غادر البنزرتي كما كان متوقعا ومنتظرا فعلاقته متوترة مع الأحباء منذ فترة وقد زاد غليان وغضب الأحباء بعد هزيمة كأس ال«كاف» والأخطاء الفنية للمدرب. الهيئة كلفت الفرنسي لوفيغ بقيادة الفريق في انتظار التعاقد مع واحد من الخماسي المذكور. من هنا يبدأ الخلاف اختلافات البنزرتي كانت كبيرة وعديدة مع الجهاز الطبي للنادي الإفريقي والسبب أنه طالب أكثرمن لاعب مصاب بأن لا يتحدث إلى أي من أطباء الفريق وكان ينصحهم بالذهاب إلى غيرهم من الأطباء لكن هؤلاء اللاعبين كانوا يتحدثون خلسة مع الأطباء الذين نصحوهم بأن لا يتهوروا تفاديا لتعرضهم لإصابات بليغة ومخلفات خطيرة. آخر قرار الذين ظلوا يدافعون عن المدرب فوزي البنزرتي تخلوا عنه وتنكروا له وتأكدوا بعد مباراة الإياب في فاس أن الرجل مغامر ومقامر ويمكن أن يتخلى عن لاعب وهو في أفضل حالاته ويعتمد على اخر لا يصلح أو ينفع في أي شيء. فوزي البنزرتي فاجأ الجميع بما في ذلك اللاعب أيمن السلطاني عندما طلب منه أن يبدأ اللقاء أساسيا في مباراة يلزمها من هو حاضر بدنياوذهنيا والسلطاني ابتعد عن المباريات لمدة شهرين كاملين والبنزرتي تفطن لهفوته بعد اللقاء وتحديدا أمام حمام سوسة فلم يقحم اللاعب أساسيا. تهجم على مزالي المعروف أن المدرب مربّ قبل كل شيء وهنا نسأل هل مسموح لرجل في سن البنزرتي أن يتهجم على مسؤول ويسعى إلى الاعتداء عليه داخل حجرات الملابس أمام أنظار اللاعبين. حدث ذلك مع معز مزالي رغم أن الأول يتحصل على جرايته من الإفريقي بينما الثاني يقدم مساعدات مالية للفريق. بعد تلك الحادثة ابتعد مزالي وبقي البنزرتي لكن الجميع بمن في ذلك العتروس كونوا قناعة بأن البنزرتي «ظالم». اجتماعات فنية أم سياسية؟ لو كانت الهيئة قوية لتخلت عن المدرب المذكور منذ أن أصبح الرجل يبرمج التمارين حسب اجتماعاته التي تحصل في المنستير حيث كان البنزرتي يحلم أن يترأس قائمة حزبية وكان يعتقد أن له الدراية والشهرة والشعبية لينجح في السياسة فكان يلغي بعض الحصص التدريبية حتى يتفرغ لمهامه السياسية أمام الصمت الغريب للهيئة. أهداف فاشلة الإفريقي سجل هدفين في مرمى بنزرت أحدهما عن طريق الذوادي بمجهود فردي راوغ فيه كل من اعترضه والثاني إثر كرة ثابتة نفذها الذوادي وسجلها اليعقوبي بالرأس وفي بني خلاد فاز الإفريقي بضربة جزاء في آخر دقيقة وضد الشبيبة كان الهدف الأول بمجهود فردي لإيزيكال والثاني جاء إثر خطإ واضح على حارس الشبيبة في آخر لحظة وهدف الإفريقي ضد حمام سوسة من كرة ثابتة فأين «بصمة» البنزرتي وأين اللعب الجماعي؟ سؤال لا إجابة له. تصرفات... بعد أن تمسك بأكثر من لاعب مثل الجباري من بنزرت وثالوث جرجيس قال البنزرتي إن نافع الجبالي لا يصلح للعب وتركه على مقاعد البدلاء قبل أن يتنكر لشاكر الرقيعي كما طالب فوزي البنزرتي بضرورة التعاقد مع الليبي أحمد سعد وهو ما حصل لكن على المستطيل الأخضر ثبت أن اللاعب الذي تجاوز 32 سنة لم يكن العنصر المناسب. «طريفة فنية» أخرى فوزي البنزرتي هو نفسه لم يتغير أو يتعلم ولا يمكن أن يدرب فريقا لفترة تطول أو تقصر أو يغادره بالأحضان وعلى الأعناق أو بعبارة أصح أن يترك علاقته طيبة والدليل كيفية مغادرتة الإفريقي بعد مباراة حمام سوسة وكيف خرج من الترجي في نفس الفترة من السنة الماضية وكيف خرج من النجم الساحلي في أعقاب سنة 2006. كلها كانت بنفس الطريقة كما نذكر كيف خرج من الإفريقي سنة 1991 وتحديد خلال فترة التحضيرات دون أن ننسى أن الأسلوب نفسه والطريقة ذاتها التي يغادر بها أي فريق أو ناد في تونس أو خارجها. فوائد أخرى الجمهور الرياضي يتذكر جيدا أن فوزي البنزرتي قال إن أسامة السلامي لا يصلح للإفريقي وتخلى عنه رغم حاجة الفريق له والبنزرتي أكد أن نور حضرية لا مكان له وقال إن السويسي ويحيى غير قادرين على مد يد المساعدة رغم أن كلاهما متواجد في المنتخب ولا يزال قادرا على اللعب لمدة سنوات وسنوات أخرى وأكيد أن في التخلي عن لاعبين وانتداب آخرين هناك فوائد لا تحصى ولا تعد... حكاية النفطي انتداب كريم النفطي كثر عنه الكلام والهمس في كواليس النادي فحتى القريبين من المدرب المذكور استغربوا كيف يتمسك البنزرتي بقدوم اللاعب السابق للصفاقسي مع العلم أنه كان متناقضا فأمام البعض يقول إنه لا يصلح وفي جلسات أخرى ينوه بخصاله الكبيرة وقدرته على تقديم الإضافة وهو ما جعل البعض لا يفهم شيئا. هل انتهى زمن البنزرتي؟ عديدة هي الهزائم التي تكبدها النادي الإفريقي مع هذا الرجل فالنادي الصفاقسي هزم الإفريقي في العاصمة بعد 30 سنة والترجي عاد لينتصر على جاره بعد أكثر من خمسة مواسم والنجم هزم الإفريقي أيضا بعد سنوات وفريق مغمور من كينيا هزم الإفريقي بالثلاثية إلى جانب هزائم أخرى في أنغولا وفي نهائي كأس الاتحاد الإفريقي فهل انتهي عصر فوزي البنزرتي؟