توقفت حركة القطارات بين المنستيروسوسة والمهدية لعدة ساعات يوم الخميس الماضي بعد ان اعتصم المسافرون بمحطة مترو الساحل وحالوا دون السير العادي للقطارات التابعة لوحدة أحواز الساحل وتدخل السيد هشام الفراتي والي المنستير لارجاع الامور الى نصابها. ومن خلال التحاور مع بعض الحرفاء أكّدوا لنا انهم يشتكون من قدم المعدات وانعدام أسس السفر المريح بها. فالاكتظاظ على أشده والتكييف مفقود وخاصة في فصل الصيف حيث يغرق المسافر في بحر من العرق. كما اشتكى الحرفاء من التأخير المسجل في جل السفرات مع افتقاد مكونات السلامة. بين بين وقد رفعنا الأمر الى السيد عامر خلف الله المدير التجاري بوحدة أحواز الساحل للمترو فأفادنا بأن لدى الشركة 9 قاطرات من بينها 3 قاطرات جديدة دخلت حيز الاستغلال في أوت 2010. وتتميز بحداثة تجهيزاتها وبسرعتها وبفرملتها التي تمكنها من التوقف بعد بضعة أمتار بالاضافة الى طاقة استيعابها حيث تتسع الواحدة ل 1100 مسافر في حين تمتلك الشركة 6 قاطرات قديمة 3 منها حيز الاستغلال اليومي وقاطرة تخضع للصيانة اليومية ويقع استبدالها باحدى القاطرات المستغلة في حين توجد قاطرتان بورشات الصيانة من أجل اخضاعهما لصيانة معمقة على مستوى استبدال المحركات والكراسي والاضواء والدهن. وكل هذه القاطرات القديمة سواء منها المستغلة أو الخاضعة للصيانة الوقتية أو المعمقة يعود تاريخ دخولها الى الاستغلال الى سنة 1984. وهذا ما يجعل معداتها وآلياتها تتقادم وجودة خدماتها تتراجع بعد 27 سنة من الحركة المستمرة. استجابة للطلبات السيد عامر خلف الله أكد للشروق أن وحدة المترو بأحواز الساحل تسعى جاهدة لارضاء الحرفاء البالغ عددهم 25 ألف مسافر يوميا عبر 42 سفرة بين سوسةوالمنستير والمهدية نصفها مؤمن من طرف القاطرات الجديدة وأفادنا بأن السفرة تدوم 30 دقيقة بين المنستيروسوسة وساعة بين المنستير والمهدية. وحول موقف الشركة من تشكيات الحرفاء أفادنا المدير التجارب بوحدة أحواز الساحل للمترو بأن المسؤولين لم يبخلوا يوما على تحسين الظروف بالتقليص من التأخير من 4 دقائق الى دقيقتين ونصف، لكن قدم المعدات جعل التأخير للقاطرات القديمة يصل الى 20 دقيقة. أما على مستوى الاكتظاظ فإن اصرار الحرفاء على امتطاء القطار في ساعات الذروة من شأنه أن يزيد في الاكتظاظ خاصة وأن الحرفاء هم من الطلبة والتلاميذ الذين تبلغ نسبتهم حوالي 70٪ من المسافرين. وحول سؤال حول امكانية تدعيم الاسطول بقاطرات جديدة من شأنها ان تحسن الخدمات وتقلص من التأخيرات وتحد من الاكتظاظ أوضح لنا السيد عامر خلف الله أن الامكانيات المادية هي التي تحول دون اقتناء قاطرات جديدة التي تبلغ ثمن الواحدة منها 10 ملايين دينار.