أعلن وزير الصحة، مصطفى الفرجاني، مساء اليوم الجمعة، عن توقيع ثلاث اتفاقيات جديدة بين تونسوالصين في المجال الصحي، تهدف إلى تعزيز الشراكة الفعلية بين المستشفيات والجامعات والخبراء، وذلك خلال افتتاح منتدى تونس الأول لتطوير الطب الصيني الإفريقي الذي تتواصل أشغاله إلى يوم غد السبت. وتتمثل الاتفاقية الأولى في شراكة بين مستشفى الرابطة والمستشفى الإقليمي بمقاطعة جيانغشي الصينية، وتشمل التكوين الطبي وإنشاء مركز مشترك لأمراض القلب والشرايين، خاصة في مجال التقنيات الحديثة في القسطرة. أما الاتفاقية الثانية، فهي موقّعة بين كلية الطب بتونس وتحالف الطب الصيني الإفريقي، وتركّز على إدخال تقنيات جديدة في جراحة المسالك البولية، إضافة إلى تكوين الأطباء التونسيين والأفارقة ودعم التكنولوجيا الطبية المتقدمة. وأشار الوزير إلى أنّ فريقًا من الأطباء الصينيين أجرى اليوم ثلاث عمليات جراحية بمستشفى الحبيب ثامر بالعاصمة، باستخدام تقنيات متطورة. وتتعلق الاتفاقية الثالثة بتطوير العمل بالحافلات الجراحية المتقدمة، حيث ستتسلم تونس حافلة جراحية مجهّزة بالكامل من الجانب الصيني، تضم قاعة عمليات وتجهيزات للإنعاش والمراقبة والإسعاف، وستُخصَّص لدعم الخدمات الصحية في المناطق الداخلية. وأكد وزير الصحة أن هذا المنتدى يهدف إلى بناء شراكة صحية متقدمة، عادلة وإنسانية، تجمع بين الطب التقليدي والطب الحديث والطب الدقيق والذكاء الاصطناعي، مشددًا على أهمية تبادل التجارب والخبرات. وأضاف أن تنظيم المنتدى يأتي في ظل تسارع التحوّلات الصحية العالمية وارتفاع التحديات العابرة للحدود، ما يجعل تعزيز التعاون في الابتكار والعلم ضرورة ملحّة. وأوضح أن الدولة التونسية تعمل على إعادة بناء المنظومة الصحية في مختلف مكوناتها، عبر تطوير الحوكمة والتكوين والبنية التحتية، وضمان العدالة الصحية بين الجهات، إلى جانب اعتماد الرقمنة والذكاء الاصطناعي لتحسين التشخيص وإدارة المؤسسات ومراقبة الأوبئة وتطوير الملف الطبي الإلكتروني. كما شدد على أهمية تعزيز السيادة الصحية من خلال تطوير صناعة الأدوية والتجهيزات الطبية. وتوقف الوزير عند العلاقات التاريخية بين تونسوالصين، مذكّرًا بأن زيارة رئيس الجمهورية قيس سعيّد إلى الصين سنة 2024 فتحت آفاقًا جديدة لشراكة استراتيجية شملت مجالات الطب الحديث والطب التقليدي والذكاء الاصطناعي والجراحة الروبوتية والطب الدقيق وتكوين الكفاءات. وأشار إلى الموقع الجغرافي المتميز لتونس وتطور جامعاتها وقدرتها على استقطاب آلاف الطلبة الأفارقة، إضافة إلى تقدم صناعة الأدوية وتطور الجراحة والطب عن بعد، معتبرًا أن تونس باتت مستعدة للعب دور محوري في فضاء صحي مبتكر لفائدة القارة الإفريقية. ومن جهته، قدّم أحمد لعطر، عضو لجنة تنظيم المنتدى، عرضًا حول برنامج هذه التظاهرة التي تمتد على يومين وتشمل مداخلات علمية في الطب التقليدي وطب الأعشاب والطب الحديث والطب الدقيق، إضافة إلى محاور حول جراحة القلب واستخدام الذكاء الاصطناعي في الصحة الرقمية والطب عن بُعد. وأكد أن المنتدى يسعى إلى إقامة شراكة فعلية ومتطورة بين تونسوالصين وإفريقيا، بما يحقق منفعة مشتركة في ظل التحوّلات الصحية العالمية. وشدد سفير جمهورية الصين الشعبية في تونس، وان لي، على حرص بلاده على تعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع تونس وإفريقيا في مجالات الطب التقليدي والحديث والذكاء الاصطناعي. وأعرب ممثل وزارة الصحة المصرية، محمد حسن، عن أهمية المنتدى في بناء منظومة صحية أكثر قوة، مشيرًا إلى أن العالم يعيش مرحلة دقيقة تتسم بتحديات صحية معقدة لا تعترف بالحدود، مثل الأوبئة والأمراض المزمنة والتغيرات المناخية. وأكد أن الصحة أصبحت مسألة أمن قومي عالمي تتطلب تعاونا دوليا وإقليميا وثيقا، معتبرا أن المنتدى يوفر فرصة مهمة لتطوير التعاون الصحي. وأضاف أن الطب المتكامل ليس مجرد امتلاك الطب الحديث أو العودة إلى الطب التقليدي، بل هو مقاربة تجمع المعرفة الإنسانية بالتكنولوجيا المتطورة، مشيرا إلى أن الطب التقليدي الصيني أو الإفريقي يمثل مخزونا مهما من الخبرات القابلة للتوظيف ضمن الطب المبني على الأدلة. أما وسام منقولة، ممثل المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها التابع للاتحاد الإفريقي، فقد شدد على أهمية المنتدى في تبادل الخبرات ودعم التعاون بين تونسوالصين وإفريقيا، بما يعزز السيادة الصحية والدوائية، مؤكدًا ضرورة الاستفادة من الطب التقليدي والحديث معًا لابتكار مقاربات صحية جديدة وإيجاد حلول علاجية فعّالة. الأخبار