أن تجد نفسك في نفس مكان العرض الموسيقي وفي نفس الموعد المعلن عنه مسبقا ولكن أمام عازفين غير عازفي الفرقة المذكورة قد يعدّ من الأمور الشبه طبيعية في ظلّ طغيان ظاهرة «العرابن». هذه ملامح الوضعية التي وجدنا أنفسنا فيها في إحدى سهرات مهرجان المدينة مساء الأحد بدار الثقافة أكودة حيث ينصّ برنامج السهرة الذي مدتنا به المندوبية الجهوية للثقافة بسوسة على أن العرض المبرمج هو ل«فرقة الكرامة لوليد المليشي حرفيا كما جاء في النسخة التي تسلمناها لبرنامج ليالي رمضان بولاية سوسة ولكن تفاجأنا بوجود فرقة أخرى من مدينة صفاقس تدعى «الكرامة» بعازفين آخرين وهم فلاح خالص(العود)، فريد بن عمر(كمنجة)، مالك الجديدي (بيانو)، لسعد بن عبد الله(ايقاع)،وليد بن عبد الله (ايقاع)، نادية خالص (مغنية) بقيادة أيمن بن عطيطالله والذي أمدنا بقائمة زملائه مقدما نفسه كمشرف على الفرقة والتي يتصرف فيها كما ذكرلنا متعهّد الحفلات خالد القلال. من صاحب «الكرامة» الأصلي ؟! كان من المفروض تشجيع هذه الفرقة الشابة على اجتهادها والتي لم يتجاوز عمرها خمس سنوات كما أعلمنا قائدها ولكن ليس على حساب مجهود وسمعة فرقة «الكرامة» المعروفة التي في جرابها سنوات من النضال الفني و كانت «الشروق»قد التقتها في أول عروضها بسوسة منذ الثورة المباركة و تحدثت مع عناصرها و منهم الأستاذ وليد المليشي اصيل مدينة سوسة حيث حرصت هذه الفرقة على تجميع مختلف الولايات في نفس الفرقة إضافة إلى خطّها الفني المدروس البعيد عن المنطق التجاري الإستغلالي حتى انها لا تتقاضى معلوما ما عدا التنقل حسب ما أكدها لنا البعض من عناصرها وبالتالي يبقى السؤال المطروح هل تم استعمال اسم هذه الفرقة لصبغة تجارية أم عن حسن نية و ما هو موقف القانون في ذلك خاصة أن قائد الفرقة لا ندري ان كان ممكن تسميتها «كرامة2» العازف أيمن بن عطيطالله أكّد لنا أن فرقته قانونية عكس الفرق الأخرى بل واستفسر منا كيف يتعامل من حيث الأمور القانونية لتتبع هذه الفرقة التي لا تملك شرعية حمل اسم «الكرامة»! على حد تصريحه مضيفا «العديد من الفرق في صفاقس غير قانونية والعديد يحملون اسم»الكرامة» ونحن فرقة محترفة نقدم الفن الملتزم والصوفي والطربي وكل شيء...»!!! بين الإنذهال و الإستياء ! أمام ما انكشف تفاجأ مدير المهرجان وانذهل قائلا: «أنا أعرف وليد المليشي(أحد أعضاء الفرقة الأصلية) اعتقدت أن له التزامات عائلية منعته من الحضور ولم اشك لحظة أن هذه الفرقة ليست الفرقة الرائجة الشهرة وعندما تم اقتراحها وافقت على أساس أنها فرقة «الكرامة» التي أسمع بها وليست الفرقة التي تواجدت الليلة»، اتصلنا بالأستاذ وليد المليشي الذي استنكر ما حصل بكل استغراب مستاء مما بدر من هذه الفرقة وحول ادراج اسمه ضمن جذاذة عروض مهرجانات المدينة لولاية سوسة الصادرة عن المندوبية الجهوية للثقافة بسوسة قال: «وضعنا ملفا باسم فرقتنا وهي فرقة «الكرامة» والتي سبق لها أن عرضت في العديد من المرات بسوسةالمدينة وبعدة معتمديات من الولاية ولكن لم تتم برمجتنا في أي مكان بولاية سوسة خلال شهر رمضان وإني استغرب مما حصل». و إن كنا لا نميل إلى لعب دور الكاشف عن المخالف من غيره فإن ما خلّف الإستياء حقا هو تهميش نوعية فنية عرفت بالدفاع عن قضايا الإنسان وتعرية الواقع بمختلف مجالاته واستغلال بعض الأغاني برتبة روائع وطنية للمتاجرة السخيفة واستغلال مشاعر المتفرج الذي احتار في معرفة من صاحب «الكرامة» ومستفسرا هل من الممكن تعدد الكرامات في لحظة قلنا إن واقع الإنفلات فات !