دعا ناشطون في السعودية أمس إلى تنفيذ اعتصام جديد اليوم الجمعة لمواصلة الضغط على السلطات للإفراج عن آلاف المعارضين السياسيين ومعتقلي الرأي في سجون المملكة فيما تواصلت المظاهرات الاحتجاجية في المنطقة الشرقية. وأكّد ناشطون سعوديون لوكالة «يونايتد برس إنترناشونال»: إنهم أطلقوا اسم «جمعة يوسف الأحمد» على الاعتصام المقرر تنفيذه بالتزامن مع صلاة الجمعة في عدد من المصليات في العاصمة السعودية الرياض ومدينة بريدة في منطقة القصيم (وسط) ومدينة أبها (جنوب غرب) ومدينة سكاكا (شمال) ومدينة جدة (غرب). وأفاد عدد من الناشطين، فضلوا عدم كشف هوياتهم، مشاركتهم في فعاليات اليوم الجمعة «تضامناً مع معتقلي الرأي في السجون السعودية»، لافتين الى استمرارهم في هذا النشاط حتى تلبي وزارة الداخلية السعودية رغباتهم وتطلق سراح ذويهم وأقاربهم المعتقلين. تبييض السجون وقال أحد الناشطين : إن وزارة الداخلية السعودية «تحاول تثبيط الهمم بالإفراج عن عدد قليل من المعتقلين لتخدير البعض وإعطائهم شيئا من الأمل معتقدة أنه سيؤدي إلى التقاعس عن الإستمرار في بذل الجهود للإفراج عن المسجونين». واعتبر القائمون على اعتصام الجمعة أن الاعتصامات «أثبتت نجاحها وكان لها تأثيرات إيجابية في نفوس المعتقلين وذويهم رغم القمع والترهيب الذي استخدمته وزارة الداخلية ضد المعتصمين»، حسب قوله. وأعربوا عن تفاؤلهم بأن النتائج ستكون «أقوى مستقبلاً» مشددين على أن الإعتصامات ستسمر بشكل أسبوعي بطريقة أكثر تنظيماً وبأساليب تخدم الهدف الذي انطلقت من أجله فكرة الاعتصام الأخير المتمثل في إطلاق سراح كافة المعتقلين من دون قيد أو شرط. يشار إلى أن السلطات السعودية اعتقلت الشيخ يوسف الأحمد المعروف بآرائه الدينية المتشددة، أثناء زيارته لوالده في مدينة الدمام في المنطقة الشرقية قبل عدة أشهر. وكان الأحمد قد أطلق رسالة بثها عبر موقع (اليوتيوب) ناشد فيها الملك عبدالله بن عبدالعزيز والأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد وزير الداخلية، والأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، النظر في أوضاع المعتقلين على خلفية أحداث العنف التي شهدتها المناطق السعودية قبل عدة سنوات والعمل على محاكمتهم بدلاً من إستمرارهم في السجون. مسيرة احتجاجية وتزامنا مع هذه الدعوات, خرج مئات المحتجين في «العوامية» و«القطيف» و في السعودية في مسيرات «الوفاء للشهداء». وردد المحتجون خلال المسيرة العديد من الشعارات التي تؤكد العزم على مواصلة الطريق حتى إحقاق العدالة والحرية والتضامن. وشهدت جزيرة «تاروت» مظاهرة أخرى الليلة قبل الماضية انطلقت من حي «الدَّشة» وحملت ذات الأهداف ونددت بالطغيان الرسمي مطالبة بمحاكمة الجناة في جريمة قتل شهداء الكرامة وجرح العشرات من شباب الحراك في عموم المنطقة. وأعلن شباب الحراك المطلبي في جزيرة «تاروت» عن استمرارهم في الحراك الشعبي الذي لن يتوقف حتى تحقيق المطالب المشروعة للشعب. وتزامنا مع مسيرة تاروت خرجت مسيرة نسائية حاشدة في شارع الثورة بالقطيف للمطالبة بحقوق المرأة. وطالبت المحتجات باطلاق سراح جميع معتقلي الرأي في السجون السعودية من الشيعة كانوا أم السنة وتعويضهم عن الضرر المادي والمعنوي الذي لحق بهم جراء الاعتقال غير الشرعي ومحاسبة المسؤول كائنا من كان. من جانبهم أفاد شهود عيان أن تظاهرة القطيف التي سارت رغم إطفاء السلطات لإنارة شارع الثورة لإخافة المحتجين شهدت إطلاق نار من قبل مرتزقة، واخترقت رصاصات عدة بعض الجدران وسيارات مواطنين كانت في منطقة التظاهرة.