«الحضرة» تبقى من الأعمال الفنية الخالدة التي ستحتفظ بها الذاكرة التونسية كعمل فرجوي متميز أعاد الاعتبار للإنشاد الديني باعتباره فنا وتراثا عريقا من الغناءوالشعر والموسيقى أنتجه المتصوّفة على مدى قرون في ظروف اجتماعية وتاريخية مختلفة. العرض الأول للحضرة كان منذ حوالي أحد عشر عاما جمع بين فاضل الجزيري في الإخراج وسمير العقربي في الإعداد والإشراف الموسيقي إذ قضى العقربي وقتا طويلا في اختيار الأناشيد الصوفية وإعادة توزيعها بطريقة قرّبتها للنّاس خلقت من الانشاد الصوفي ظاهرة موسيقية ميّزت عشرية التسعينات ومنتصف الألفين. وبعد الخلاف الذي كان سببا في القطيعة بين العقربي والجزيري أصبح لكل منهما «حضرته» وبعد أكثر من عشر سنوات قدم الجزيري مؤخرا نسخة جديدة من «الحضرة» سمّاها «الحضرة 2005» وإذا كان الجزيري قد عاد إلى «الحضرة» القديمة فإن سمير العقربي اختار طريقا آخر إذ يقدم غدا ولأول مرة مجموعة جديدة باسم «المنشدين.. بحاضرة تونس» تضمّ 30 عنصرا من مختلف الأجيال الى جانب حضور درصاف الحمداني ومنير الطرودي كضيف شرف ويقول العقربي أن هذه المجموعة لن تقتصر عروضها على الانشاد الصوفي بل ستقدّم أنماطا مختلفة من الفن القائم على الصوت فقط مستفيدا في ذلك من التراث الصوفي ومن تقنيات الأوبرا وسيكون العرض الأول غدا في السابعة بفضاء الأكربليوم بقرطاج. بهذا العرض يؤكد سمير العقربي أنه كان المؤسس لظاهرة العودة الى الإنشاد الديني الذي قدمه في صورة حديثة مبهر. وهذا العرض من إنتاج وزارة الثقافة والمحافظة على التراث ويقدم في اختتام الندرة الدولية حول سانت أوغسطين الذي عرضت فيها الوثائق الأصلية لسان أوغسطين الذي أكد دائما على انتمائه لتونس المعروفة ب»إفريقية». غدا إذن سيحتضن اكروبليوم قرطاج العرض الأول: للمنشدين.. بحاضرة تونس ولأول مرة سنكتشف صوتا نسائيا في مجموعة منشدين وهي مغامرة فنية جديدة لسمير العقربي.