بعد تدفق الحملات التطوعية لفائدة العائلات المنكوبة فى عين دراهم وفى الشمال الغربى عموما برز اشكال وهو الطرف الذي يستقبل هذه التبرعات ومسألة العدل فى التوزيع بين العائلات والمناطق المحتاجة وقد تلقينا تشكيات من مواطنين فى عديد المناطق النائية والقرى المعزولة مفادها عدم وصول الاعانات واقتصارها على المناطق الحضرية او المحاذية للطريق اضافة الى وجود اشخاص يمارسون البلطجة ويزاحمون الفقراء والمحتاجين سعيا منهم الى حرمانهم من مساعدات هم في حاجة ماسة اليها وهو ما يتطلب تدخلا عاجلا لانقاذ هذه العائلات من مثل هذه الممارسات الشاذة. ولعل ابرز الأمثلة هي القرى الجبلية المحاذية لمنطقة عين دراهم على غرار منطقة ولاد خميسة والعطاطفة وأولاد هلال التي جائتنا منها نداءات من مواطين يعبرون فيها عن سخطهم واحتجاجهم ازاء التجاهل او النسيان من القوافل التى تأتي بالمساعدات من بقية مناطق الجمهورية مما انجر عن ذلك أزمة على مستوى الغذاء والدواء والاغطية فمناطقهم بعيدة عن الطريق الرئيسية وصعوبة الظروف المناخية ووعورة الجبال تمنعهم من استقبال الاعانات مباشرة إضافة الى وجود أشخاص يقفون على الطرق ويستأثرون بما تحمله القوافل من مؤونة ورغم الجهود المبذولة من الجيش الوطنى والهلال الاحمر وممثلي المجتمع المدني في عين دراهم وبني مطير وجندوبة الا أن عملية تقديم المساعدات افتقدت لكثير من التنظيم والتنسيق مع أهالي المنطقة لتحديد المناطق والعائلات المستهدفة. نفس المشهد تكرر فى عدد من المناطق المتضررة من الثلوج ونخص بالذكر أرياف غار الدماء على غرار منطقة المعدن ووادي مليز وورغش. من جهة أخرى وكنتيجة لتراجع دور الامن والسلطات المنظمة للحملة وقعت عديد الاخلالات أهمها ظهور عناصر منحرفة تستعمل القوة للتواجد فى الصفوف وتتجاوز ضعاف الحال لاستقبال المساعدات وتتواجد فى اكثر من مكان وامام كل قافلة والاخطر من هذا انها تقود إلى بيع المواد الغذائية الى تجار المنطقة فى موقف شبيه بتجار الحرب وقد تلقينا شهادات من اصحاب محلات مواد غذائية في هذا الصدد .ومن هذا المنطلق وجب على خلية أدارة الازمة المتركزة بولاية جندوبة أن تأخذ هذه المشاكل بعين الاعتبار خاصة من ناحية اختيار اشخاص او منظمات للمجتمع المدنى تنشط محليا وتكون مستأمنة على حق الضعيف والمريض وقليل الحيلة فى الحصول على المساعدة الغذائية والغطاء والدواء او على الاقل تنظم المسألة عبر تسجيل هوية او رقم بطاقة تعريف من المستفيدين دون المس من كرامتهم او على الاقل احداث نقاط مختلفة لتوزيع الاعانات. نقول هذا ونحن على علم بدرجة الاحتقان الموجودة فى عين دراهم وبغياب دور السلطة المحلية بعد طرد المعتمد وعجز الامن عن لعب دوره الاعتيادي.