لم تشفع الاجراءات التي يستصدرها الرئيس السوري بشار الأسد من يوم الى آخر لاطفاء «لهيب» الاحتجاجات التي تضرب مدنا سورية والتي دفعت فيها «حماة» الى حدّ الآن «الفاتورة» الأكبر. أصدر الرئيس السوري بشار الأسد أمس مرسوما تشريعيا خاصا حول تأسيس الأحزاب وتنظيم عملها ومرسوما تشريعيا آخر حول قانون الانتخابات العامة. وكانت الحكومة السورية قد أقرت في 24 جويلية الماضي مشروع قانون يرعى تأسيس الأحزاب وينظم عملها وذلك ترجمة لتوجّهات برنامج الاصلاح السياسي وبهدف اغناء الحياة السياسية وتنشيطها والمشاركة في مسؤولياتها وتداول السلطة وفق ما ذكرته وكالة الأنباء السورية. وأضافت الوكالة أن الرئيس السوري أصدر أمس المرسوم التشريعي الخاص بقانون الانتخابات العامة. وكانت السلطات السورية قد أقرت سلسلة اجراءات لتهدئة حركة الاحتجاج غير المسبوقة ضدّها شملت خصوصا إلغاء العمل بحالة الطوارئ المفروضة منذ 1963. كما أصدر الرئيس السوري عفوا عاما عن جميع المعتقلين السياسيين وشكل هيئة للحوار الوطني ولجنة لوضع قانون جديد للاعلام. وعلى الصعيد الميداني قتل 45 مدنيا على الأقل أمس الأول في هجوم بالدبابات شنته القوات السورية للسيطرة على حماة، حسب ما أفادنا ناشطون سوريون أمس. وقال شهود عيان «إنّ أعدادا كبيرة من السكان بدأت بالنزوح الى خارج المدينة هربا من العمليات العسكرية وقصف الجيش للمدينة». كما ذكرنا ناشطون أن قوى الأمن تشنّ حملة اعتقالات واسعة في محافظة حماة وتطلق النار من الحواجز لمنع السكان من النزوح. وتركز القصف على حيّ القصور والحميدية الى جانب أحياء أخرى حيث دمّر عدد من المنازل... وفي وقت سابق قال سكان في حماة إن الدبابات تقدّمت الى وسط المدينة أول أمس واحتلت الميدان الرئيسي الذي شهد بعضا من أكبر الاحتجاجات ضدّ الأسد في انتفاضة بدأت قبل خمسة أشهر للمطالبة بالحرّيات السياسية. وأضافوا أن قناصة انتشروا على أسطح المباني وفي قلعة حماة... وقالوا إنّ القصف تركز في حي الحاضر الذي دمّرت أجزاء كبيرة منه في عام 1982 عندما اجتاحت القوات الموالية للرئيس الراحل حافظ الأسد حماة لسحق متمرّدين وقتلت آلاف الأشخاص. وفي مدينة حمص شوهدت مروحيات عسكرية فوق المدينة فيما طوّقت قوى الأمن منطقة باب السباع بعد خروج مظاهرات حاشدة من حي الملعب. وقال ناشطون إنّ ثلاث حافلات محملة بالأمن وسيارة مصفحة توجهت الى المنطقة حيث سمع اطلاق نار... كما خرجت مظاهرات في منطقة الزيداني بريف دمشق قرب الحدود مع لبنان... كما عمت المظاهرات اللاذقية ودرعا وعربين والكسوة وداريا وتحدث ناشطون عن هجوم للأمن السوري وما يعرف ب«الشبيحة» على المتظاهرين بالرصاص الحي والقنابل الصوتية والمسيلة للدموع...