شهدت منطقة «الماقورة» (قرب مدينة نابل) يوما تنشيطيا الأحد الماضي نظمته جمعية «رحمة للعمل الاجتماعي» وبالتنسيق مع «الجمعية التونسية لمقاومة الامراض المنقولة جنسيا والسيدا». هذه المنطقة يعيش سكانها معاناة يومية في بحثهم عن لقمة العيش الكريم.
وقد كان حضور جمعية «رحمة» فعالا بفضل الطاقم الطبي الذي صاحبها والمتكون من ثلاثة اطباء، وقد تمكنوا من الكشف على عدد كبير من المرضى وتمكينهم من بعض الادوية التي وقع جلبها وتوزيعها على بعض العائلات الفقيرة.كما قامت لجنة التنمية التابعة لهذه الجمعية بجمع بيانات شخصية من اجل مساعدة الراغبين في بعث مشاريع فردية حتى يتم دراستها في صلب الجمعية.«هذه اللجنة حديثة التكوين والهدف من إنشائها هو بعث مشاريع تنموية في نطاق امكانيات الجمعية لخلق مواطن شغل بالمناطق المهمشة، وسنواصل زياراتنا لمناطق اخرى في احواز نابل». هذا ما صرح به السيد هشام اللجمي رئيس جمعية «رحمة».
أما الجمعية التونسية لمقاومة الامراض المنقولة جنسيا والسيدا الممثلة في الانسة منيرة بن ناجي وهي قابلة تنشط في الجمعية فقد قامت بالكشف عن 10 نساء. «يعمل أغلب متساكني هذه المنطقة في مصانع الخياطة وورشات الميكانيك وغيرها في مدينة نابل فهي الوجهة المفضلة لديهم لقربها ولتوفر مواطن الشغل فيها، الا ان مدخول الفرد منهم لا يفي بحاجيات عائلاتهم في ظل غياب التغطية الاجتماعية وغلاء الاسعار. أما العمل في القطاع الفلاحي فيكاد يكون منعدما لغياب ابار الري بالمنطقة وعزوف الشباب عن العمل في هذا القطاع».
هذا ما صرحت به احدى المتحصلات على الاستاذية في الموارد البشرية. وأضافت: «من حسن حظي اني تمكنت من الحصول على عمل قار في احدى المؤسسات الخاصة بمرتب مقبول ولكن اغلب الفتيات في المنطقة وبحكم مستواهن التعليمي المتدني يعملن مقابل اجور زهيدة في مدينة نابل»غياب البنية الاساسية في المنطقة هي العامل الاساسي في انقطاع التلاميذ عن الدراسة في مرحلة مبكرة حيث صرحت لنا زهرة وهي من متساكني «ماقورة» ان المدرسة تبعد ما يقارب 3 كيلومترات عن منزلها وهي مسافة طويلة ووعرة ورغم العناء الذي يتكبده صغارها للوصول الى مقاعد الدراسة فهم من الاوائل بفضل عنايتها الفائقة بهم.
وأضافت ان الخدمات المتواضعة التي يقدمها مستوصف المنطقة لا تفي بحاجياتهم فهم مجبرون في اغلب الاحيان على زيارة الاطباء في نابل الشيء الذي يزيد من معاناتهم اليومية.وقد اجمع الحضور في هذا اليوم التنشيطي ان منطقة «الماقورة» من المناطق التي يجب الالتفات اليها من خلال ايجاد حلول جذرية لمشاكلها ونقائصها.