تعهدت ليبيا أمس بترميم مقبرة الجنود البريطانيين والايطاليين في بنغازي بعد تدنيسها من قبل عناصر ميليشيات وذلك بعد أن أدانت أعمال التدنيس التي قامت بها عناصر مخربة لا دين لها على حدّ قول وزير الخارجية الليبي. أكدت الحكومة الليبية أمس أن الأجهزة المتخصّصة ستلاحق المسؤولين عن الاعتداء على مقابر الجنود البريطانيين والايطاليين في بنغازي وسوف تقدمهم للقضاء. وقال وزير الخارجية الليبي عاشور بن خيال ان الاعتداء على القبور تصرّف غير مسؤؤل ومناف للأخلاق ولسلوك وتقاليد الشعب الليبي. ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن بن خيّال تعهده بأن تتعاون حكومة بلاده مع الجهات المعنية لترميم وإصلاح مقبرة الجنود البريطانيين والايطاليين في بنغازي. وجدّد بن خيال إدانة بلاده واستنكارها للاعتداء على المقبرة وقال «إن الذين قاموا بذلك هم «عناصر مخرّبة لا تحترم الدين ولا العرف ولا القوانين الدولية». وكان مسؤول بريطاني أعلن الأحد الماضي أن الحكومة الليبية قدمت «اعتذارها الشديد» وأبدت «بالغ صدمتها» إزاء صور تدنيس المقبرة. ويذكر أن شريط فيديو أظهر مجموعة من الأشخاص وهم يقومون بهدم وتخريب مقبæرة تضم رفات جنود بريطانيين وايطاليين في ما يبدو انه «احتجاج» على حرق نسخ من المصحف الشريف على أيدي جنود امريكيين في قاعدة عسكرية بأفغانستان. وأظهر في الشريط الذي صوره مخربو القبور أنفسهم، أكثر من ثلاثين عنصرا مسلحا وهم يحطمون شواهد القبور أو يستخدمون المطارق لتكسير التوابيت. ونقلت صحيفة «أبوزيرفر» أول أمس أن أحد المسلحين يظهر في الشريط وهو يصرح «حطموا صليب هؤلاء الكلاب»، بينما قال آخر: «انظروا هناك كتابة عبريّة على بعض القبور» وقام آخر بالصعود على سلم لتحطيم الصليب المقام على نصب تذكاري. وأظهرت صور نشرتها صحيفة «مايل» البريطانية أول أمس حجارة مقابر تحوّلت الى قطع وصليبا كبيرا مهشما. وقالت وزارة الخارجية البريطانية ان الهجمات التي أدت الى تضرّر المئات من القبور حدثت يومي 24 و26 فيفري الماضي بينما تردّدت أنباء غير مؤكدة عن شن هجمات جديدة على مقبرة ايطالية أخرى قرب بنغازي أيضا. ولم تعلن السلطات الليبية بعد عن أي اعتقالات في اطار هذه القضية. في هذه الآثناء جدد المجلس الوطني الانتقالي الليبي ثقته في رئيسه مصطفى عبد الجليل .