المتحكمة في دوائر المال والاعلام في كل الدول الغربية والمتحكمة بالتالي في دوائر الحكم والسلطة ومحيطها.. ونتيجة لسيطرة اللوبيات الصهيونية وتحكمها بالكامل في رقاب الحكومات الغربية والاعلام الغربي واقتصاديات الغرب عموما فإن هذه الحكومات ظلت وفية لدورها كأبواق تردد أكاذيب الكيان الصهيوني ولوظيفتها كداعم بالمال وبالسلاح وبالغطاء السياسي لهذا الكيان الذي قام وبستمر بالمجازر وبالتقيل والترهيب.
لكن وخلال العدوان على غزة انقلبت الصورة ونجح الكيان الصهيوني في انجاز ما عجز عنه حتى الآن الفلسطينيون وكل الخيّرين وأنصار الحرية في العالم وهو تعرية الوجه الحقيقي لهذا الكيان العنصري الحاقد والمتوحش.. فقد كشف العدوان على غزة حقيقة هذا الكيان كماكينة للقتل والتدمير والابادة.. وكآلة لقتل كل ما هو جميل وخيّر ومضيء.. وككيان مارق متمرد على الشرعية الدولية وعلى القانون الدولي وعلى كل الأعراف والنواميس التي توافق عليها المجتمع الدولي والتي تحكم العلاقات الانسانية عموما.
آخر فصول هذا السقوط المدوي للكيان الصهيوني ومن ورائه هذا الغرب المنافق تمثل في الاستهداف الممنهج للاعلاميين وفي تعمد آلة القنص والقتل بالجيش الصهيوني تصفية الصحفيين بشكل جماعي مثلما حدث أول أمس حين تم قتل 5 صحفيين دفعة واحدة.. وذلك وفق تمش واضح وصريح يهدف إلى طمس أي صوت وتدمير أية كاميرا يمكن أن توثق جريمة العصر ويمكن أن تشكل دليل إدانة لهذا الكيان الحاقد ولجريمة الابادة الجماعية التي يرتكبها بلا رادع ودون خوف أو توجس من أية ملاحقة أو محاسبة.. كما لو كان هذا الكيان فوق القانون الدولي وفوق القيم الكونية وكما لو كان محصنا من أية ملاحقة أو مساءلة.
إن هذا السلوك المشين لهذا الكيان المتوحش يطرح الكثير من الأسئلة أهمها:
هل كان هذا الكيان سيتجرأ على ارتكاب هذه المجازر الفظيعة لولا الدعم الأمريكي والغربي الذي يمدّه بأسباب التمادي في الجريمة ويحصّنه من أية ملاحقة أو محاسبة؟
هل تملك هذه الحكومات الغربية المنافقة بعد كل هذه الجرائم والفظاعات الصهيونية «مشروعية» لتتحدث عن حقوق الانسان وعن حرية الصحافة والتعبير؟ وهل بقي لها رصيد لكي تعطي الدروس مستقبلا لدول العالم الثالث وتتمادى في سردياتها حول الحريات وحقوق الانسان التي اكتشف الجميع أنها وسائل وأدوات لاختراق سيادة الدول والتدخل في شؤونها الداخلية؟
متى تصغي هذه الحكومات الغربية المنافقة لأصوات شعوبها الهادرة والمنددة بجرائم الكيان الصهيوني والمطالبة بالحرية لفلسطين؟
انها أسئلة تبقى مطروحة على ضمائر حكام هذا الغرب المنافق ان كان لهم ضمير! فإسرائيل بفظاعاتها في غزة لا تقتل الفلسطينيين فقط، بل تقتل معهم كل قيم الغرب وهو ما ينذر بسقوط الكيان ومعه هذا الغرب الخاضع للهصيونية.. ولو بعد حين!
عبد الحميد الرياحي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.