تعددت الروايات في ليبيا حول اعدام العقيد القذافي او اغتياله وحول دوافع الانتقام الاستعجالي... وفيما قال مقاتل انه هو من أسر العقيد وقتله طرح محللون أسئلة جديدة حول هوية الأطراف التي قد تكون خائفة من محاكمة القذافي. أكد مراقبون أمس أن الروايات الليبية الرسمية وشبه الرسمية حول اغتيال العقيد القذافي او قتله او اعدامه متعددة برغم اتفاقها حول حقيقة ثابتة مفادها ان العقيد اعتقل حيّا ثم تمّ قتله.خاتم وسترةوظهر الليلة قبل الماضية شريط جديد حول مقتل العقيد معمّر القذافي ولكن شهادة بطل الشريط وهو مقاتل من النظام الجديد في ليبيا زادت في الواقع من غموض الموقف.وقال المقاتل الليبي في الشريط انه هو الذي أسر القذافي ثم قتله برصاصتين.وأظهرت المشاهدة رجالا يرتدي بعضهم الزي العسكري، وهم يستجوبون في أحد المكاتب هذا المقاتل الذي أكد انه هو من قتل القذافي والذي ينتمي الى لواء بنغازي البعيدة ألف كيلومتر عن طرابلس واسمه الصادق العريبي (المولود سنة 1989).وهنأ المسلحون هذا المقاتل ثم عرضوا أمام الكاميرا خاتما من الذهب وسترة مضرجة بالدماء يعتقد أنهما للقذافي وقال المقاتل إنه انتزعهما من القذافي دون ان يوضح ان تم ذلك والعقيد حي او بعد وفاته.وأوضح هذا المقاتل انه أراد قتل القذافي عندما أراد مقاتلو مصراتة تسلمه وقال: «أطلقت عليه رصاصتين الاولى تحت إبطه والثانية في رأسه ولم يمت على الفور.. توفي بعد نصف ساعة».وأوضح المقاتل ذاته انه ومقاتلي مصراتة التقوا القذافي أثناء تمشيط سرت وكان العقيد يمشي مع بنات وأولاد ويعتم قبعة وعرفته المجموعة من شعره.وأضاف : قتل الزعيم المخلوع الذي كان يحمل مسدسا من ذهب بعدما تم تكبيل ذراعيه وصفعته فقال لي: «أنت مثل ابني» فصفعته مجددا فقال: «أنا مثل والدك» فأمسكته من شعره وطرحته أرضا.واختتم بأنه أراد نقل القذافي الى بنغازي موضحا «ولكن عندما أصر مقاتلو مصراتة على أخذه الى مدينتهم أطلقت عليه النار».صمت العقيدويظهر الشريط الجديد مقتل القذافي وكأنه عمل معزول قام به فرد لاعتبارات خاصة بذاك الفرد. ولكن تعدد الروايات وتهاطل الدعوات بفتح تحقيق في العوامل التي تدعم فرضية العمل المدبّر.وحسب مراقبين ومحللين فإن تعدد الروايات داخل المجلس الانتقالي تؤكد وجود خلاف بين تياراته حول الوقائع المفترضة الى جانب الخلافات الواضحة حول التوجهات السياسية والايدولوجية.ولاحظ المراقبون ان المعطيات المتوفرة حاليا في غياب أي تحقيق لا تدعم الا التساؤلات حول ما اذا كانت هناك أطراف ما في ليبيا او حتى خارجها ترى في توفير محاكمة عادلة للقذافي احراجا لهذا او خطرا عليها ولذلك بادرت بالتعجيل بإعدامه بلا محاكمة.