تعاني الكنيسة الكاثوليكية من الجمود وغياب الاصلاحات ومن الكثير من الفضائح الجنسية... وأمام عجز «الفاتيكان» بادر كهنة نمساويون بإعلان تمرد هو الأول من نوعه الذي يواجهه «الفاتيكان الحديث». لقيت دعوة الى العصيان أطلقها كهنة نمساويون يريدون اصلاحات دعم الرأي العام وأثارت استياء الكنيسة الكاثوليكية التي أضعفها أصلا ابتعاد المؤمنين بعد سلسلة من فضائح الاستغلال الجنسي. وكشف استطلاع للرأي نشرت نتائجه مؤخرا ان حوالي ثلاثة أرباع النمساويين يرون ان مطالب الكهنة «عادلة» بعد اعلانهم انهم يتحدّون قانون روما وسلطة البابا. وكان الكهنة قالوا في بداية «تمردهم» في جوان الماضي «في كل قداس (صلاة) سندعو الى اصلاح الكنيسة». ويفترض ان يكون موضوع تمرد الكهنة النمساويين على جدول أعمال المحادثات التي ستجري الأسبوع القادم في مقر الفاتيكان بروما بين البابا بنديكتوس السادس عشر ووزير الخارجية النمساوي مايكل شبيندلغر. ويطالب الكهنة «المتمردون» بالسماح بسيامة النساء والمتزوجين (اي وجود كهنة من النساء والمتزوجين) وهما امران تحرّمهما الكنيسة الكاثوليكية. وحصلت دعوة التمرد على دعم حوالي 330 كاهنا كما ذكر موقع «مبادرة الكهنة» الالكتروني الذي أطلق عام 2006 كما حصل المتمردون على دعم غير متوقع من انسلم تسيلر أعلى رجل دين في واحد من أديرة البندكتيين وقال الأخير في تصريح صحفي: عندما يدعو كهنة الى العصيان فهذا حدث مثير للقلق. وبالمقابل تواصل «أغلبية» من الكهنة تأييد الفاتيكان ولم يستبعد أحد كبار الكهنة النمساويين فرض عقوبات على المتمردين باعتبار ان «من يتخلى عن مبدإ الطاعة يدمّر الوحدة». وتواجه الكنيسة الكاثوليكية في النمسا أزمة غير مسبوقة بعد فضائح الاستغلال الجنسي للأطفال في المؤسسات الدينية. وأفادت الاحصاءات الأخيرة التي جمعتها الأبراشيات ان عدد المؤمنين الذين يحضرون القداس تراجع بنسبة 64 بالمائة العام الماضي وهو أمر لا سابق له منذ 1945.