نشرنا في عدد أمس وقائع عملية السطو على فرع بنكي بمدينة شربان التابعة لولاية المهدية عن طريق هجوم مسلح. ولمزيد المعلومات زرنا هذه المدينة والتقينا بعدد من الأطراف. في حدود الثامنة من مساء الثلاثاء 18 أكتوبر وصلنا الى هذه المدينة الهادئة كانت وحشة قاتلة تلفها وكان الحزن يخيم على أرجائها وكان الوجوم باديا على وجوه المتساكنين الذين لم يصدقوا ما عاشوه صبيحة ذلك اليوم. أمام الفرع البنكي وقبالته وفي المحيط القريب منه والموجود بشارع الحبيب بورقيبة وهو أهم شارع رئيسي بالمدينة مخلفات المعركة التي دارت بين أعوان الأمن وعنصري العصابة: بقايا الرصاص زجاج مهشم سيارتان مدمرتان. وفي بداية الزيارة التقينا بالسيد بوبكر العبيدي وهو ضابط شرطة مساعد الذي روى لنا صورة الحادثة فقال: شاهد المواطنون الذين كانوا موجودين بالقرب من الفرع البنكي سيارة على وجه الكراء من نوع سمبول تتوقف بالمكان وينزل منها شخصان ملثمان ودخلا البنك بسرعة وكانا يحملان سلاحا وقتها أدرك الناس أن الأمر يتعلق بمحاولة السطو على هذا الفرع البنكي فأسرع أحد المواطنين وهو المرحوم محسن حلايسية لاعلامنا فرافقته بسرعة ولما حللت بالمكان كان الشخصان الملثمان قد استوليا على مبلغ 120 ألف دينار بعد أن هددا رئيس الفرع وبقية الموظفين والحرفاء بالقتل ان هم حاولوا المقاومة وغادرا البنك، ولما شاهدنا وكانا يعرفانني بحكم أنهما من أصيلي الجهة أطلق أحدهما علي النار فأصاب مرافقي محسن حلايسية الذي استشهد في الحين ودخلنا في معركة حامية الوطيس خاصة بعد التحاق زملائي من أعوان الأمن، وقد تمكنا من اصابة أحد المعتدين في حين تحصن الآخر بمقر البنك وقد اضطررنا الى استعمال الغاز المسيل للدموع وقد أسفرت هذه المعركة عن استشهاد المواطن محسن حلايسية واصابة أحد المواطنين اصابة خفيفة والمعتدين واحد في البطن وحالته حرجة والآخر في الكتف ويوجدان حاليا بالمستشفى الجامعي سهلول بسوسة وأثنى ضابط الشرطة المساعد على شجاعة المواطنين الذين لم يأبهوا بمخاطر الرصاص وتحدوا كل الأخطار وساعدوا قوات الأمن على القاء القبض على المعتدين. ثم تحولنا الى منزل الفقيد محسن كان هذا المنزل بعيدا عن وسط المدينة حيث أجبرنا على الخروج من شربان مسافة كيلومتر في اتجاه هبيرة قبل ان نعرج على اليمين ونسير مسافة تزيد عن الكيلومترين لم نقدر على محاورة الا شقيقه الهادي بحكم حالة الحزن الشديد والاسى العميق اللذين كانا عليهما كل أفراد أسرته حيث ترك وراءه زوجة أرملة و3 أبناء ولدان وبنت واحدة، وتتراوح أعمارهم بين 20 و27 سنة حدثنا شقيقه الهادي فقال كنت أعمل بمحل للتصوير قريب من مقر البنك وفجأة سمعت طلقات نارية متتالية فاسرعت الى المكان وهالني ما لاحظت حيث شاهدت شقيقي محسن يتخبط في دمائه وقد حاولت انقاذه لكن الموت كان أسرع، الله يجازي أولاد الشر بأفعالهم هذه، لست أدري ماذا حدث لمدينتنا هذه التي كانت معروفة بهدوئها وأمنها لقد فقدت في الفترة الأخيرة هذين العاملين اذ تكاثرت البراكاجات والسرقات لذا أطالب بتعزيز الأمن بالمدينة. مخلفات قبالة البنك يوجد محل لاصلاح الثلاجات تعرض لطلقات كثيرة من قبل الملثمين اللذين كان أحدهما يحمل سلاحا من نوع كلاشنكوف والآخر سيفا وقد احترقت سيارة من نوع ميقان اعتقد المواطنون أنها تابعة للمعتدين في حين دمرت سيارتهما بالكامل. جنازة تأخر موكب جنازة الفقيد محسن حلايسية الى عشية أمس في انتظار وصول ابنه الأكبر من باريس.