يقال أن الصبر خمس مراتب وهي : الصابر والمصطبر والمتصبر والصبور والصبار ولن نبالغ إذا قلنا إن المدافع الشاب لجمعية جربة شكيب عبد الجواد قد استوفى جميع هذه الدرجات بما أنه يقبع بمستشفى «شارل نيكول» منذ حوالي ستة أسابيع ولا يعرف إن كان سينهض من فراش المرض.
تعرض شكيب عبد الجواد إلى إصابة على مستوى الظهر في مقابلة فريقه ضد قرنبالية الرياضية وهو ما استوجب نقله إلى المستشفى وقد اتضح بمرور الأيام أن هذه الإصابة تكتسي خطورة واضحة على اللاعب الذي لم يغادر المستشفى منذ حوالي ستة أسابيع ويخضع شكيب عبد الجواد حاليا إلى عناية طبية خاصة في انتظار الخضوع إلى عملية جراحية ولا نعلم إن كان سيستطيع العودة ثانية إلى ميادين كرة القدم خاصة وأننا لاحظنا تدهورا واضحا لحالته الصحية أثناء زيارتنا له بمستشفى «شارل نيكول» خلال الساعات القليلة الماضية.
والده بكى وأبكى كل الحاضرين
عند وصولنا إلى المستشفى وجدنا السيد إبراهيم والد اللاعب في استقبالنا وقد أجهش بالبكاء وأبكى كل الحاضرين وهم والدته وثلة من أصدقائه وأحد رفاقه في جمعية جربة وهو لمجد عامر ويذكر أننا تمكنا من مخاطبة اللاعب شكيب عبد الجواد بشق الأنفس بما أن وضعيته الصحية كانت متأزمة جدا وقد نطق بهذه الكلمات: «كنت أعتقد أنها إصابة بسيطة ولكن بمرور الأيام تعكرت حالتي وأصبحت أجهل مصيري خاصة وأنني لم أخضع إلى العملية الجراحية إلى حدّ هذه اللحظة...» أما والده فقد تحدث إلينا بحرقة قائلا : «لقد كان إبني «أسدا» فوق الميدان بفضل قوته البدنية وروحه الانتصارية العالية لكنه اليوم بالكاد يستطيع المشي لبعض الخطوات وكم كنت أتمنى لو أنه لم يدفع لحظة واحدة من عمره في سبيل الكرة التي لم يجن منها سوى المتاعب بل إنني أصبحت أتوجس خيفة بما أنه لم يخضع إلى التدخل الجراحي إلى حدّ الآن وقد أصبحت أواجه العديد من الصعوبات خلال الفترة الماضية لأن عائلتي قد يكون مصيرها الضياع بحكم أن بقية أبنائي يقيمون حاليا بجربة في الوقت الذي أقطن فيه أنا بمنزل أحد أفراد عائلتي بتونس حتى أكون قريبا من ابني ولعل مايؤلمني أكثر أنني لم أستطع مجابهة مصاريف علاجه (ضمادات وغذاء...) مع العلم أنني أعمل بالصيد البحري وحتى هيئة جمعية جربة فإنها لم تقدم لنا سوى مبلغا متواضعا يقدر ب 1200 دينار».
في حاجة إلى الدم والمال
ومن جهة أخرى نشير إلى أن مدافع جربة في حاجة إلى كمية معينة من الدم وقد عبر رفاقه استعدادهم التام للتبرع له بالدم الذي يحتاجه كما أن عائلة هذا اللاعب تأمل في تدخل كل الأطراف لمساعدتها ماديا ويتطلع والد اللاعب إلى نقل ابنه إلى عيادة خاصة ليطمئن قلبه وحتى يحصل ابنه على رعاية صحية أكبر وقد وجه الحاضرون نداء واضحا إلى كل اللاعبين السابقين لجمعية جربة للقيام بواجبهم تجاه هذا اللاعب على غرار الحارس الحالي للإفريقي أيمن بن أيوب ومدافع نادي حمام الأنف أمين الصفاقسي...بالإضافة أيضا إلى وزير الشباب والرياضة طارق ذياب وأبناء جزيرة الأحلام بصفة عامة كما هو الشأن بالنسبة إلى المنجي بحر...