رجّح مقاتلو المجلس الانتقالي تواجد العقيد الليبي معمّر القذافي في بلدة «بني وليد» الصحراوية في ظل أنباء شبه مؤكدة عن رفض الجزائر إيواءه بعد استقبال أفراد من عائلته. وأورد قائد عسكري رفيع في المجلس الانتقالي أمس أن الزعيم المخلوع معمر القذافي موجود في بلدة «بني وليد» الصحراوية الواقعة على بُعد نحو 150 كيلومترا الى الجنوب الشرقي من طرابلس. ثلاثتهم في «بني وليد» وقال منسق غرفة العمليات العسكرية بطرابلس عبد المجيد لوكالة «رويترز» إن شخصا وصفه بأنه موضع ثقة أكد للمجلس أن العقيد ذهب الى «بني وليد» صحبة ابنه سيف الاسلام ورئيس مخابراته عبد الله السنوسي وذلك بعد 3 أيام من سقوط طرابلس في يد الثوار. كما أشار رئيس الشؤون العسكرية بالانتقالي عُمر الحريري الى ان القذافي مختبئ على الأرجح في مدينة «بني وليد». وأضاف ان إلقاء القبض على العقيد بات الهدف الرئيسي للثوار وأنه سيُقتل في حال عدم استسلامه لهم. وقال في هذا السياق التبريري: «إنه يقتلنا، إنه مجرم وخارج عن القانون في جميع انحاء العالم اذا لم يستسلم المجرم فمن حق من يفرضون احترام القانون قتله»، حسب تعبيره. وعلى الرغم من هذه اللهجة التصعيدية فإن الثوار لا يفكرون حاليا على الأقل في الحسم العسكري ضد «بني وليد» خاصة وأنها معقل كبرى القبائل الليبية و«ورفلّة» التي تدين بالولاء للعقيد. كما يحول انحدار أكثر مقاتلي الانتقالي الى تلك المدينة دون اللجوء الى الحل العسكري معها. ونقلت مصادر اعلامية متطابقة عن مصدر بالانتقالي العسكري قوله: إن الامر بيد أبناء «بني وليد» وليس بيد اي طرف آخر. كوماندوس بريطاني وتتعارض هذه التصريحات مع تقرير اعلامي بريطاني كشف عن تعقب قوات بريطانية خاصة للعقيد معمر القذافي. ونقل تقرير لقناة «آي. تي. في» الاخبارية البريطانية عن مصدر بريطاني قوله: إن أعدادا كبيرة من القوات البريطانية الخاصة (إس. إيه. إس) تستخدم قطعا بحرية راسية قبالة الساحل الليبي لإطلاق عمليات بحث عن العقيد وعن شبكة أنصاره. وأضاف أن فريقا أقل عددا يعمل انطلاقا من بنغازي في الشرق. ورفضت وزارة الدفاع البريطانية تأكيد التقرير او نفيه مشيرة الى انها لا تعلق على العمليات الخاصة. فيتو جزائري ضد القذافي في هذه الاثناء ذكرت صحيفة جزائرية أمس أن الجزائر رفضت استقبال العقيد معمر القذافي على ترابها، مضيفة انه كان موجودا بمدينة «غدامس» الحدودية مطلع الاسبوع الجاري وحاول الدخول مع بعض أفراد عائلته الى الجزائر. ونسبت صحيفة «الوطن» الصادرة باللغة الفرنسية أمس الى مصادر وصفتها بالمقربة من الرئاسة الجزائرية تأكيدها أن القذافي كان موجودا ب«غدامس» وحاول التفاوض للدخول الى الجزائر من خلال اتصاله هاتفيا بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي رجح المصدر ان يكون رفض الرد على مكالمة العقيد. وأورد المصدر أن أحد مستشاري بوتفليقة اعتذر للقذافي وأبلغه أنه مشغول بالأحداث الارهابية الاخيرة التي شهدتها الجزائر. وأشارت «الوطن» الى ان دخول بعض أفراد عائلة العقيد الى الجزائر تم بموافقة وضمانات بعض أعضاء المجلس الانتقالي. وأضافت ان الجزائر لا تستبعد تحالف العقيد مع تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي كآخر الحلول. وفي ذات السياق، أكد وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي ان بلاده لم تفكر اطلاقا في استقبال العقيد على الرغم من إيواء عدد من أفراد عائلته. وأفاد مدلسي ان فرضية مجيء العقيد لم تُطرح لدينا. وربط ذات المتحدث بين اعتراف بلاده بالمجلس الانتقالي وتشكيل حكومة تمثيلية في ليبيا تمثل كل حساسيات المناطق. ونفى وجود اي التباس في موقف بلاده من ليبيا، وذلك في سياق رده على وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الذي اتهم الجزائر بتبني موقفا ملتبسا خلال النزاع في ليبيا.