في الوقت الذي توجهت فيه أنظار مراقبي الحملة الانتخابية بولاية منوبة الى تجاوزات الأحزاب وظاهرة تمزيق المعلقات برزت على الخط ظاهرة الدعوة لمقاطعة الانتخابات وهو ما اعتبرته الهيئة الفرعية المستقلة موقفا سياسيا يخرج عن إطاره. وقد تم الكشف عن ذلك في اللقاء الإعلامي الذي نظمته الهيئة عشية الأربعاء حول «الإطار القانوني للحملة الانتخابية وطرق تمويلها» وتضمن مداخلتين حول الإطار القانوني للحملة الانتخابية «الشروط والإجراءات « ثم طرق تمويل الحملة كما سلطت الضوء على عدة مسائل هامة متعلقة بالحملة الانتخابية . وقد انتقد عدد من أعضاء القائمات المترشحة أداء مراقبة التجاوزات مشيرين الى عدد من المخالفات التي لم يقع التصدي لها على غرار تعليق لافتات بالطريق العمومي واعلامات باجتماعات تتجاوز آجالها فضلا على تعمد تقطيع المعلقات المتعمد هذا الى جانب التقطيع العشوائي ودون أن يقصد من ذلك حزب أو قائمة بعينها محملين الهيئة مسؤولية سوء اختيار مواقع التعليق والتي كان اغلبها بأسوار مدارس ابتدائية وبعض المعاهد والتي يتعمد التلاميذ وبطريقة غالبا ما تكون عفوية تمزيق المعلقات وتشويه بعض الصور فيها بالدهن مع التعليق عليها بالبنط العريض بعبارات خادشة للحياء وباتهامات اعتبرها البعض تشويها للسمعة وقدحا لهم . هذا علاوة على وجود بعضها على سور مقبرة وجامع و أماكن معزولة لايرتادها الناخبون وفي مناطق ذات إمكانيات محدودة على غرار المناطق الريفية والتي كتب لها ان تظل مهمشة حيث تجاهلتها الأحزاب وظلت فضاءات التعليق بها خالية من المعلقات ,كما لمح البعض لبعض الممارسات التي تنتهجها بعض الأحزاب على غرار شراء الأصوات والذمم والتي اعتبرتها الهيئة اتهامات تتطلب أدلة وبراهين. وإضافة الى عدة مسائل متعلقة بطرق التمويل وحسابات مصاريف الأحزاب عبر البعض عن استيائهم من تأخر صرف منحة الدعم المخصّصة للأحزاب على البعض دون آخر وهو ماخلق انعدام توازن في الحملة حيث تواجد بعضها فى الساحة في حين لايزال البعض ينتظر الدعم والذي اعتبروه ضئيلا جدا خاصة وان ولاية منوبة شاسعة المساحة وتتطلب الحملة بها إمكانيات مادية هامة. وردا على جملة تلك الملاحظات والتساؤلات كشفت الهيئة الفرعية المستقلة للانتخابات التي يرأسها الأستاذ بسام الطريفي ان نسق الحملة الانتخابية اتسم ببطء ملحوظ وذلك على الرغم من العدد الكبير نسبيا من القائمات المترشحة البالغ عددها 73 قائمة ,كما سجلت جملة من التجاوزات والمخالفات في الحملة التي رصدها أعوان المراقبة والذي جندتهم الهيئة للمراقبة وعددهم 50 عونا حيث حررت بعض المخالفات كما وجهت تنابيه في الغرض الى الأحزاب وذلك عبر عدول منفذين وهي متعلقة بعدم التقيد بأماكن التعليق ونزع القوائم الانتخابية المعلقة وتمزيقها وأبدى أعضاءها استغرابهم من مثل هذه الممارسات التي لا تتلاءم مع أهداف الثورة ومع أخلاقيات مرحلة البناء الديمقراطي ,كما كشفوا عن مواجهتهم صعوبات في إيجاد فضاءات مناسبة للتعليق والتي تتسع ل73 قائمة. معطيات وارقام عن دائرة منوبة وفق المعطيات التي قدمتها الهيئة في عرض مفصل فقد كان عدد القائمات المترشحة 73 قائمة منها 45 حزب بنسبة 61,65 بالمائة و26 قائمة مستقلة بنسبة 35,61 بالمائة وائتلافين بنسبة 2,74 بالمائة. كما بلغ عدد المترشحين 511 مترشحا يتنافسون على 7 مقاعد بدائرة منوبة منهم 282 رجلا و229 امرأة التي كان نسبة ترشحها 44,82 بالمائة في حين كانت نسبة رئاستها قائمات 13,70 بالمائة حيث بلغ عددهن 10 نساء مقابل 63 رئيس قائمة . وحسب توزيع المترشحين حسب السن فقد بلغ عدد المترشحين الذين تتراوح اعمارهم بين23و25 سنة 37 مترشحا وبين 25و30 سنة 124 مترشح وبين 30,40 سنة 141 مترشح وبين40 و50 سنة 138 مترشحا واكثر من 50 سنة 71 مترشحا . هذا ومن المنتظر ان يتوجه 224413 ناخب منهم 138639 ناخب مسجل إرادي الى 199 مكتب اقتراع والتي ركزت جميعها في المدارس الابتدائية. منية القروي