نظّمت حركة الوطنيين الديمقراطيين وحزب العمل الوطني الديمقراطي ندوة بعنوان «نحو مؤتمر تأسيسي موحد للتيار الوطني الديمقراطي» خصصت لاستعراض الخطوات المنجزة لتحقيق «تيار وطني ديمقراطي» في أجل أقصاه جوان. عبّر شكري بلعيد الناطق الرسمي باسم حركة الوطنيين الديمقراطيين في افتتاح الندوة عن تضامنه التام مع القطاع الإعلامي ومع الاتحاد العام التونسي للشغل مؤكّدا أنّ هذه الندوة تنعقد استجابة لتطلعات المناضلين في كلا الحزبين واعتبرها «شوطا ثانيا» الهدف منه «انجاز الوحدة» بعد أن كان الشوط الاول في 17 افريل «حديثا عن الوحدة». وأشار بلعيد إلى إن مبررات انجاز مؤتمر تأسيسي موحد ضرورة يطرحها الواقع الذي يفرض وجود حزب قوي وصلب يقدم اضافة نوعية لليسار ويكون فاعلا في بناء جبهة ديمقراطية تحفظ المسار الثوري .واشار الى ان الساحة السياسية في تونس لا يمكن ان تبقى حكرا على اليمين مُعتبرا ان اليسار له دور مركزي خاصة في بناء جبهة تقدمية. وفي حديثه عن الهدف الرئيسي من هذا المؤتمر قال شكري بلعيد ان الغاية ليست «تجميع قيادات بل لابد من مضمون لبناء حزب جامع يحمل قضية وطنية» ثم وجّه الدعوة لكل المناضلين الراغبين في الالتحاق بهذا التيار قائلا «سنمد يدنا لكل المناضلين و لن نترك وطنيّا ديمقراطيّا واحدا الا ونطرق بابه»..اما عن خارطة الطريق التي تحدد مدى تقدم عملية الانصهار اكّد انه تم انجاز الكثير والأفق الاقصى لا يمكن ان يتجاوز شهر جوان القادم. وفي ختام مداخلته اكد بلعيد ضرورة بناء حزب منغرس في تربته الاجتماعية يدافع عن تونس ويؤصّلها في فضاءها العربي اسلامي . اما عبد الرزاق الهمامي الناطق الرسمي باسم حزب العمل الوطني الديمقراطي فقد اعتبر ان هذا الحزب المنغرس في القاعدة الاجتماعية يحتكم الى مرجعيات فكرية محددة لكنه ليس منغلقا ..مشيرا إلى ان الحزب مبدئيا في موقع المعارضة لحكومة الترويكا, «معارضة مسؤولة مبنية على محاسبة الدولة على تحقيق مطالب الثورة والشعب»، واضاف ان مناضلي الحزب ليسوا أصحاب احتجاج اعتباطي بل لهم رؤى وأفكار ولن يكتفوا بالنقد بل سيقدّمون الحلول. وعرّج عبد الرزاق الهمامي على التجاذبات الحاصلة في المجال الحرياتي قائلا: «لا يمكن ضرب الحريات بمقولة اسكتوا ودعوا الحكومة تعمل» ..أما عن المرجعية الفكرية للحزب فقد اكّد الهمامي ان الحزب ينهل من كل الروافد وهو امتداد لحركة التحرر الوطني التي طردت المستعمر من تونس. اما عن طابع الدولة فقد شدّد على أن الحزب سيتصدى ل«شطب الجمهورية» وسيدفع نحو «الطابع الديمقراطي للدولة» وختم مداخلته بأسفه الشديد لمواقف بعض القوى السياسية المسؤولة التي «تعمد لطمأنة البعض عبر تأكيدها على قطعها مع اليسار دون مبرر».