أعلن محمد أمين الفرجاني كاتب عام نقابة الآلية 16 في تصريح أدلى به ل«الشروق» أمس قرار تنفيذ اعتصام في ساحة القصبة يوم 28 فيفري الجاري وذلك احتجاجا على عدم التزام رئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي بوعوده لفائدة المنتفعين بهذه الآلية والتي كان قد أدلى بها في المجلس التأسيسي يوم 23 جانفي الماضي. وقال محمد أمين إنّ عدد المنتفعين بهذه الآلية يناهز 19 ألف منتفع في مختلف القطاعات وذلك باحتساب المحاصصة الجديدة لبداية السنة الحالية. وأشار المتحدث الى أن العقود الموقعة في اطار هذه الآلية لا تمتع المنتفع بأية حقوق من ذلك التغطية الاجتماعية والصحية مبرزا أن ممثلين عن النقابة كانوا قد تحادثوا يوم 5 جانفي الماضي مع وزير التشغيل المؤقت عبد الوهاب معطر وطالبوا بادماج المنتفعين بهذه الآلية الذين تواصل تجديد عقودهم وفقا لذات الآلية طيلة سنوات ومثلت تلك العقود موارد رزق لهم رغم أن الاجر كان يقل عن الأجر الادنى المضمون ولا تكفي قيمته لتأمين حياة أسرة بكل ما تحتاج اليه. وأضاف أن الوزير استبعد الادماج بشكل مباشر فيما أعلن حمادي الجبالي خلال جلسة انعقدت بالمجلس التأسيسي على حد قوله يوم 23 جانفي الماضي أن احتجاجات المنتفعين بالآلية 16 وصلت الى الحكومة وأن «الناس يتقاضون أجور متفاوتة ناس تاخذ 120 وناس تاخذ 200 و180 دينارا وقد وجهنا توصيات للولاة أن يكون هذا الاجر على الاقل في حدود الاجر الادنى المضمون» مضيفا الجبالي «كثير من القضايا والمحسوبية خلّت الحقوق غير متوفرة وخلت الناس يعانو من مشاكل كثيرة وسنعمل على أن تكون العقود الشغلية واضحة وتضمن الحقوق الصحية» (الشروق/استماع بعد أن استظهر المتحدث بتسجيل لتصريح الجبالي في جلسة المجلس التأسيسي). ويشير محمد أمين الى أن الجبالي لم يلتزم بهذه الوعود رغم مرور حوالي شهر عمّا كان قد صرّح به. من جهتها قالت راضية ساسي عضوة النقابة والتي رافقته الى مقر «الشروق» «نحن نعاني الخصاصة وغياب الحقوق الصحية والاجتماعية ولم نجد مبررا لعدم التزام الحكومة بتسوية وضعياتنا او على الاقل وسط هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد ايجاد حل مبدئي للمنتفعين بالآلية 16 من أجل ضمان حقوقها المهنية والاجتماعية». وتضيف راضية «أعمل منذ 8 سنوات في مستشفى شارل نيكول في اطار الآلية 16 وأجري لا يكفي لحاجياتي الحياتية فأنا أقطن على وجه الكراء في العاصمة وفي كفالتي والداي والآن أنا في السادسة والثلاثين من العمر وكان من المفروض أن أكون خطوتُ في اتجاه الاستقرار المهني إلاّ أنني منذ شهرين والى حد اللحظة أعمل دون تجديد عقدي ولا أعلم ان كنت سأفقد شغلي بشكل نهائي وبالتالي أنضاف رقما جديدا الى قائمة العاطلين عن العمل لأجل هذا كله أعتقد أن الاعتصام السلمي ورفع لافتة ورفع شعار قد لا يكفيني لضمان وظيفتي الاعتصام السلمي لم يعد حلاّ مناسبا أنا مستعدة للمواجهة لأنها مواجهة حياة أو موت...كنت أعيش على أمل أجر لا يتجاوز 120دينار في الشهر واليوم يريدون سلبي هذا الاجر لذلك لن أصمت لأنه لا حياة لي من دون هذا الاجر». من جهته قال محمد أمين «كلّ المسؤولين قالوا لنا «إنكم، أي المنتفعون بالآلية 16، خطأ بن علي» ونتساءل لماذا لا يصلحون هذا الخطأ من خلال تسوية وضعياتنا المهنية». ويطالب هؤلاء ب«القطع مع منظومة العمل بالآلية 16 نهائيا وبالبدء الفوري والفعلي في تسوية الوضعيات المهنية للمتعاقدين يكون حسب مقياس متفق عليه من قبل جميع الاطراف وتمتيع كل المتعاقدين بالتغطية الاجتماعية وتحسين الاجر والادماج بصفة نهائية للمتعاقدين صلب المؤسسات العاملين بها مع العلم أن جل المؤسسات العمومية تعاني شغورات كثيرة كما أن أغلب مديري هذه المؤسسات قاموا بمراسلة المصالح المختصة التابعين لها للنظر في امكانية انتداب هؤلاء لما لوحظ عليهم من إخلاص وتفان في العمل».