يدرك أبناء نبيل معلول أن مراحل حسم البطولات الكبرى لا تقبل فيها المباريات القسمة على اثنين لذلك سيحاولون اليوم الاطاحة بالهلال السوداني في عقر داره للاطمئنان بصفة مبكرة على التأهل لنهائي رابطة أبطال إفريقيا. اقتربت مسابقة رابطة أبطال إفريقيا من محطتها الأخيرة وهو ما جعل الترجي الرياضي يطلق إشارات التحذير الى جميع منافسيه على هذا اللقب القاري حيث قدم زملاء بن شريفية عرضا رائعا أمام الأهلي المصري أكدوا من خلاله أن «الأصفر والأحمر» مصمّم على الوصول الى نهائي رابطة الأبطال والذي لن يمنحه فرصة التتويج باللقب الذي ظل بعيدا عن خزائنه منذ عام 1994 فحسب ولكن سيمكنه أيضا من معانقة العالمية بما أن الفائز بهذه المسابقة سيتحصل على تأشيرة المشاركة في «مونديال» الأندية باليابان لذلك سيسعى الترجيون اليوم الى تجاوز عقبة «أم درمان» أمام «هلال السودان» الذي عادة ما يتعملق كلما لعب أمام جماهيره وعلى أرضه التي جعل منها «مقبرة للأبطال» بما أنه سبق أن أكد أنه لا يقهر على أرض «صقور الجديان» غير أن الترجي الذي سبق أن حطم أسطورة «ملعب النار والانتصار» التي كثيرا ما ردّدها جمهور سطيف الجزائري لن يستطيع اليوم التحليق في «الهلال» فحسب وإنما بإمكانه أن يؤجل ظهوره في سماء القارة السمراء الى أجل غير مسمى طالما أن نبيل معلول وعد الجمهور بزحف «هلالي» مضاد والذي لن يتحقق إلا بعرق الرجال والابتعاد عن فخ الاستسهال حتى وإن كان الهلال في أتعس حال بعد أن هدّد قائده بالاعتزال كما أن الانتصار الصعب الذي حققه «الهلاليون» مؤخرا أمام أهلي شندي، الذي يدربه التونسي محمد الكوكي قد لا يعكس حقيقة الامكانات التي يتمتع بها أبناء المدرب الصربي «ميشو» وقد قال الكوكي عن مقابلة الترجي والهلال «إنها مواجهة صعبة على الطرفين» وهو ما يؤكد أن الهلال يبقى من الأندية القوية ولو أن الترجي يدخل مباراة اليوم بأسبقية معنوية بعد أن سارت الجاذبية عكس اتجاه «الهلال» الذي انحنى أمام «اينمبا النيجيري» في دوري المجموعات عندما استضافه بالسودان وهو ما يعني أن «مقبرة الأبطال» تتحول الى مجرد وهم إذا واجه الهلال بطلا حقيقيا كما هو الشأن بالنسبة الى الترجي الرياضي الذي استفاد جيدا من أخطاء الماضي القريب واطلع معلول على امكانات الهلاليين وعرف أنها تكمن في تشديد الخناق على اللاعبين هيثم مصطفى و«سادومبا» وكشف له صديق بعض التفاصيل الفنية الأخرى عن فريق الملايين الذي ستكون جماهيره ممنوعة اليوم حسب اللجنة المنظمة من اشعال الأوراق فوق المدرجات ولئن وعد رئيس الهلال أبناءه بحوافز مالية استثنائية في صورة إطاحتهم بالترجيين فإن هيئة فريق «باب سويقة» مكّنت لاعبيها من الاقامة في أفخم فنادق السودان وأغدقت عليهم الكثير من الأموال في سبيل الظفر برابطة الأبطال.