تبعا للتطورات المتسارعة التي تشهدها المنظمة الفلاحية وآخرها إيقاف السيد مصطفىالأسود رئيس الاتحاد نظم حوالي 300 فلاح صباح أمس وقفة احتجاجية بمقر الاتحاد ومنها إلى وزارة الفلاحة ووزارة العدل. وتتفرع المجموعة الكبيرة من المحتجين على الفلاحين والهيئة الوطنية الانتقالية لتسيير الاتحاد (46 عضوا) وأعضاء المجلس المركزي وذلك للتباحث حول تطوّر الأوضاع بالمنظمة حدّ إيقاف رئيسها السيد مصطفى الأسود. وللإشارة تم إيقاف السيد مصطفى الأسود يوم السبت الفارط بذمة التحقيق في القضية المنسوبة إليه والتي تتعلّق باستئجار عصابة وتسليحها وكانت مصادر من المنظمة الفلاحية قد أوضحت أن هذه التهمة ليست لها تبريرات موضوعية ذلك أنها في ظل انفلات الأوضاع الأمنية وتتالي التهديدات من قبل بعض الفلاحين المحتجين على قيادات الاتحاد والمطالبين بتنحي المكتب التنفيذي قبل عقد المؤتمر وتفشي التجاذبات والصراعات وتدهور حالة المنظمة عمد هؤلاء الفلاحون المحتجون إلى إخراج مصطفى الأسود من مكتبه فوقع الاختيار على استئجار بعض الأشخاص لحماية مقر المنظمة الفلاحية وحفظ ممتلكاتها. وبعد حدوث مناوشات بين الجانبين لم تتجاوز التراشق بالحجارة تدخل أعوان الأمن لفضّ الاشتباكات وتم إيقاف الحراس وبعد البحث والتحقيق اكتشف أعوان الأمن وجود بعض الأسلحة البيضاء مخبّأة في زاوية من حديقة الاتحاد. وخلال بحث السيد مصطفى الأسود نفى علمه بالمسألة مدعما القول بأنه يحتاج فقط إلى حراس لإبعاد العنف الجسدي عنه سيما وأنه تعرض له خلال أحد الاجتماعات وبالتالي ليس في حاجة إلى مثل هذه الوسائل لحمايته وحماية المنظمة من تهوّر المحتجين. وأكد المحتجون تعاطفهم مع مصطفى الأسود معتبرين أن ايقافه نوع من الإساءة للمنظمة الفلاحية والفلاحين والبحّارة. واستنكروا استهداف المنظمة وتهميشها في أكثر من مناسبة رغم أنها لم تنخرط منذ الثورة في موجة الاحتجاجات والتظاهر بل حافظ الفلاحون والبحارة على التزويد المنتظم للسوق بالمواد الغذائية واعتبروا أنهم سيجدون أنفسهم مدفوعين إلى انتهاج نفس المنحى في ظل تواتر الاساءات. ملف تكميلي وأفاد السيد شكيب التريكي عضو الهيئة الوطنية أن السيد مصطفى الأسود هو رمز المنظمة باعتباره رئيسها كما أنه شخص مشهود له بالأخلاق الحسنة وعدم التورط في أية قضية سابقا وفي أي مجال من المجالات بما فيها العنف. وقال: «مع احترامي الشديد لجهاز القضاء فإني أدعو إلى البحث التكميلي الذي يثبت عدم تورط مصطفى الأسود في أي تهمة منسوبة إليه». وأضاف أن عدالة القضاء يمكن أن تسمح بالإبقاء عليه في حالة سراح ثم استكمال البحث حتى تثبت أنه استعمل الحراس لما كانت البلاد تعيش حالة من الفوضى والانفلات الأمني وأنه اتصل بمراكز الأمن للاستنجاد بهم أكثر من مرّة لحماية الاتحاد. وأكد ان عملية إيقاف مصطفى الأسود مسّت كل الفلاحين معنويا وأدبيا لأنهم يعرفون الشخص جيدا ويدركون أنه تجاوز الستين من عمره وهو في خدمة القطاع وأنه كان بإمكانه الاستقالة من المكتب التنفيذي والتفرّغ لنشاطه الفلاحي لكن حبّه للمنظمة ورغبته في جعلها تتجاوز هذه الفترة الانتقالية الحرجة جعله يأخذ المسؤولية على عاتقه ليدير شؤونها إلى غاية انعقاد المؤتمر. تساؤلات تساؤلات عديدة فرضت نفسها بعد إيقاف السيد مصطفى الأسود تداولتها أفواه المحتجين ومنها لماذا تمّ إيقاف رئيس منظمتهم في الوقت الذي وجدت فيه كل المشاكل طريقها إلى الحلّ حيث تم خلال اجتماع المجلس المركزي المنعقد في غضون الأسبوع القادم بلوغ التوافق بين المكتب التنفيذي وهيئة الإنقاذ وتكوين هيئة وقتية انتقالية لتسيير الاتحاد؟