وقد تم انشاء مستشفى بالمنستير سنة 1910، أي أنه طوى قرنه الأول من العمر في العام الماضي وكانت البناية الأولى متواضعة حسب الامكانيات البسيطة التي كان يوفرها المستعمر الفرنسي لصحة المواطن التونسي. وبعد سنوات قليلة من الاستقلال تمّ بناء المستشفى الحالي وبقي الى حدود ديسمبر 1967 ملحقا بمستشفى فرحات حشاد بسوسة، ومنذ غرة جانفي 1968 أدرج ضمن المستشفيات الجهوية قبل أن يتحول الى مستشفى جامعي وأطلق عليه اسم المستشفى الجامعي فطومة بورقيبة بالمنستير ومنذ ذلك الحين بدأ المستشفى الجامعي يتطور شيئا فشيئا. ففي سنة 1968 لم يكن بهذا المستشفى سوى 23 طبيبا و11 ممرضا مختصا و6 قوابل و31 ممرضا وممرضة و102 مسعفا ومسعفة للعلاج وكان عدد الأسرة 220 وعدد المرضى المقبولين خلال عام كامل لا يتجاوز 8230 وتطورت هذه المؤشرات لتبلغ سنة 2002 أرقاما مضاعفة عدّة مرات لما كانت عليه منذ 1968 لتبلغ عدد الاقامات 27707 وينتظر أن تصل في نهاية العام الحالي قرابة 40 ألف مقيم وهو ما يعادل حوالي 270000 يوم من الاقامة. ولئن بلغت ميزانية التصرف 9800م.د سنة 2002، فإن الميزانية المتوقعة لسنة 2011 قد تبلغ 20 مليون دينار وقد تصل في نهاية العام القادم 22 مليون دينار. أما على مستوى الاطار العامل، فإن عدد الأطباء من رؤساء أقسام وأساتذة ومقيمين وداخليين يبلغ حاليا حوالي 650 في حين وصل عدد الاطار شبه الطبي الى 1100 والاطار الاداري الى 85 والاطار التقني الى 18 والعملة الى 240. هذا العدد الهام من الاطار العامل الذي تجاوز ألفين والذي يشتغل بمختلف الأقسام التي تعاني من الاكتظاظ وخاصة أمراض القلب والشرايين والجراحة وجراحة العظام والعيون والكلى والمجاري البولية والقسم الاستعجالي وأقسام العيادات الخارجية وطب الأطفال. ورغم الجهود المبذولة، فإن هذا المستشفى الذي يقبل على زيارته في عدّة أقسام عدد كبير من ولايات أخرى أصبح يحتاج الى فك اكتظاظه وقد يوجد الحلّ بتحويل مركز طب الولدان بعد توسيعه الى مستشفى جامعي جديد أو تحويل مدرسة غرة جوان الواقعة قبالة المستشفى الجامعي فطمومة بورقيبة الى أجنحة جديدة قد تحدّ من الوضع الحالي الصعب.