اللّقاء شهد فترتين متناقضتين سيطر زملاء زبير السافي في جزئها الأول سيطرة تكاد تكون مطلقة رغم النقص العددي لفريق عاصمة الجنوب بعد إقصاء الحارس أحمد الجواشي منذ الدقيقة الثانية. فتعددت الفرص من أقدام قمامدية، وبابا ماليك وأنيس بوجلبان لكن دفاع البنزرتي بقيادة أكرم جعفر كان سدّا منيعا أمام خطورة هجوم الصفاقسية. في المقابل لاح البنزرتيون أكثر تحررا في نسج العمليات الهجومية ولعلّ استعادة خط الوسط لنجاعته التي كانت مفقودة ساهم في ظهور الفريق بوجه غير معتاد حيث برز العسكري، وخالد مراد وفوزي خليفة بأداء أذهل المتتبعين، في الشوط الثاني انخفض مردود الصفاقسية بشكل ملحوظ واتّضح أن أغلب اللاعبين لاح عليهم الارهاق، الشيء الذي سمح للبنزرتيين بأن يكسبوا ثقة أهلتهم الوصول إلى شباك منافسهم في مناسبتين عن طريق فوزي خليفة بواسطة ضربة جزاء (دق6) وناجي باشا (دق45) ردّ عليها الصفاقسية في مناسبة واحدة من قدم القادري على اثر هفوة الحارس البجاوي، لينتهي اللقاء بفوز مستحق للبنزرتيين أزاح عنهم كابوس القلق. **هفوات الحراس من جملة الأهداف الثلاثة التي عرفها مركب 15 أكتوبر كان فيها للحارسين البجاوي والجواشي نصيبا في تحمل المسؤولية فالأول أفلتت الكرة من أيديه لتصل إلى القادري والثاني لم يجد من حلّ لايقاف سرعة ناجي باشا المتوجه إلى شباك خالية سوى عرقلته واهدائه ضربة جزاء وينال ورقة حمراء. **ما هذا؟ ما أتته فئة قليلة من أحباء البنزرتي تجاه رئيس الجمعية من عبارات استهجان شكلت النقطة السوداء التي ميزت أجواء المباراة، فبعد المدرب محمود الورتاني الذي نال نصيبا من هذه العبارات في آخر لقاء له مع البنزرتي جاء الدور على رئيس الجمعية. **السافي خطر دائم وبالراضية قادم على مهل رغم أن مشاركة اللاعب زبير السافي اقتصرت على الشوط الثاني فقط فإن ذلك لم يمنعه من تقديم أداء رائع كاد من خلاله أن يلامس الشباك في أكثر من مناسبة لولا المحاصرة اللصيقة التي فرضها عليه المدافع بشير المشرقي، من جهة أخرى اتسم مردود اللاعب الشاب سهيل بالراضية القادم من القاعدة الشبابية للبنزرتي بالثراء والنجاعة وكان سريع التحرك في جميع الاتجاهات ممهدا لزملائه كرات ذهبية اقلقت دفاع النادي الصفاقسي، في كلمة بالراضية وبعد أن اشتد عوده بإمكان المدرب باولو التعويل عليه. **«قف» أكثر من مرة يجد الاعلاميون صعوبة كبيرة في الوصول إلى حجرات ملعب 15 أكتوبر لإتمام مهامهم الاعلامية، وعلامة «قف» غالبا ما تنتصب أمامهم ولا يسمح لهم بالاتصال بالاطار الفني للفريقين إلا بعد فوات الأوان، إشارة نهمس بها إلى المنظمين لتدارك هذا الاشكال الذي يتكرر باستمرار. **عيون تركية على بشير المشرقي واكب المباراة بعض الفنيين الأتراك جاؤوا يتابعون بعض اللاعبين من كلا الفريقين أحدهم همس بأن اللاعب بشير المشرقي تابعته هذه العيون وتم تدوينه في قائمة المرغوب فيهم. **منتخب «الشروق» حسان البجاوي هشام خشارم سهيل بالراضية أنيس بوجلبان محرز العسكري بشير المشرقي وسام العابدي القادري أكرم جعفر ناجي باشا بابا ماليك **دقائق ساخنة دق 01: أحمد دعيب يصوب بقوة في اتجاه الحارس الذي يتصدى بشجاعة. دق 6: ناجي باشا يتوغل في اتجاه الحارس الجواشي وهذا الأخير لم يجد طريقة لتوقيقه سوى عن طريق عرقلته كلّفته ورقة حمراء مع ضربة جزاء نجح في تجسيدها فوزي خليفة. دق 12: مخالفة على يسار الحارس البجاوي وتصويبة بوجلبان تمر بجانب المرمى بقليل. دق 13: هفوة من الحارس البجاوي أثناء محاولة صدّه للكرة واللاعب القادري يستغل الفرصة ويضع الكرة في الشباك. دق 32: ركنية على الجهة اليمنى للحارس بن سالم وتصويبة خالد مراد القوية تمر فوق العارضة بقليل. دق 45: هفوة من الحارس بن سالم، وناجي باشا الذي يتابع الكرة من قرب لم يجد صعوبة في اسكانها الشباك. دق 53: محرز العسكري يتوغل ثم يصوب في مناسبتين والدفاع يتدخل. دق55: ناجي باشا يتوغل وجها لوجه مع الحارس لكنه ارتبك في الأمتار الأخيرة. دق 66: ناجي باشا مرة أخرى يصوب في اتجاه المرمى لكن الكرة تصطدم بالدفاع وتضيع فرصة التهديف رغم سقوط الحارس. **تصريحات * ميشال دي كاستال (مدرب النادي الصفاقسي): لا أخفي القول أن أبنائي لعبوا أسوأ مباراة منذ انطلاق البطولة الوطنية، المقابلة لم نحسن مجاراة نسقها بالاضافة إلى الحظ الذي تسبب لنا في اقصاء الحارس ثم ضربة جزاء بعد أربعة دقائق من انطلاق المباراة... منافسنا عرف كيف يتغلب على نقاط قوتنا والواضح أنه درسنا جيدا. * باولو روبيم (مدرب البنزرتي): كنت أنتظر أن ترتقي المباراة إلى أعلى درجات الصعوبة بالنسبة لنا، وشخصيا شعرت بهذه الصعوبة لا لشيء سوى لأنني حديث العهد في بنزرت ولم أدرب الفريق إلا في مناسبة واحدة في الأسبوع الذي سبق المباراة. ومن حسن حظي أن اللاعبين قدموا أداءا رائعا وتحلوا بالروح الانتصاربة بالإضافة إلى اصرارهم على الانتصار. **مردود الحكم الحكم قاسم بن ناصر كان أداؤه طيبا في مجمله، تسلح بلياقة بدنية أهلته للتواجد قريبا من الكرة مع اصراره على التدخل في الوقت المناسب لدى إعلانه عن المخالفات وبالتالي لم يهضم حق أي من الفريقين.