أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن مسألة بقائه في السلطة من عدمها راجعة الى الشعب السوري حصرا متهما بعض الدول «المستعربة» بأنها تريد استبدال سوريا باسرائيل واصفا التدخل العربي في الشؤون الداخلية السورية بأنه أسوأ من التدخل الأجنبي. وتطرّق الأسد في خطابه الذي بثه التلفزيون السوري الى ثلاثة محاور رئيسية وهي «المؤامرة الدولية « الساعية الى اسقاط سوريا دولة ودورا ثم العمليات الارهابية في البلاد وصولا الى المسار الاصلاحي الذي أطلقته دمشق . لا أسعى الى منصب ولكن وأكد الرئيس السوري بشار الأسد أمس أنه لا يسعى الى منصب لكنه لا يتهرب من المسؤولية، مضيفا أنه سيكون في موقعه ( أي في الرئاسة) بدعم من الشعب وسيغادر أيضا بقرار من الشعب. وأضاف في انتقاده للمشهد الدولي وللتحريض الاعلامي ضده «يحاولون أن يقولوا أن الرئيس يتهرب من المسؤولية ولكن أقول لهم خسئتم.. أنا لا أسعى الى منصب لكن لا أتهرب من المسؤولية، أنا أكون في موقعي بدعم من الشعب وأغادر بقرار من الشعب وأنا أستند بمواقفي على دعم الشعب». وشدّد على أن المعركة تحمل مخاطر كبيرة الا أن الانتصار فيها قريب جدا طالما أننا قادرون على الصمود وفي سعينا لتفكيك البنية الافتراضية – لهذه المعركة - بدأنا بالحديث عن خلل هنا وهناك لكننا لم نقصد مطلقا التقليل من المخططات الخارجية». وقال : «هناك دول عربية حاولت أن تلعب دورا أخلاقيا وهناك دول هي على الحياد وهناك دول تنفذ تعليمات الخارج والغريب أن هناك مسؤولين عرب في القلب معنا ولكنهم في السياسة ضدنا». وأشار الى أن تدخل بعض الدول العربية في سوريا أسوأ من التدخل الأجنبي. وأكد أنه نفس الدول التي تدعي الحرص على الشعب العربي كانت تنصحنا بالاصلاح وهي ليست لديها أي معرفة بالديمقراطية وهم اعتقدوا أننا لن نسير بالاصلاح وعندما قمنا بالاصلاح كان هذا الشيء مربك لهم فانتقلوا الى الجامعة العربية». «المستعربون» في الجامعة وكال الرئيس السوري انتقادات كبيرة الي بعض الدول العربية الساعية الى تعليق عضوية بلاده في الجامعة العربية ومنها قطر قائلا ان «تلك الدول التي تسعى الى إخراجنا من الجامعة هي لم تدخل العروبة يوما ولن تدخله ونقول لهم إن المال لا يصنع تاريخ ولا حضارات واليوم نحن أكثر حرية في ممارسة عروبتنا وهم اليوم يركزون على تعليق العروبة في الجامعة وهي لن تكون لا جامعة ولا عربية بل جامعة مستعربة تتناسب مع سياستهم». وأردف «هدفهم استبدال سورياباسرائيل ونحن نعرف هذا الأوضاع من سنوات ولكن أردنا أن نظهر لمن لديه شك خبث الأهداف»، مضيفا : «كنا ندرك كل ذلك ولكن لم نغلق الباب على الحلول والمقترحات ولا علي أي مسعى عربي للحل طالما انه يحفظ سيادة بلادنا». كما عرّج الأسد في خطابه على الدستور الجديد الذي أصبح في مراحله الأخيرة اللذي سوف يركز على التعددية الحزبية والسياسية. الوحدة الوطنية وحول موضوع ما أشيع عن تشكيل حكومة وحدة وطنية أشار الأسد الى أننا «سمعنا كثيرا عن حكومة وحدة وطنية، ويهمنا أن نؤكد أن حكومة الوحدة الوطنية تكون في دول فيها انقسام وفيها حروب»، لافتا الى انه «لا يوجد لدينا انقسام وطني بالمعنى الذي يطرح بالرغم من وجود مشاكل، فالأحداث أظهرت الى الواجهة قوى جديدة والبعض يركز على المعارضة فقط ونحن نرحب بتوسيع المشاركة في الحكومة وهناك بعض القوى التي أعطت جوابا ايجابيا في هذا الموضوع». وأشار الى أنه «بعد انتهاء اللجنة التي تعمل على تعديل الدستور سيكون هناك استفتاء شعبي لان الدستور قضية تهم كل مواطن ومن الممكن أن يكون الاستفتاء على الدستور في بداية شهر مارس وانتخابات مجلس الشعب ستكون مرتبطة بالدستور الجديد نزولا عند رغبة القوى السياسية والجدول الزمني للانتخابات سيكون مرتبط بما يحدده الدستور». وشدد على انه «لا يوجد لدينا معايير للمعارضة قبل الانتخابات المقبلة ولكن نحن سنسرع الأمور وسنعتمد على معايير خاصة لتوسيع المشاركة»، لافتا الى أننا «نريد معارضة وطنية لا معارضة تجلس في السفارات ولا نريد معارضة تحاورنا بالسر لكي لا تغضب أحدا وسنبدأ بهذا الموضوع خلال مدة قصيرة». وأكد الأسد على «ضرورة أن تكون الحكومة المقبلة موسعة تضم سياسيين واداريين وتقنيين»، معربا عن اعتقاده أن «هذه الصورة هي الأفضل»، مشيرا الى أننا «مستعدون للبدء غدا في الحوار لكن جزء من القوى في المعارضة غير مستعد، البعض يريد أن يحاورنا في السر والبعض يريد أن ينتظر، مع ذلك نحن لن ننتظر ونحاور المعارضة التي تريد أن تتحاور من اجل القيام بالخطوات التي تحدثت عنها». الضرب بيد من حديد كما أكد الأسد أن «الأولوية اليوم هي لاعادة الأمن وهذا لا يتحقق الا بضرب الارهابيين بيد من حديد ولا تهاون مع الارهاب ولا مع من يروع المواطنين ولا تسوية مع من يتآمرون مع الخارج ضد سوريا». وأضاف في هذا السياق «لن نسمح بالفتنة لكي تبقى سوريا قوية»، لافتا الى أننا «سنضرب الارهابيين بيد من حديد ولكننا سنسعى لاستعادة من غرر بهم والدولة هي الأم التي تفتح المجال لأبنائها ليعودوا عن الخطأ لذلك كنا من وقت لآخر نصدر العفو تلو الآخر وفي معظم الحالات كانت النتائج ايجابية». في المقابل، رفضت المعارضة السورية في الخارج جملة وتفصيلا مضمون خطاب الأسد معتبرة إياه بمثابة وأد للمبادرة العربية ولأية مبادرة أخرى لتسوية الأزمة. وقال برهان غليون رئيس المجلس السوري إن الخطاب كشف عن الاصرار من جانب النظام على دفع الشعب للانقسام والحرب الأهلية من خلال التلويح بمشروع «إصلاح وهمي»، وفق تصوره، تحوّل مع الوقت الى خرقة بالية لا يؤمن به أحد في سوريا.