أعلن مسؤول عراقي رفيع المستوى، أمس، أن رئيس الوزراء نوري المالكي طلب من البرلمان «سحب الثقة» من نائبه صالح المطلك، بعدما وصفه هذا الأخير في مقابلات صحفية بأنه «ديكتاتور أسوأ من صدام حسين» وأن صدام أفضل منه لأنه كان يبني. وقال المستشار الإعلامي للمالكي علي الموسوي، إن «رئيس الوزراء قام بتوجيه رسالة رسمية إلى مجلس النواب، للمطالبة بسحب الثقة من صالح المطلك» نائب رئيس الوزراء. وجاء ذلك على خلفية قول المطلك في مقابلة مع قناة «سى إن إن»، إن واشنطن تركت العراق «بيد ديكتاتور يتجاهل تقاسم السلطة ويسيطر على قوات الأمن في البلاد، وقام باعتقال مئات الأشخاص خلال الأسابيع الماضية». كما عرض تليفزيون «البابلية» المحلي التابع للمطلك تصريحات لنائب رئيس الوزراء قال فيها، إن «المالكي ديكتاتور أكبر من صدام حسين لكون صدام كان يبني أما هو فلم يقم بشىء». ويتولى المطلك منصب نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات، ويعد أحد زعماء القائمة العراقية التي يقودها رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، المنافس السياسي الأبرز لنوري المالكي. ويشار إلى أن المطلك كان ممنوعاً من المشاركة في الانتخابات بسبب شموله بقانون المساءلة والعدالة المتعلق بحظر عمل مسؤولي حزب البعث المنحل، إلا أن صفقة سياسية لتسهيل عملية تشكيل الحكومة سمحت له بتسلم منصبه الرسمي. وتعتبر هذه التوترات جزءا من الصراع بين حكومة المالكي وقائمة العراقية التي علقت مشاركتها في جلسات البرلمان بدءا من السبت الماضي.ومن جهة أخرى، قامت قوات الأمن العراقية باعتقال اثنين من عناصر حماية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، أحد زعماء القائمة العراقية أيضا «لتورطهما بتفجيرات وعمليات إرهابية»، وفقا لمصادر أمنية. وتحدثت أمس صحف محلية من بينها «المدى» عن صدور مذكرة اعتقال بحق الهاشمي، إلا أن المصادر الرسمية رفضت تأكيد الخبر.وتعد القائمة العراقية (82 مقعدا) الكتلة الأكبر بعد التحالف الوطني العراقي (159 مقعدا) في البرلمان الذي يضم 325 نائبا. وتتزامن هذه الأزمة السياسية المستجدة مع انسحاب آخر الجنود الأمريكيين من العراق صباح أمس.