السيد أحمد عبد الناظر (مدير المركز الوطني للبحوث حول الصحة الإنجابية بأريانة) : »2.1 طفل لكل إمرأة«... مؤشر اجمالى للخصوبة عملنا على تحقيقه تونس (الشروق) ستكون ولاية أريانة المرحلة الأولى لمشروع التقصّي المبكّر لسرطان الثدي إذ سيتمّ تركيز جهاز قار للكشف بالأشعة عن أورام سرطان الثدي من أجل استئصاله والوقاية منه. ويأتي هذا المشروع كما يؤكد ذلك السيد أحمد عبد الناظر وهو مدير المركز الوطني للبحوث حول الصحة الانجابية (بأريانة) في اطار حرص الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري على تطوير مكونات الصحة الانجابية والتي تشمل الأمراض المنقولة جنسيا والعقم الرجالى والنسائي، والشهادة الطبية قبل الزواج. يقول السيد أحمد عبد الناظر : انطلق برناج تنظيم الأسرة منذ 35 سنة تقريبا وتطوّر ومرّ بمراحل مختلفة إلى أن أصبح الىوم البرنامج الوطني لتنظيم الأسرة والصحة الانجابية، وقد جاء هذا التطور نتيجة عدة عوامل، أولها تحقق الأهداف الديمغرافية إذ توصلنا في تونس الى خفض مستوى الخصوبة إلى المعدلات التي ضبطتها المخططات والبرامج التي أنجزناها. فالمؤشر الاجمالى للخصوبة يبلغ حوالى 2.1 طفل لكل امرأة وهو المستوى الذي كنا نرمي إليه. ثانيا : تطوّر المجتمع وتطور الحاجيات الصحية للمرأة والأسرة بصفة عامة. ثالثا : الاهتمام المتزايد منذ 1994 بقضايا الصحة الانجابية سواء كان ذلك على المستوى الدولي أو المستوى الوطني. رابعا : التغيير الذي طرأ على التركيبة السكانية وخاصة تأخر سن الزواج«. ويضيف مدير المركز الوطني للبحوث حول الصحة الانجابية : »كل هذه العوامل والعناصر جعلت برنامجنا الىوم واستراتيجيتنا المستقبلية، في قادم السنوات، ترتكز على أربع محاور : وذلك بمواصلة العمل في مجال تنظيم الأسرة وتطوير الوسائل المستعملة حسب التطور العلمي في هذا المجال والاستجابة إلى كل الطلبات في أي مكان من الجمهورية. ثم بتطوير مكونات الصحة الانجابية وتعميمها على كل الجهات وبكل مراكز تقديم الخدمات العمومية والخاصة، وفي هذا الاطار سوف يعمل الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري خلال الفترة القادمة على أن تصبح هياكله الجهوية مراكز مرجعية في مجال الصحة الانجابية أي أنها تقوم بخدمات متطورة في الصحة الانجابية والتكوين الجهوي في نفس هذا المجال والاشراف على أنشطة البحوث العلمية وتأمين التوثيق والمراجع حول ذلك. كذلك ومن أهمّ المحاور الأخرى التي ترتكز عليها استراتيجيتنا المستقبلية العناية بالصحة الانجابية والجنسية للشباب نظرا لأهمية هذه الشريحة ولتأخر سن الزواج وحرصا على إعدادهم لحياة زوجية سليمة ومسؤولة، وفي هذا الاطار يتنزّل برنامج الديوان للتعميم التدريجي لفضاءات التثقيف والخدمات في مجال الصحة الانجابية الموجهة للشباب، ثمّ أيضا ضمان الجودة العالىة للخدمات المقدمة، يضاف الى كل ذلك مشروع التقصّي المبكّر لسرطان الثدي وهو مشروع وقائي بالأساس يدخل في اطار دراسة علمية عملية تهمّ ولاية أريانة في مرحلة أولى. المتابعة بعد الانجاب ضرورية وإجابة عن سؤال حول مدى أهمية المتابعة بعد الإنجاب يؤكد السيد أحمد : »إن المتابعة بعد الإنجاب أمر ضروري وموجود بكلّ مراكز العلاج إنها تتمحور في تلك الخدمات الضرورية لصحة الطفل والأم من أجل الوقاية من عدة أمراض ولمزيد تنظيم الإنجاب. إن الصحة الإنجابية هو أن يكون الإنسان سليما متعافيا في جسمه ونفسيته من كل ما له اتصال بوظيفة الإنجاب وعموما ان وضعنا سليم في تونس فقد اهتممنا بالموضوع منذ فترة طويلة فالشهادة الطبية التي تسبق الزواج تكون إلزامية بينما لا تكون كذلك في عدة دول من دول العالم الثالث وباختصار فإن الوقاية والاحتياط أمر على درجة كبيرة من الأهمية«. شراكة وحول مدى الاستفادة من تجارب مراكز البحث العالمية الأخرى في مجال الصحة الانجابية يؤكد السيد أحمد عبد الناظر : »إن مشاريع الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري يعتمد على عنصر الشراكة الدولية مع منظمات ومؤسسات علمية مختصة في مجال الصحة الانجابية والسكان مثل المنظمة العالمية للصحة، صندوق الأممالمتحدة، رابطة الشراكة جنوب جنوب، وشراكة أخرى وطنية مع عدد من الجمعيات والمنظمات المهتمة كليا أو جزئيا بمسألة الصحة الإنجابية وخاصة الشبابية منها«.