مثل يوم أمس الاربعاء «مدعي النبوة» بحالة إيقاف أمام هيئة محكمة صفاقس التي أرجأت النظر في ملف المتهم الى يوم 7 جانفي من العام المقبل استجابة للسان الدفاع الذي طلب التأخير لمزيد الإطلاع. المتهم، وبقامته المتوسطة وجسده النحيف، بدا بقاعة الجلسة التي اكتظت بالفضوليين رصينا وهادئا الى أبعد الحدود بالرغم من خطورة التهم المنسوبة اليه ومنها الزواج على غير الصيغ القانونية والزنا والتحيل والإعتداء بالعنف الشديد وغيرها من القضايا التي من المنتظر أن يحاكم فيها «مدعي النبوة» خلال الفترة القليلة القادمة. رصانة محيرة رصانة المتهم واعترافاته المسجلة طرحت سؤالا على غاية من الأهمية في أجواء المحكمة وهو السؤال الذي قد يشكل المنعرج في هذه القضية التي استأثرت بالرأي العام بعد ادعاء المتهم النبوة بل وتمسكه بالرسالة المزعومة حتى يوم أمس. السؤال يقول: هل ان النبي المزعوم مصاب بالخبل الذهني؟ فالمتهم وحسب ما أفادنا به محاميه الأستاذ سمير الزواغي مازال يصر على أنه نبي مرسل وأن زواجه على غير الصيغ القانونية ليس الا استجابة للرسالة التي بعث من أجلها والتي ستمكنه حسب زعمه من إنجاب بنية بعد 4 سنوات سيسميها حسب التعليمات «آمنة» وهي التي «ستتكلم في المهد صبية..» المتهم وبهذا الاصرار على صحة رسالته المزعومة التي تخالف العقل السليم وجوهر الديانات السماوية عموما والرسالة المحمدية خصوصا قد يكون بالفعل مصابا بالجنون والخبل وتحديدا بمرض «الهذيان الديني» أو غيره من الأمراض النفسية أو قد يكون ممثلا بارعا يسعى الى اتمام فصوله المسرحية وهو ما ستؤكده أو تنفيه الاختبارات الطبية التي من غير المستبعد أن يخضع لها المتهم بطلب من لسان الدفاع الذي يصر على أن موكله بالفعل مختل المدارك العقلية وساذج وهو ضحية وليس متهما بعد أن تم الايقاع به فسقط لقمة سهلة في أفواه بعض الذين صنعوا له هذه الهالة القدسية لغاية جمع المال في حساباتهم الخاصة. من عراف الى نبي ويروي الأستاذ الزواغي «للشروق» ان موكله كان عرافا يداوي بالأعشاب والقرآن، وقد تمكن من مداواة بعض مرضاه ربما بمحض الصدفة، وقد استغل البعض هذه «النجاحات المزعومة» ليصنعوا للعراف هذا المجد واقتنوا له كرسيا فاخرا من نجار من احدى الدول العربية ويقيم بصفاقس، بعد أن أوهموه بأن أريكته الفاخرة سوف يتم استغلالها في تصوير مسلسل ديني، لكن هذا الكرسي وضعوه على ذمة الدجال وأوهموه مرة أخرى أنه نبي، فصدق الكذبة وروج لها واقتنع بها في النهاية. ويضيف المحامي الزواغي «للشروق» ان موكله بالفعل تمكن من الحصول على مبالغ مالية هامة، لكن هذه الأموال غنمها الأشخاص الذين سخروه واستغلوا جنونه وسذاجته بدليل ان المتهم لا يملك لا سيارة ولا فيلا فاخرة ولا بعض اليخوت حسب ما تؤكده وثائق الادارات المعنية. النبي المزعوم أو «مسيلمة الكذاب بصفاقس» الذي ادعى تحويل الكعبة الى صفاقس وحرّف القرآن الكريم مازال يصر على نبوءته المزعومة ومازال يصر على ان ابنته «آمنة» التي سترى النور بعد 4 سنوات لا 9 أشهر ستنطق بالحكمة وبالحقيقة وستؤكد للجميع أن أباها بالفعل نبي مرسل!!! قضية النبي المزعوم التي شدّت انتباه الرأي العام مازالت تخفي العديد من الأسرار والغرائب لذلك من غير المستبعد أن تكشف بقية الأبحاث ومداولات المحكمة تورط أشخاص آخرين، فبالاضافة الى شريكته «أم الدنيا» التي أذنت النيابة العمومية بإيقافها من أجل تعذيب طفل صغير بتهمة أنه زان ومن الأفضل له أن يعذب في الدنيا «بالفلقة» وهي وسيلة التعذيب التي اعتمدت معه قبل أن يعذب في الآخرة، قد تكشف الأبحاث مورطين جددا بعد إيقاف صديقته التي تزوج بها على غير الصيغ القانونية بالرغم من أنها على ذمة رجل وقد قبلت هي الزواج بل ودفعت النبي المزعوم الى اتمام الزيجة حسب ما أفادنا به المحامي الأستاذ سمير الزواغي.