القصرين (الشروق): من مبعوثنا فاضل الطياشي تبدو مدينة القصرين بعد 5 أيام من انطلاق الحملة الانتخابية هادئة ..جميلة ..كثيفة الحركة في النهار ..جدران المباني بدأت تدريجيا تسترجع بياضها بعد ما لحقها من سواد أيام الثورة ..وأبواب المحلات والمتاجر والمباني الادارية مفتوحة بعد أن أغلقت لأيام ..آثار أحداث الثورة في القصرين مؤلمة لكنها جميلة في الآن نفسه ..مؤلمة لأنها تذكر عدة عائلات بسقوط عدد من أبنائها شهداء وجرحى ..وتذكر آخرين بتعرض ممتلكاتهم للنهب والسرقة والحرق ..لكنها جميلة لانها تخلد لواحدة من فترات الثورة التي عجلت برحيل بن علي ظالم القصرين طيلة 23 عاما ..وجميلة أيضا لأنها تتوسط إلى اليوم الحملة الانتخابية لتكون بمثابة ناقوس ساعة «البيغ بان» في لندن الذي يدق كل ساعة مذكرا ..مذكرا المترشحين للتأسيسي من أبناء الجهة بجملة المشاغل التي قامت بسببها ثورة القصرين ..والمتواصلة إلى الآن بلا جديد ..ومن أهمها البطالة والفقر وغياب التنمية والترفيه أسباب العيش الكريم بالجهة .. كلمات وعبارات كثيرة كتبها أبناء الجهة على الجدران أيام الثورة وبعدها ..كتبوها بكل الألوان وظلت قائمة إلى اليوم ....بقيت عزيزة على القلوب ولم يشأ كثيرون فسخها أو إزالتها ..أعود وأقول «تتوسط الحملة الانتخابية» إلى جانب معلقات القائمات المترشحة وكأنها هي أيضا ببيانات انتخابية لكن ليست حزبية ..بل بيانات شعبية يقول من خلالها شعب القصرين لمترشحي التأسيسي «تلك بياناتنا الانتخابية..تلك مطالبنا قرأنا وفهمنا بياناتكم ..فاقرؤوا وافهموا بياناتنا». أبناء تالة: لا للمتاجرة بدماء شهدائنا..وليست لنا ثقة في الأحزاب تالة (الشروق): أثناء زيارتنا إلى مدينة تالة وجدنا أن هناك رفضا كبيرا للأحزاب السياسية... ولا أدل على ذلك من الانتخابات التي وقعت بداية شهر سبتمبر 2011 لاختيار النيابات الخصوصية للبلدية . فهذه الانتخابات التي شارك فيها قرابة 1400مواطن أفرزت نتائجها عدم حصول أي حزب على أي مقعد من المقاعد الثمانية التي فازت في هذه الانتخابات... أغلب الذين استجوبناهم يرون أن الأحزاب الموجودة على الساحة حاليا قد تاجرت بدماء شهداء تالة الذين أسقطوا نظام بن علي القمعي الذي لم يتمكن ب 1500عون أمنى من إخماد الثورة بها... بل بالعكس فقد انسحبت القوات الامنية هاربة أمام أبناء هذه المدينة بصدورهم العارية وهم يحملون بقايا حجارة الرخام التي استعملوها للدفاع عن أنفسهم ...هذا الرخام ثروة معتمديتهم الذي نهب منهم وذهبت أمواله إلى جيوب المقربين من نظام بن علي ...كما كان حي «النجارية» حيث التهميش والفقر والخصاصة قلعة حصينة أمام دخولها من البوليس رغم ما توفر لهم من عتاد وأسلحة وكلاب ودراجات ونخب مختصة في قمع المواطنين . أبناء تالة مازال سؤال كبير يحيرهم إلى الآن : أين نحن في أذهان هؤلاء السياسيين والأبطال والثوار الذين أتوا بعد الثورة ؟ وأين نحن أيضا في برامج الحكومة الموقتة ؟...ويعتبرون أن لا شيء تغير... فحتى الأمن الذي طالبوا بتوفيره بالمدينة بعد الإمضاء على عريضة في الغرض من قرابة 4000 مواطن مازال غائبا...وبقيت تالة منذ ما قبل 14 جانفي تحرس نفسها بنفسها... وأثبتت للجميع أن أبناءها على درجة كبيرة من الوعي فلم تحرق ولم تخرب بها المؤسسات الحكومية ولا الأملاك الخاصة وحتى من قام ببعض التجاوزات تصدى له المواطنون وحملوه إلى الجيش مثل حادثة سرقة جرار البلدية الذي ارجع إلى مكانه بفضل مواطنو المدينة ...أبناء تالة يقولون «نحن لسنا في حاجة إلى صدقة وحافلات محملة ببعض الأطعمة والأفرشة والتي قامت بها بعض الأحزاب السياسية بعد الثورة للمتاجرة بدم شهدائنا... فدم شهدائنا غال وكرامتنا أغلى وصبرنا اكبر وما زلنا صابرين ..نريد وعودا حقيقية لإخراج هذه المنطقة من التهميش نريدوعودا صادقة حتى ولو أنجزت بعد نصف قرن آخر... أما هذه الأحزاب التي تتشدق بالوعود والأحلام الوردية ...فنحن علمنا التاريخ أن الوعود لن تأتي بالتنمية...لان مثل هذه الوعود سمعناها من نظام بورقيبة وبعده بن علي ولكن لاشئ تحقق فنحن نريد أفعالا مجسدة على ارض الواقع». عبد الحميد حمدي الحملة الانتخابية في القصرين قائمة «الوطد»: «نحبو الزوالي يلقى باش يعيش والبطال يخدم» تونس الشروق القصرين: اختارت حركة الوطنيين الديمقراطيين تقسيم حملتها الانتخابية إلى جزأين : أول يمتد من 1 إلى 10 أكتوبر مخصص للتواصل المباشر مع المواطنين وتوزيع المطويات وتلصيق المعلقات والشعارات والثاني من 10 أكتوبر إلى نهاية الحملة ويعتمد على عقد اجتماعات شعبية عامة بجميع المدن والقرى والأحياء مع إمكانية حضور المنسق العام والناطق الرسمي باسم الحركة شكري بلعيد أحد هذه الاجتماعات. ووفق ما أفاد به السيد محمد الرحيمي رئيس القائمة المترشحة فقد ركز برنامج الحركة على هوية تونس (العروبة) ودينها (الإسلام) وأهم ما جاء فيه هو ضرورة المحافظة على ثقافة التداول السلمي والديمقراطي على السلطة عبر صناديق الاقتراع وفصل الدين عن السياسة وتحريره من التوظيف الحزبي وحياد الإدارة والمرافق العامة والمساواة أمام القانون وبين الجنسين ورفض العنف وتجريمه وتعزيز دور الجيش الوطني في حماية البلاد واحترام الدستور والمؤسسات الدستورية وتحييده عن الصراعات السياسية والحزبية. كما ركز البرنامج على نقطة تعد هامة باعتبارها سببا رئيسيا في اندلاع الثورة ألا وهي حق العمل ونبذ البطالة والحق في السكن والتعليم والنقل والعلاج المجاني. البيئة كانت إحدى الركائز الأساسية في برنامج الحركة من خلال التركيز على الحق في بيئة سليمة باعتبارها أحد مقومات الحياة الكريمة. كما تطرق البرنامج إلى ضمان الحق النقابي واستقلالية النقابات وحق الإضراب أما عن نوع السلطة فان الحركة تؤكد على سلطة تشريعية يجسدها برلمان تعددي أساسه التمثيل النسبي يمارس رقابة كاملة على أعمال الحكومة حتى لا نسقط في الدكتاتورية مجددا وسلطة تنفيذية ثنائية التركيبة برئيس منتخب مباشرة من الشعب بسلطات محدودة ومنحصرة في السياسة الخارجية والقيادة العليا للجيش الوطني وحكومة منبثقة عن أغلبية برلمانية مسؤولة أمام البرلمان ، قضائيا ركزت الحركة على ضرورة استقلالية القضاء وتشكيل محكمة دستورية لمراقبة دستورية القوانين والتشريعات. أما على المستوى الجهوي فقد ركزت على تشكيل مجالس جهوية في كل الولايات منتخبة طبقا للتمثيل النسبي مع تحديد نسبة لممثلي المنظمات والجمعيات وبحضور ومشاركة ممثلي الإدارات الجهوية مع ضمان صلوحيات واسعة لهذه المجالس علاوة على تشكيل مجالس محلية منتخبة في كل المعتمديات وإعادة هيكلة البلديات وتعميمها وإحداث مجالس قروية منتخبة وقد أفادنا رئيس القائمة أن الحركة انطلقت فعلا في تشغيل أبناء الجهة من خلال طبعها لكل معلقاتها في محلات الطباعة بالقصرين بالذات علاوة على توفير نصا باللغة العامية لتقريب البرنامج من المواطنين. رئيس قائمة «وطد»: لم نخالف القانون تونس الشروق القصرين: توضيحا لما نشرته الشروق بخصوص تجاوزات بعض الأحزاب المتمثلة في عدم احترام الأماكن المخصصة للتعليق إتصل بنا السيد محمد الرحيمي رئيس قائمة حركة الوطنيين الديمقراطيين (وطد) موضحا أن حركته لم تخالف القانون باعتبار أن قرارات الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تسمح للقائمات بتعليق أوراق تعرف بها (غير البيانات الانتخابية وأسماء وصور المترشحين) بغير الأماكن المخصصة للحملة الانتخابية ما لم تمر تلك المعلقات عبر وكالات اتصال أو وسائل إعلام ، وبناء عليه فإن المعلقات التي تحمل شعار «وطد» لا تخالف القانون. وأضاف أنه إذا ما رأت الهيئة الفرعية للانتخابات ضرورة ازالتها فنحن مستعدون لذلك تفاديا للدخول في المزايدات التي لا تخدم المشهد الانتخابي في الجهة. تالة: 6 قائمات فقط علقت بياناتها تونس الشروق تالة (القصرين): أفاد السيد عبد الباقي النمري عضو بالهيئة الفرعية المستقلة للانتخابات « الوحدة المحلية بتالة» بأنه لم تقع تجاوزات منذ انطلاق الحملة الانتخابية باستثناء تقطيع بعض الملصقات... ولكن هذه الظاهرة موجودة بكامل تراب الجمهورية... مضيفا أن 23 قائمة مستقلة ترشحت عن ولاية القصرين من مجموع 49 قائمة مترشحة للمجلس التأسيسي أما عن إحجام أغلبية المترشحين عن تعليق القائمات فمرده حسب ما قام به من اتصالات مع بعض الأحزاب والمستقلين هو عدم صرف المنحة المخصصة للحملة الانتخابية والضغط الكبير على المطابع. كما انه باتصال مستمر مع المراقبين للحملة الانتخابية لاحاطتهم علما بكل أخلال أو تجاوز يقع أثناء الحملة. وأثناء جولتنا بالمدينة كان الجو العام لا يوحي بأن هناك حملة انتخابية إلا الأرقام والمستطيلات المخطوطة على حيطان بعض المؤسسات العمومية باللون الأسود والمخصصة لتعليق الملصقات الخاصة بالقائمات المترشحة للمجلس التأسيسي... وقد رصدنا تعليق القائمات التالية حركة النهضة والحزب الديمقراطي التقدمي والجبهة الشعبية وحزب العمال الشيوعي التونسي وحركة الشعب الوحدوية التقدمية والتي يرأس قائمتها احد أبناء تالة السيد محمد نجيب النمري وحركة الوطنيون الديمقراطيون ويكون بذلك العدد الجملي الذي قام بالتعليق 6 قائمات من مجموع 49 قائمة وتبقى 43 قائمة لم تقم بالتعليق بعد.