يستقبل قسم الإستعجالي بالمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة بالمنستير سنويا أكثر من 90 ألف مريض بمعدل 240 مريضا في اليوم الواحد وهو ما أهله إلى أن يحتل مرتبة متميزة في المنظومة الصحية ببلادنا وهي المرتبة الثانية بعد مستشفى شارل نيكول بالعاصمة وذلك اعتبارا لقيمة ونوعية الخدمات التي يقدمها لمختلف الزائرين. وكثيرا ما كان هذا القسم الحيوي محل تذمرات المرضى وأهاليهم الذين يعتقدون أن جودة الخدمات المسداة من الإطار الطبي وشبه الطبي لا ترقى إلى سمعة المستشفى من جهة ولا إلى التطور الكبير الذي شهدته ولاية المنستير على مستوى الكثافة السكانية من جهة أخرى... وقد أدى السيد هشام الفراتي والي المنستير خلال الأيام الأخيرة زيارة إلى قسم الاستعجالي طاف خلالها بمختلف الأقسام وعاين ظروف العمل بها كما اطلع على نوعية الخدمات المسداة لفائدة المواطنين الذين يتضاعف عددهم في فصل الصيف وعلى الاكتظاظ الذي يشكو منه هذا القسم الحيوي الذي يمثل الواجهة الأولى للمنظومة الصحية بالمستشفى الجامعي. وقد استغل الدكتور رياض بوكاف مساعد رئيس قسم الطب الإستعجالي زيارة الوالي ليبسط ابرز النقائص التي يشكو منها القسم والمتمثلة بالأساس في النقص الواضح في الموارد البشرية من إطار طبي وشبه طبي ( يضم أربعة متعاقدين والكثير من المتطوعين ) بالإضافة إلى تقادم التجهيزات الطبية التي آن الأوان لتجديدها وتغييرها بأخرى أكثر تطورا وشدد السيد بوكاف على ضرورة بعث وحدة ثانية للإسعاف الإستعجالي كما لم يخف ما يتعرض له العاملون بالقسم من مضايقات وتهديدات واعتداءات لفظية وحتى بدنية من بعض المرضى وأهاليهم مما جعله يطالب بتوفير الحماية الأمنية لهم بما يساعدهم على القيام بمهامهم على الوجه الأكمل وفي ظروف مريحة. ومن جهته أكد الوالي على أهمية الدور الذي يقوم به القسم الإستعجالي في المنظومة الإستشفائية وثمن المجهودات الكبيرة المبذولة من قبل العاملين فيه داعيا إياهم إلى مزيد التحلي بالصبر تجاه المواطن والعمل على تحسين العلاقة معه مع الحرص دائما على المحافظة على جودة الخدمات التي يقدمها القسم لفائدة الحالات الاستعجالية الواردة عليه والتي عادة ما يصحبها التوتر والانفعال. وللإشارة فإن جناح الإستعجالي الذي تم إحداثه سنة 2006 شهد تطورا على مستوى الأقسام حيث تم تركيز وحدة للآلام الصدرية بكلفة 20 ألف دينار وتهيئة مقر جديد لوحدة الإسعاف الطبي الإستعجالي بقيمة 50 ألف دينار فيما انطلقت أشغال تهيئة قسمي الإنعاش الطبي والإنعاش والتخدير بكلفة مليونين و400 ألف دينار على أن يكونا جاهزين في بداية السنة المقبلة إلى جانب إتمام تهيئة قسم العظام بكلفة 350 ألف دينار وبناء القسط الثاني من الصيدلية بقيمة 150 ألف دينار فيما سيتم قريبا دعم تجهيزات المستشفى الجامعي فطومة بورقيبة بجهاز للقسطرة بقيمة مليون و500 ألف دينار إلى جانب تركيز آلة تصوير بالرنين المغناطيسي بقيمة مليون دينار.