عدّة أحداث وتطوّرات وضعت «حزب الوطن» في وضعية صعبة جدّا، بدءا من «الاستقالة المفاجئة لأمينه العام الأوّل أحمد فريعة وصولا إلى ولوج أروقة القضاء بعد انقسام قيادة الحزب إلى شطرين الأوّل يقوده محمّد جغام والثاني يترأسه محمّد البشير محلّة. بقاء الخلاف الداخلي لحزب الوطن مفتوحا أمام القضاء في انتظار انعقاد جلسة أواسط الشهر الجاري وما قد تؤول إليه حول الشرعيّة القانونيّة لهذا الشق أو ذاك ، هذه الوضعية القضائيّة تجعل الطريق أكثر من معقّدة أمام هذا الحزب للمشاركة الانتخابيّة «المنفردة» في ظل التهديدات بالرفض لبعض القائمات في حال وجود منافسة بين الشقين، إذ وكما أشارت إلى ذلك «الشروق» سابقا فإنّ حزب الوطن هو أحد خمسة أحزاب مهدّدة بفقدان مواقع انتخابية لها نظرا لوجود انقسام في القيادة وهو ما يجعل من تقديم قائمتين بنفس اللون الحزبي في دائرة واحدة أمرا مرفوضا ومستحيلا من الناحية القانونيّة والإجرائيّة. هذه الوضعية «المعقّدة» أضعفت من حظوظ «حزب الوطن» للتواجد في مختلف الدوائر الانتخابيّة ومع ما يروج من «انتقال» عدد من إطارات وكوادر الحزب خاصة في الجهات الداخلية إلى وجهات أخرى (منها أساسا الاتحاد الوطني الحر لسليم الرياحي) ، فإنّ «حزب الوطن» (شق جغام ) يعمل ما في وسعه من أجل إنجاح التحالف الّذي تمّ الإعلان عنه مؤخرا مع عدد من الأحزاب الدستوريّة بل ربّما لم يبق له إلاّ ذلك السبيل لكسب بعض المواقع في المجلس الوطني التأسيسي.