منطقة قصر الحجام المتاخمة قرب عمادة برج المسعودي تحتوي على عدد محترم من العائلات لكنها ظلت لسنوات تجاهد من أجل توفير شربة ماء رغم الحلول المتوفرة للقطع نهائيا مع هذا العناء زادها مشقة المسلك الفلاحي ورداءة الطريق في فصل الشتاء. فهذه المعاناة لازمت أهالي منطقة «قصر الحجام»لسنوات بالرغم من عديد الشكايات والمراسلات التي وجهوها للسلط المعنية في العهد السابق للحد من معاناتهم اليومية لكن كل توسلاتهم لم تجد سوى سلة المهملات. البعض من اهالي المنطقة تحدثوا «للشروق»مؤخرا مبينين أنهم حرموا منذ عدة سنوات من ابسط ضروريات العيش الكريم المتمثل في توفير الماء الصالح للشراب ويضيفون بأن فلذات اكبادهم ذاقت الامرين وهم يكابدون العناء والشقاء فوق الاحمرة والبغال من أجل العودة ب«قران» ماء كما يقال او بحمولة لايتجاوز استهلاكها اليوم الواحد. ويضيفون بأنهم يقطعون يوميا مسافة ال4كلم ذهابا وايابا وذلك من أقرب نقطة بالنسبة لمقر سكناهم وهي منطقة برج المسعودي. فمثل هذه العملية تتكرر معهم على مدار ايام السنة سلاحهم في ذلك الصبر الى حين حلول ساعة الفرج. إشكالا اخر لايقل أهمية عن الأول كان مصدر قلق دائم طيلة فصل الشتاء وخاصة عند تهاطل الامطار متمثلا في الطريق الفرعية الرابطة بين منطقة برج المسعودي ومنطقة حمام بياضة على مستوى وادي روية حيث يوجد منحدر بالطريق يمر عبره الوادي كثيرا ما كان سببا في تعطيل حركة المرورمما يؤدي في الكثيرمن الاحيان الى عزل المنطقة عن العالم الخارجي وكل ذلك بسبب فيضان الوادي مما يعسر عملية المرور بالنسبة لكل وسائل النقل بمن فيهم الحافلة التي تقل التلاميذ سواء للمدرسة الاعدادية ببرج المسعودي او للمعاهد الثانوية بالكريب المدينة. فبالرغم من اهمية الامطار بالنسبة لاهالي المنطقة الا أنهم بمقتون هذا الفصل الذي اصبح بالنسبة اليهم مصدر قلق دائم من جراء ما يسببه الوادي من تعطيل لقضاء شؤونهم والتعطيل المتكرر لدروس ابنائهم.فالصيف بالنسبةلاهالي منطقة قصر الحجام كابوس مفزع من جراء ندرة الماء الصالح للشراب مشفوعة بلفيح الشمس القوية وشتاؤهم مصدر قلق لأنه سيعيقهم عن التطلع الى العالم الخارجي وسيتسبب في حرمان تلاميذ المنطقة من مسايرة الدروس. الاهالي تحدثواعن امكانية وجود حل يتمثل بالنسبة للماء الصالح للشراب في اقامة حنفية عمومية على مقربة من منطقة قصر الحجام تقي الاهالي من مشقة التنقل التي اثقلت كاهل ابنائهم يوميا. اما الحل الثاني لمشكل وادي روية فيتمثل في اقامة جسرصغير على مستوى منحدرالطريق الفرعية يسهل على كامل متساكني المناطق الخلفية للوادي قضاء شؤونهم في أفضل حال وخاصة منهم التلاميذ. فالتنمية الحقيقية التي نادت بها الحكومة المؤقتة تمر حتما من خلال تحسين ظروف عيش المناطق الداخلية التي ظلت تنتظر هذه اللحظة التاريخية منذ نصف قرن لاسترجاع حقهم في العيش الكريم شأنهم شأن بقية المناطق الاخرى.