في ظل غياب وسائل التدفئة ومع ارتفاع موجة البرد إلى مستويات قياسية تتضاعف المعاناة اليومية لا سيما في المناطق المهمشة والتي تعيش تحت خط الفقر، وهذا ما يلاحظ خلال التغيرات المناخية التي شهدتها البلاد. فقد عرفت عدة مناطق بولاية تطاوين مؤخرا تساقط الثلوج وخاصة في حقول البرمة وواد زار أقصى جنوب ولاية تطاوين من معتمدية رمادة تحديدا حيث عاشت مختلف مدن الولاية موجات عاتية من البرد القارس لم تشهدها الجهة من قبل وقد أودت بحياة عدد من كبار السن من المرضى أو فاقدي المناعة الجسدية. ومن ناحية أخرى توقفت حركة المرور في ولاية مدنين بسبب رداءة الأحوال الجوية عبر بطاحات جربة كما تواصلت موجة البرد الشديد في عدة مناطق أخرى من البلاد حيث سجل تساقط كمية متفاوتة من الثلوج بمنطقة مطماطة القديمة من ولاية قابس كست جبالها المرتفعة بكساء أبيض غاية في الروعة والجمال . ويعتبر تساقط الثلوج في البرمة ومطماطة وغيرها من المناطق الصحراوية والجبلية في الجنوب التونسي حدثا تاريخيا لم تشهده هذه المناطق لعقود طويلة وربما لأول مرة في تاريخها.