دخل عمال واعوان السكك الحديدية بمحطة قابس في اعتصام مفتوح حيث نصبوا خيمة كبيرة على طول خطوط السكة الحديدية تزامنا مع مراسلة وجهها وزير النقل الى الرئيس المدير العام للشركة بضرورة إحداث ادارة جهوية بقابس قريبا... «الشروق» التقت عددا من المعتصمين لإبلاغ اصواتهم ومعرفة مطالبهم واسباب الاحتقان الذي عاشوه طيلة 10 ايام. المراسلة التي استظهر بها الاعوان والعملة وعليها ختم وزارة النقل بتاريخ 23 مارس 2012 تنص صراحة على انه وتبعا للفصل الثالث من الامر عدد 2197 لسنة 2002 وبعد مداولات مجلس الادارة في جلسته المنعقدة بتاريخ 26 ماي 2011 على تحيين الهيكل التنظيمي للشركة فقد تمت المصادقة عليها من طرف الوزارة ومن بين فقرات المداولات احداث ادارة جهوية بقابس وهو ما يدعو الادارة العامة الى ضرورة القيام بالإجراءات الضرورية لتركيز هذه الادارة في اقرب الاجال. فرح الاعوان والموظفون والعملة بهذه المراسلة التي جاءت لتستجيب لمطالب قديمة بضرورة احداث ادارة جهوية بمدينة قابس وفك الارتباط بالادارة الجهوية بصفاقس لعدة اسباب منها بطء الاستجابة لبعض الطلبات المهنية الوظيفية العاجلة بما يضطرهم في بعض الاحيان الى الاتصال مباشرة بالادارة العامة ولكن هذه الفرحة وحسب المعتصمين لم تدم الا سويعات فقد اعقبها قرار نغص عليهم فرحتهم وهو اقالة الموظف الذي عمل جاهدا وحرص على الحث والتعجيل بانشاء ادارة جهوية وهو من اصيلي مدينة قابس بما ادخل في روعهم ان هناك تحركات وراء اقالته بل اعتبر بعضهم ان في العملية مقايضة رخيصة بين الاستجابة لمطلب احداث ادارة جهوية وبين اقالة الموظف. تيسير عمل الإدارة البداية كانت مع نور الدين بوخريص كممثل عن المجتمع المدني تواجد طيلة المدة الفارطة مساندا لمطالب اعوان وموظفي محطة القطار بقابس معتبرا ان «هذا المطلب من شانه ان يحقق التنمية الجهوية واهمها التشغيل عبر انتداب عدد من الاداريين والفنيين وربط الجهة مع بقية ولايات الجنوب الشرقي (قبليومدنين وتطاوين) وتيسير العمليات الادارية بالمحطة بما يضاعف فاعليتها ولا يعني هذا ان ندخل في جهويات مقيتة بين اهالينا في قابس واخواننا في صفاقس فلا سبيل امام كل من يحاول استغلال الاعتصام لاثارة النعرات الجهوية الا انه من ناحية اخرى لا مجال لحرمان ابنائنا وعائلاتنا من الوصول الى ولايتهم واستغلال بعض اصحاب «اللواجات» للظرف الحساس للترفيع في تسعيرة السفرات لتصل الى حوالي 25 دينارا وتحميل المسافر ما لا يطيق». مزايدات... توظيف سياسي ويواصل نور الدين حديثه مبرزا ان النقابة الاساسية بصفاقس وعندما دعت الى الاضراب كان سيقف القطار في محطة الجم ولكن بتدخلات وضغوط من اهالي صفاقس ومسؤوليها اصبحت الرحلات تصل الى صفاقس ولا يتعداها وهو ما يدعو الى التساؤل وكان الاولى على الاقل من المسؤولين ان يتم الاتفاق مع الشركة الجهوية للنقل بصفاقس لايصال مسافري الولايات الجنوبية الى مقاصدهم حتى من باب التآزر والتضامن العفوي الذي تعودناه بين التونسيين بعيدا عن التوظيف السياسي ونسعى كمجتمع مدني الى محاولة توعية الناس حتى لا ندخل في مزايدات رغم ان بعض تصرفاتهم يمكن ان نتفهمها بما ان غياب السلط الجهوية وبعض ممثلي الجهة في المجلس التاسيسي يطرح اكثر من نقطة استفهام». عضوا المجلس التاسيسي المولدي الزيدي وفؤاد ثامر كانا حاضرين وقد تحدثنا مع ممثل الجهة في المجلس التاسيسي عن القائمة المستقلة «من اجل جبهة وطنية تونسية» اذ اكد «بالنسبة لتواجدنا اليوم مع مواطني ولاية قابس في محطة قابس فانه ياتي في اطار مساندتنا لمطلبهم الشرعي لاحداث ادارة جهوية بقابس بعد ان عانوا الامرين من التبعية الادارية لولاية صفاقس بما ساهم في تهميش كل مطالب الجهة خاصة في قطاع السكك الحديدية وكنا نامل اليوم الا تقتصر هذه المؤازرة وهذا المجهود على عضوين فحسب من المجلس التاسيسي وانما ان يتواجد الاعضاء السبعة الممثلين للجهة لنبرز بذلك اهتمامنا بمطالب اهالي جهتنا التي عولت علينا كثيرا لدى انتخابنا من اجل ان نساهم في النهوض بالجهة والارتقاء بالبنية التحتية للولاية اولا وتحسين وضعيات العمال ثانيا وكان بامكان هذه الولاية ان تكون من افضل الولايات في مختلف القطاعات لعدة اعتبارات لعل اهمها الموقع الاستراتيجي للجهة وثرواتها الطبيعية ومميزاتها الفريدة التي تجمع بين الصحراء والبحر والجبال والواحات ونحن مسؤولون امام اهالينا كاعضاء من المجلس الوطني التاسيسي من اجل اعادة الاعتبار للجهة في اطار دعم سياسة اللامركزية التي ستساهم ولا شك في التنمية الجهوية». وتدخل المولدي الزيدي عضو المجلس التاسيسي عن العريضة الشعبية مساندا زميله في ما ذهب اليه ومضيفا «بقدر ما ابتهج الاهالي بقرار احداث ادارة جهوية بقدر استيائهم من طريقة وتوقيت اقالة الرئيس المدير العام للسكك الحديدية التي كانت متسرعة وغير مدروسة من ناحية توقيتها على الاقل ويتحمل فيها وزير النقل مسؤولية كاملة في ما قد تجره على الجهة من عواقب وخيمة تتعارض مع رغبة الجميع في اطفاء نار الجهويات والحساسيات الا ان مثل هذه القرارات قد تؤججها». الصادق طابة الكاتب العام للنقابة الاساسية للسكك الحديدية بقابس اكد من ناحيته ان «احداث ادارة جهوية للسكك الحديدية بقابس فضلا عما سيساهم به في سرعة الخدمات الادارية للاعوان والموظفين فانه سيساعد في دفع عجلة التنمية بالجهة وخاصة التشغيل بتوفير حوالي 70 موطن شغل على الأقل واعادة احياء مشروع خط قابسمدنين الذي كان مبرمجا في العهد السابق وتم رصد الاعتمادات له وانطلقت اشغاله واقيمت بعض جسور السكة في اكثر من موقع لتبقى شاهدة على مشروع تنمية قبر في مهده وحولت وجهته الى ولاية ساحلية وبعيدا عن منطق الجهويات فان تحويل الوجهة يدعو الى التساؤل». وينهي الكاتب العام للنقابة الاساسية للسكك الحديدية بقابس حديثه بالتأكيد على ان «رغبة الاعوان والموظفين كبيرة في ان تنتهي التبعية الادارية في كل القطاعات وليس فقط السكك الحديدية لأن ذلك يمكن ان يساهم في تنمية الجهة». ضرورة تفعيل القوانين أحمد الزعتري كاتب عام نقابة اشغال السكك الحديدية تحدث عن مساندتهم لزملائهم وعن ملفهم كعمال اشغال معتبرا ان «ادماجنا صدر فيه مراسيم وقوانين ولكن التفعيل على ارض الواقع بقي غائبا ونخشى ان نعيد مسار المفاوضات بعد اقالة الرئيس المدير العام خاصة وان لنا تجارب مريرة مع هذا الملف وقد دخل 1200 عامل من عمال شركة الاشغال العامة بالسكك الحديدية في اضراب عام مفتوح من اجل تنفيذ الاتفاقيات المبرمة منذ مارس 2011 وادماج العمال في شركة السكك الحديدية». بقي ان نشير في الاخير الى ان اعتصام عمال واعوان محطة قابس للسكك الحديدية قد يأخذ منعرجا اخطر بعد ان تمت دعوة اهالي الجنوب الشرقي (قابسومدنين وتطاوين وقبلي) عبر ملصقات باماكن متفرقة من المدينة الى الحضور يوم الاحد 25 مارس لدعم مطالبة الوزارة «بالتراجع عن قرار العزل تفاديا لحالة الاحتقان والتوتر» كما ورد حرفيا بالنداء الذي علق في عدد من الاماكن ومن بينها مدخل المحطة قبل ان يقع تمزيقه وازالته وهو ما يدعو الى التساؤل عن الجهة او الجهات التي تقف وراء محاولة التصعيد وجر ولايات الجنوب الشرقي الى صراع لا يحمد عقباه.