على سفح جبل الرصاص ترتفع الأبراج الخرسانية شاهقة تكاد تعانق الجبل الشاهق المجاور. وعلى مساحة عدة هكتارات تمتد الانشاءات الخاصة ببناء مصنع من أكبر مصانع الاسمنت في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، ويقول العارفون بقطاع الاسمنت ان هذا المصنع هو الأول انتاجا ليس في تونس فحسب بل وكذلك في القارة السمراء... ويستمد هذا المصنع قوته من خاصية قلما تتوفر لمثل هذه المصانع، وهي توفر المادة الأولية على عين المكان ولا يحتاج الأمر الى توريدها أو جلبها من أماكن بعيدة ذلك ان المكان يحتوي على مخزون هائل من مادة الطين التي تدخل في مكونات الاسمنت بالاضافة الى الحصى الموجود بكميات هائلة في المقطع المجاور والذي هو تحت تصرف المصنع، وان توفر المادة الأولية من طين وحصى على عين المكان من شأنه ان ينعكس ايجابا على انتاجية المصنع عند انطلاق نشاطه في الأشهر القادمة.وقد تقدمت اشغال بناء المصنع أشواطا هامة سواء في مجال البنية التحتية أو بناء الابراج العالية المخصصة لتخزين الاسمنت قبل التسويق، أو كذلك أشغال بناء الانشاءات التي ستضم التجهيزات والآلات وغير ذلك مما يدخل في عملية الانتاج.وقد جاء هذا المشروع الذي تنجزه شركة تركية ليساهم اسهاما كبيرا في ايجاد حل لظاهرة البطالة التي كانت مستفحلة في المنطقة حيث استوعب مشروع بناء المصنع اعدادا كبيرة في ابناء الجهة وخصوصا الشباب منهم، وقد تم الى حد الآن انتداب حوالي 700 شاب في مختلف الاختصاصات من الحراسة والبناء والكهرباء والحدادة والميكانيك وسياقة الشاحنات والآلات الثقيلة وقد وضع معتمد مرناق بالتنسيق مع لجنة حماية الثورة بمرناق من جهة، والشركة التركية وشركة اسمنت قرطاج من جهة أخرى آلية فعالة للانتداب تأخذ في الاعتبار الأولوية والجدارة لتنظيم عملية الانتداب، وقد اعطت هذه الطريقة أكلها وقضت على الفوضى ونالت رضا طالبي الشغل.ومن المنتظر ان يزيد عدد العمال في مصنع اسمنت قرطاج عند اكتمال الاشغال ودخول المصنع طور الانتاج حيث يقول مسؤول في الشركة ان المصنع سيكون قادرا على تشغيل حوالي 1200 عامل في مرحلة أولى، على ان يزداد العدد الى الضعف تقريبا عند بلوغ المصنع طاقته الانتاجية القصوى في مرحلة ثانية، وهو ما سيمثل مصدرا هائلا لتشغيل ابناء الجهة اضافة الى مقطع الحجارة المجاور الذي يشغل حاليا حوالي 500 عامل ومن المنتظر ان يرتفع عددهم بدخول المصنع طور الانتاج في غضون عام 2012، وهو ما من شأنه ان يقلص البطالة بالمنطقة الى حدودها الدنيا.